قد يبدو مشروع إعادة ابتكار رياضة عمرها قرون بما يتناسب مع مشاهدي التلفاز مهمة لا تجدي نفعًا. لكن لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة أوراكل Oracle، والسير راسل كوتز، مرشده في عالم سباقات اليخوت، ارتأيا أن الإبحار قد بقي في حالة خمول لوقت طويل. يقول كوتز، الفائز بميدالية ذهبية من الألعاب الأولمبية، والفائز خمس مرات بكأس أمريكا، والرئيس التنفيذي لحملات أوراكل في كأس أمريكا: "وصف مخرج للأعمال التلفزيونية قوارب السباق الشراعية بالمثلثات البيضاء التي تتقدم ببطء عبر خلفية زرقاء اللون في مشهد يستحيل فهمه. وقد أدرك لاري أننا لن نفلح في مسعانا أبدًا إن لم نتمكن من جعل هذا المشهد مفهومًا على شاشة التلفاز".
أعاد كوتز وإليسون ابتكار هذه الرياضة للاستهلاك العالمي من خلال بطولة SailGP، السباق الخطر المليء بالإثارة والغني بمشاهد الواقع المعزز. تشكل هذه البطولة نسخة الإبحار الشراعي من سباقات الفورمولا 1. يشهد هذا العام الموسم الثاني من بطولة الجائزة الكبرى للإبحار الشراعي SailGP بمشاركة ثماني فرق وطنية يتنافسون في أنحاء مختلفة من العالم على متن القوارب المزعنفة أحادية الهيكل من طراز F50 البالغ طولها 50 قدمًا. عندما تنتهي البطولة بتاريخ 27 مارس آذار المقبل في سان فرانسيسكو، سيرجع الفريق الفائز إلى بلده حاملاً معه جائزة بقيمة مليون دولار.
أدركت مجموعة الإعلام والرياضة Endeavour، التي تمتلك شركة IMG، إمكانات بطولة SailGP، ووقعت مع إدارتها عقدًا جعل منها مستثمرًا يمتلك حصة الأقلية. وتبدو النتائج حتى الآن جيدة: فمشاهدة البث التلفزيوني المتاح بلغات عدة حققت في منتصف الموسم ما مجموعه 171 مليون مشاهد رئيس ومشاهد ثانوي. بلغ عدد مشاهدي البث الحي لافتتاح الموسم في بيرمودا 4.9 مليون مشاهد، أي نحو نصف المعدل الوسطي للمشاهدة الذي حققته العام الفائت كل لعبة في بطولة WorldSeries لكرة القاعدة. سيقدّم إليسون بنفسه ضمانات التغطية للبطولة خلال السنوات الخمس الأولى، لكن الغاية طويلة الأمد هي مشاركة عشرة فرق محترفة مستقلة في البطولة (حُددت القيمة الحالية لامتياز المشاركة بمبلغ 20 مليون دولار لكل فريق). بات فريق سويسرا في شهر سبتمبر أيلول الفائت صاحب الامتياز الأول في البطولة والعضو التاسع فيها.
يقول كوتز: "درسنا البطولات العالمية الكبرى، واستلهمنا أفضل ما فيها. قررنا أن يفوز الرابح في السباق الأخير بكامل الجائزة لأن إحصائيات بطولة كرة السلة NBA تُبيّن عدد المشاهدين الذين يتابعون الشوط الأخير".
يشكل خوض السباق أمام أعين آلاف المشاهدين عنصر جذب آخر فيما يخوض البحارة منافسة خطيرة على سرعات عالية. يكشف سباق الإبحار الشراعي القاسي عن مستوى أداء رياضي مبهر وأحداث درامية واقعية. يقول جيمي سبيتهيل، قائد فريق الولايات المتحدة الأمريكية: "يجري ربطنا جميعًا بوساطة الميكروفونات إلى آلات التصوير على متن القارب ليتسنى للمشاهدين متابعة الضغوطات التي نختبرها".
ترتكز القوارب المزعنفة من طراز F50 إلى قوارب السباق أحادية الهيكل التي شاركت في بطولة كأس أمريكا لعام 2017، لكنها أسرع. في شهر أغسطس آب الفائت، حقق بن آينسلي، الذي كان يقود قارب فريق بريطانيا الكبرى، رقمًا قياسيًا مسجلاً سرعة بلغت 61.1 ميل/الساعة. يقول كوتز: "يمكن لهذه القوارب أن تتفوق على سرعة الرياح بأربعة أضعاف. ثمة عنصر خطورة لا نحاول إخفاءه".
بالرغم من الصياغة المتأنية للبطولة الناشئة، وموارد الشركة، فلن يكون النجاح مضمونًا. يقول كوتز: "إننا نمضي قدمًا فيما يتعلق بتأمين الوجهات، وبيع امتيازات مشاركة الفرق تحقق في وقت أبكر من المتوقع. لكن برامج الرعاية لم ترقَ إلى مستوى توقعاتنا.
لكن المتسابقين لا يكترثون للأصوات المعترضة. يقول آينسلي: "إنها أفضل فرصة لدينا لبلوغ جمهور أكبر".