قد لا تتنازل شركة متخصصة في التقنية لإعادة بناء جهاز النداء الطنان في عصر الهواتف الذكية، غير أن إتقان صياغة المآثر التقنية القديمة يجسد في عالم صناع الساعات أعلى درجات التميز. لكن قلة من هؤلاء الصناع فحسب قد تمكنوا من إعادة ابتكار تقنيات صناعة الساعات بالغة القدم بالطريقة نفسها التي كانت معتمدة عندما كانت الساعات تُصنع على ضوء الشموع. طورت دار غروبل فورسيه ساعة Hand Made 1، التي تعيد تحديد مفهوم صناعة الساعات «يدويًا» في القرن الحادي والعشرين، موظفة مزيجًا من الخبرات الحديثة والأدوات القديمة المستخدمة يدويًا في سبيل ابتكار ساعة من لا شيء، بعيدًا عن استخدام الآلات المبرمجة.
في الساعة التي تشتمل على 308 أجزاء مختلفة، استُخدمت المعدات الحديثة لتطوير خمسة مكونات فقط هي الغطاء المشغول من البلور الياقوتي، وحواشي العلبة، وقضبان النوابض المثبتة للسوار (وكلها ابتكارات من القرن العشرين)، فضلاً عن محامل الحجارة الياقوتية والنابض الرئيس. يستغرق إنتاج كل نموذج من هذه الطراز ستة آلاف ساعة من العمل اليدوي، فيما المدة التي يقتضيها صنع آلية التوربيون وحدها تُعد أطول بخمس وثلاثين مرة من المدة التي يستغرقها بناء هذا التعقيد باستخدام الآلات. كما أن تصنيع لولب مجهري بالطريقة التقليدية القديمة قد يستغرق ثماني ساعات. تحول هذه العملية المضنية دون إنتاج أكثر من نموذجين إلى ثلاثة نماذج من هذه الساعة في السنة الواحدة. وقد يصح القول إن هذا المشروع يشبه بعظمته تسلق قمة إيفرست. فأنت لست مضطرًا إلى تسلق القمة، لكن إثبات مقدرتك على ذلك يُعد رائعًا (السعر عند الطلب).
www.greubelforsey.com