تستعيد الساعات المشغولة في علب من الذهب رواجها وتحقق طفرة في السوق الثانوية.
قد يصح النظر إلى الساعات الذهبية بوصفها شبيهة شخصية غوردن جيكو في قطاع صناعة الساعات السويسرية، إذ إنها وُصمت برموز الإسراف المميز للأسلوب في ثمانينيات القرن الفائت. طيلة السنوات الأخيرة، شغلت هذه الساعات المرتبة الثانية مقارنة بالطرز الرياضية الأكثر عملية المشغولة في علب من الفولاذ والتي ظلّ الطلب عليها يحقق ارتفاعًا مهيبًا حتى خلال جائحة كورونا.
لكن بعض وكلاء الساعات واثقون من أننا نوشك على اختبار طفرة طال انتظارها في التهافت على الذهب، لا سيما وأن هذا المعدن الثمين تجاوز للمرة الأولى في شهر أغسطس آب الفائت عتبة الألفي دولار للأونصة الواحدة. شهد أيضًا قطاع الحلي عودة العلامات الكبرى كلها تقريبًا إلى استخدام هذه المادة، فيما أثارت غوتشي جلبة كبيرة عندما طرحت طراز Grip، الذي يميزه تعقيد الساعات القافزة والتصميم عتيق الطراز، في علبة من الذهب الأصفر (بسعر 1,800 دولار). يبدو أن الذهب يشهد أخيرًا حركة تصاعدية يحفّزها الاهتمام في السوق الآسيوية، فضلاً عن توجّه عام إلى الأصول الملموسة في ضوء انعدام الاستقرار الاقتصادي الذي طرأ العام الفائت.
يبيع متجر Wempe Jewelers للجواهر والساعات الفاخرة في فيفث أفينيو بنيويورك، الطُرز المشغولة من الذهب على غرار ساعات Rolex Submariner من رولكس، ومجموعة Twenty~4 النسائية من باتيك فيليب، وطراز Alpine Eagle الجديد من شوبارد. يقول روديغر آلبيرز، رئيس المتجر: "إن القيمة الدائمة للذهب غذّت بيع الجواهر والساعات المشغولة من هذا المعدن طيلة عام 2020، ولا نرى أي نهاية لهذا التوجه. كما أن الأفراد ملوا الشعور بالكآبة والأسى. إنهم يحتاجون إلى نفحة ألق."
معدن ثقيل
ثلاث ساعات متفردة من الذهب قيمتها تساوي وزنها.
A. Lange & Söhne
A. Lange & Söhne 1815 Thin
Honeygold “Homage to F. A. Lange"
(34,400 دولار)
Vacheron Constantin
Vacheron Constantin
Overseas Self-Winding
في علبة من الذهب الزهري من درجة 5N وعيار 18 قيراطا
(49,100 دولار)
Blancpain
Blancpain Villeret
Extraplate Boutique Edition
(17,800 دولار)
فضلاً عن ذلك، بدأت الساعات الذهبية تواكب الإيقاع في السوق الثانوية، لا سيّما وأن الطلب المتزايد بسرعة على الطرز الفولاذية التي تبتكرها العلامات الثلاث الكبرى، أوديمار بيغيه، ورولكس، وباتيك فيليب، يضفي طابعًا من الندرة على هذه الساعات. لا يزال سعر ساعة الكرونوغراف المتميزة ذات الرقم المرجعي 5070، والتي توقفت باتيك فيليب عن إنتاجها، أقل لمختلف النماذج المشغولة من الذهب الأبيض أو الأصفر أو الوردي، عن سعر طراز نوتيلوس ذي الرقم المرجعي 5711/1A الذي طرحته باتيك فيليب في علبة من الفولاذ والذي يُعد صعب المنال (انقطعت الدار أيضًا عن إنتاجه) على ما يظهر على منصة WatchBox واتش بوكس، الموقع الإلكتروني لبيع الساعات المستعملة بالتجزئة. لكن في حديث إلى مجلة Robb Report في شهر فبراير شباط الفائت، قال جاستن رايس، الرئيس التنفيذي لموقع واتش بوكس، إن مستوى توافر بعض ساعات رولكس الذهبية قد تراجع لأن الطلب عليها تضاعف. يضيف رايس قائلاً: "إن ساعات طراز Day-Date المشغولة في علب من الذهب بقطر 40 ملليمترًا تُباع اليوم للمرة الأولى بسعر يتجاوز قيمتها في سوق البيع بالتجزئة، فيما تحقق ساعات نوتيلوس ذات العلب المشغولة من الذهب الوردي من باتيك فيليب أسعارًا تساوي تقريبًا ضعف قيمتها في مراكز البيع بالتجزئة."
تنبّه بول ألتييري، مؤسس متجر بوبز واتشيز Bob’s Watches الإلكتروني لبيع ساعات رولكس المستعملة والرئيس التنفيذي للمتجر، تنبّه إلى شيوع التوجّه نفسه. يقول ألتييري: "يلقى طراز GMT-Master II في العلبة المشغولة من الذهب الأصفر والتي يكملها ميناء أخضر رواجًا مذهلاً." أما النسخة الذهبية من طراز كوزموغراف دايتونا (المبينة في الصورة إلى أعلى) والتي يبلغ سعرها في متاجر البيع بالتجزئة 36,650 دولارًا، فتحقق رواجًا أكبر. يقول ألتييري: "إن ساعات هذا الطراز تُباع حاليًا مقابل 65 ألف دولار." لقد أينع الوقت أخيرًا على ما يبدو للتنقيب عن الذهب.