تتيح صناديق المتاع المبتكرة من لويس فويتون للمرء أن يحمل معه مكامن شغفه أينما ارتحل.
نجحت دار لويس فويتون، بدافع من عظماء المستكشفين، وحسّ فضولي، ومخيّلة لا تنضب، في إحداث تغيير في فنّ السفر من خلال أفكار غير مسبوقة انعكست على سبيل المثال في الصندوق السرير الذي ابتكرته للمستكشف بيار سافورنيان دو برادزا، وفي صندوق عدّة احتساء الشاي الذي صنعته لأجل مهراجا بارودا، وفي صندوق للمعدات الموسيقية أبدعته مؤخراً لأحد منسّقي الأغاني. أما الشرط المسبق الوحيد في كلّ مشروع، فيتمثّل بضرورة أن يكون الابتكار محمولاً بحيث تنتفي أي حدود تقيّد مقدرة المرء على أن يحمل معه صندوق كنوزه إلى أيّ وجهة يقصدها. في عام 1859، أقام فويتون محترفه ومقر سكنه في قرية أسنيار سور سين Asnières-sur-Seine الواقعة عند مجرى النهر الشهير على بعد أميال عدّة من باريس، وحيث يواصل اليوم محترف توسّعت مساحته ابتكار صناديق متاع بديعة وحقائب متينة للسفر. في ظلّ الإدارة المتيقظة لباتريك لويس فويتون، الذي يمثّل الجيل الخامس من أفراد العائلة، والذي يشرف بنفسه على مسار تصنيع كلّ طلب خاص، بدءًا من مرحلة صياغة مفهوم التصميم وصولاً إلى اكتمال إنجازه، ينتج المحترف في العام الواحد تقريبًا ما بين 300 ابتكار و350 ابتكارًا مصممًا بحسب الطلب. ويُصنّع كلّ تصميم يدويًا بالاعتماد بنسبة كبيرة على التقنيات نفسها التي كان لويس فويتون رائدًا في استخدامها في إبداعاته الأصيلة. يستغرق إنجاز طلب واحد ما بين أربعة أشهر وستة أشهر، لكنّ الأمر يستحق الانتظار إذا ما أخذنا في الحسبان شهرة هذه الأصناف من العتاد من حيث كونها تعمّر قرنًا كاملاً أو أكثر.
1 أساس متين
يبدأ مسار التصنيع من المادة الأشدّ بساطة، أي الخشب. تُصاغ صناديق المتاع المميزة للدار، وحقائب السفر ذات الجوانب المتينة، من ثلاثة أنواع من الخشب هي خشب الحور القوي والمتين لصنع الإطار، وخشب أوكومي الأفريقي خفيف الوزن إنما المقاوم للصدمات لتشكيل الهيكل والغطاء، وخشب الزان المرن وخفيف الوزن الذي يُستخدم للتفاصيل الزخرفية.
2 مقاربة فردية
يبني النجّارون المتمرّسون الأطر في محترف أعمال النجارة، فيقصّون كلّ إطار ويثبّتون ألواحه بالمسامير ويصقلونها بحسب المقاسات المحدّدة لطلب الزبون، سواء أكان موضوع الطلب محافظ صغيرة مصمّمة لتوضيب أجهزة الآيفون، أم صناديق متاع ضخمة مصممة في وضع عمودي لاحتواء أي مقتنيات، من البذلات والأثواب إلى العشرات من أزواج الأحذية.
3 تصنيع بحسب المقاس
تُصنّع المفصلات ذات التصميم غير التقليدي من قطعتين من النسيج القطني، تُحاكان معًا ثمّ تُلصقان إلى الجوانب الداخلية للإطار كما كان الحال عليه في الصناديق الأصيلة التي ابتكرها لويس فويتون في خمسينيات القرن التاسع عشر.
4 إرث معمر
تولّى جورج، ابن لويس فويتون، في عام 1896، تصميم المادة الشهيرة المزدانة بالحرفين الأولين المتشابكين من اسم الدار، التي تحوّلت إلى رمز عالمي للمكانة الرفيعة. وتشكّل كسوة الأطر بالخامات المزدانة بهذا الشعار مهمة شاقة جدًا، إذ ينبغي للنمط المكوّن من الحرفين أن يتّسق على نحو مثالي فوق كلّ خط حياكة ودرزة.
5 أقفال شخصية
طوّر جورج فويتون القفل النحاسي متعدّد الدبابيس والمميّز للعلامة في عام 1890، ليستمر استخدامه إلى يومنا هذا. تُرفق كل حقيبة من لويس فويتون بوحدة مكوّنة من مفتاح وقفل ذي رقم شخصي يمكن للزبون أن يستخدمها مع مختلف مقتنياته الممهورة بتوقيع الدار.
6 حلول بسيطة
تُصقل الحقائب بمادة لاصقة مستدامة قبل تثبيت القماش.
7 اختبار التحمل
تنتقل الحقائب من خبير إلى آخر، وتمرّ كذلك بالخبير المختص في تثبيت الكسوة الداخلية النهائية. وتشمل الخطوات الأخيرة توفير الحماية لأطراف الحقيبة بوساطة شرائط من مركّب لوزين المقاوم لنفاذ الماء والمضاد للعفن، والذي يشكّل مانعًا محكمًا ضدّ تسرب الماء ويضمن متانة الحقيبة في وجه عناصر الطبيعة. يُصار بعد ذلك إلى فحص كلّ بوصة في القطعة قبل أن تغادر المحترف. رصد المدقق في الصورة مسمارًا فضيًا في غير مكانه، ما حتّم تغييره بآخر يتناسق مع المسمار الذهبي الثاني.