عُيّن تيرّيني في منصبه في شهر يناير كانون الثاني من العام الفائت، وصرّح آنذاك لمجلة Robb Report قائلاً: "يتمثّل دوري حاليًا بصياغة روح برميجياني فلورييه وتحديدها بدقة". ويبدو أن الرجل الذي أوكلت إليه خلال العقدين الأخيرين مهمة تعزيز حضور وحدة صناعة الساعات في دار بولغري من حيث كونها قوة وازنة في هذا القطاع - على ما تشهد الأرقام القياسية العالمية الستة التي حازتها ساعات بولغري تحت إدارته – يبدو أنه ينطلق مرة أخرى بزخم وثبات نحو تحقيق إنجاز جديد يُحسب في مجال سعيه اليوم إلى صياغة روح برميجياني فلورييه وإعادة ابتكار صورتها.    

تجلّت أولى بشائر هذه الرؤية الطموحة في معرض أيام جنيف للساعات Geneva Watch Days، الذي انعقد أواخر شهر أغسطس الفائت، من خلال الكشف عن مجموعة جديدة من الساعات بالتزامن مع احتفاء دار برميجياني فلورييه بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها.

وفيما اختزلت هذه المجموعة - التي ركّزت تحديدًا على تحديث مفهوم الوقت في ساعات توندا Tonda الشهيرة - تصوّر الرئيس التنفيذي لمستقبل الدار، جسّدت إطلاق خط جديد من هذه الساعات حمل اسم Tonda PF في إيحاء إلى مساعي إعادة ابتكار العلامة. 

مقاربة النقاء

كانت برميجياني فلورييه قد طرحت في عام 2020 طُرز Tonda GT وTondagraph GT التي يغلب عليها طابع رياضي يليق بأولئك الباحثين عن ساعة تصلح لكل اليوم. وبالرغم من أن خطّ Tonda PF قد يبدو لأول وهلة مكمّلاً أشد فخامة لتلك الطُرز، فإنه في الواقع يوائم بين تعزيز الطابع الرياضي والتركيز على جوهر الرقي في الفخامة، وبالقدر نفسه على جوهر العلامة، على ما يريد لها تيرّيني الذي لا يسعى إلى إنتاج عدد أكبر من الساعات بقدر ما ينشد مخاطبة زبائن يمتلكون ثقافة واسعة في عالم الساعات وذائقة رفيعة تنأى عن التكلف، فضلاً عن تقديم الدراية التي يتمتع بها ميشيل برميجياني في صيغة أشد وضوحًا.

تستهدف إصدارات توندا بي اف Tonda PF هذه النخبة من هواة الساعات تحديدًا، وفي هذا يقول غويدو تيرّيني: "ابتكرنا طُرز Tonda PF لأجيال الغد الذين يؤثرون النقاء والأصالة في صناعة الساعات. إنها ابتكارات فذة نقدّمها لنخبة من هواة يمتلكون معرفة عميقة بصناعة الساعات وذائقة تثمّن الرقي في الأسلوب، ويستحسنون في ساعاتهم تجليات الأناقة الأعلى تميزًا".

 فبعيدًا عن المساومة على الدراية الحرفية التي تتمتّع بها برميجياني فلورييه، تتميّز ساعات توندا بي اف Tonda PF بطابع نقيّ مبسّط يعكس ملامح أناقة عصرية دقيقة لا تشوبها أي بهرجة. وعلى ما تقول الدار، إنه طابع يجسّد مقاربة تستلهم عالم الحياكة الراقية التي ألفتها النخبة في محترفات الأزياء في نابولي أو صقلية مثلاً. وفيما يحل المعدن محل القماش، ويُستبدل بالنسيج نمط زخرفي للميناء، ويحاكي شكل العلبة ذات السوار المدمج القصات الانسيابية لبذلات راقية تعلو فوق تبدّل التوجهات الآنية في عالم الأزياء، تستحضر عناصر التصميم معادلة متقنة تزاوج بين نقاء الشكل، والخطوط الانسيابية، والأبعاد المتوازنة، والذائقة الجمالية الرفيعة.

تفاصيل متقنة في Parmigiani Fleurier Tonda PF

تختزل الفصل الأول من خطَّ  توندا بي اف Tonda PF، الذي يسطّر حكاية جديدة في تاريخ الدار، أربعة إصدارات أول ما يستأثر بالانتباه فيها هو الشعار الذي تغيّر، على نحو سيثمّنه جامعو الساعات، من الاسم الكامل للدار إلى الحرفين “PF” عند مؤشر الساعة 12. يستوطن الشعار شكلاً زخرفيًا بيضاويًا ذا حديّن صيغ في اتجاه عمودي وأثرته تشطيبات تستحضر الدقة الحرفية التي وظّفها الصانع في صياغة هذه المجموعة.

ويتكامل الشعار مع مؤشرات الساعات التي ثُبتت عبر مستويين في الميناء المزدان بزخارف غيوشيه من نمط Grain d'orge مشغولة بحجم مثالي، فضلاً عن عقارب دقيقة مخرّمة بالكامل مشغولة في تصميم جديد من الذهب الخالص. أما قرص الساعة، الذي يستحضر إرث مجموعة Tonda، فيتمايز عن معدن العلبة والسوار (المتعرّج بعض الشيء والمزدان بتشطيبات ساتانية أفقية) ببنيته التي صيغت إمّا من البلاتين الصلب من الدرجة 950 في العلب الفولاذية، وإما من الذهب الوردي عيار 18 قيراطًا في تصميم أملس ومصقول بجزء منه ومخرّش يدويًا في مواقع أخرى.

تعقيدات وبراعة حرفية

تزهو الإصدارات الأولى كلها ضمن مجموعة توندا Tonda PF بالتعقيدات الأكثر شهرة من برميجياني فلورييه، ويستوطن ثلاثة منها علبًا من الفولاذ أو من الذهب الوردي. في طراز Tonda PF Micro-Rotor، صيغت العلبة بقطر 40 ملليمترًا وسماكة لا تزيد على 7.8 ملليمتر ضمنها دمج الدوّار البلاتيني الصغير في هيكل آلية الحركة ذات التعبئة اليدوية PF703 بدلاً من تثبيته فوقها. وفي سبيل تعزيز جماليات التصميم بالغ النقاء، اختارت الدار عرض التاريخ بلون مسار الدقائق نفسه. في المقابل، يزهو طراز Tonda PF Chronograph بعلبة بقطر 42 ملليمترًا وعناصر تصميم تبيّن المرونة في تحقيق المتطلبات المحددة للتعقيد.

فقد اقتضت آلية الكرونوغراف جرعة إضافية من البراعة في التصميم والهندسة لدمج العدادات الثلاثة في الميناء دون التضحية بطابعه المبسّط والسطح المتوهّج نوعًا ما الذي حافظت الدار عليه باستخدام مسار دقيق للدقائق مسفوع بالرمل ومخططات للعدادات التي تتوزع فوق زرقة الميناء، بموازاة دمج الزر الضاغط في بنية العروات.

أما المعيار الحركي المدمج PF070 الذي ينبض في قلب ساعات هذا الطراز، والمعزز بوظيفة الثواني الصغيرة، فيحقق ترددًا قدره 5 هيرتز ويتميّز بتروس عمودية، وبوزن متذبذب من الذهب الوردي عيار 22 قيراطًا. استُخدم هذا الوزن الجديد أيضًا في المعيار الحركي PF339 الذي جُهزت به ساعات التقويم الدائم من طراز Tonda PF Annual Calendar (مشغولة في علبة بقطر 42 ملليمترًا)، والذي يقدّم تاريخًا ارتجاعيًا ويتيح عرض اليوم، والشهر، فضلاً عن أطوار القمر على ما ستظهر على مر 122 عامًا في نصفي الكرة الأرضية.

في هذا الطراز، تجاوزت برميجياني فلورييه التحدي الذي يفرضه تداخل هذه القراءات مع العقارب الثلاثة التقليدية المحددة للوقت من خلال دفع التاريخ في اتجاه خارجي على مسار الدقائق، واستخدام عدادات محددة بشكل منفصل فوق زخارف الغيوشيه في الميناء، ما ضمن تحقيق التوازن بين اللغة التصميمية المبسّطة في المجموعة والترتيب المعقد لوظائف الساعة.

برميجياني فلورييه توندا بي إف.. إبداع الذروة

تتربّع على عرش مجموعة Tonda PF الجديدة ساعة الكرونوغراف من طراز Split Seconds Chronograph التي تطرحها برميجياني فلورييه في إصدار محدود يقتصر على 25 نموذجًا مرقمًا احتفاء بالذكرى التأسيسية الخامسة والعشرين للدار.

تستوطن الساعة، البالغ سعرها 155,000 فرنك سويسري، علبة بقطر 42 ملليمترًا وسماكة 15 ملليمترًا مشغولة من البلاتين أحادي اللون من الدرجة 950 الذي صيغ منه أيضًا السوار، وكذلك الميناء المصقول بتقنية السفع بالرمال للحفاظ على مظهر مطفأ. عبر الجهة الخلفية من الساعة، يتسنّى للهواة استكشاف تفاصيل المعيار الحركي PF361 الذي يجسّد نسخة جديدة من آلية الحركة Chronor الأعلى تميزًا من الصانع، والحائزة جائزة جنيف الكبرى لصناعة الساعات الراقية.

يجمع هذا المعيار الحركي بين ثلاث ميزات تجعل منه ابتكارًا فذًا حقيقةً، في طليعتها بنية الصفيحة الرئيسة والجسور المشغولة من الذهب الصلب، فضلاً عن تصميمها الهيكلي الذي يزدان بالزخارف المشطوفة واللمسات النهائية ساتانية المظهر، لكن الأهم هو أنه يتميّز بأداء دقيق بمقدار جزء من عشرة أجزاء من الثانية عند قياس مدة حدثين يبدآن في الوقت نفسه.