بيعت لوحة نادرة مرسومة يدويًا للفنان بانكسي، من مجموعة مارك هوبوس، المؤسس المشارك وعازف الباص في فرقة Blink-182، في مزاد لدار سوذبيز بلندن في 4 مارس، مقابل 5.5 مليون دولار .

تحمل اللوحة اسم Crude Oil Vettriano، وقد رسمها عام 2005، وكانت من أبرز المعروضات في مزاد الدار المسائي للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة. وضم المزاد أيضًا أعمالًا لبابلو بيكاسو، ويوشيموتو نارا، وأنتوني غورملي، وروي ليختنشتاين.

عرضت اللوحة لأول مرة في معرض بانكسي الشهير عام 2005 في نوتينغ هيل، والذي حمل عنوان "Crude Oils: A Gallery of Re-mixed Masterpieces, Vandalism, and Vermin"، إلى جانب أعمال أعاد فيها الفنان ابتكار لوحات كلاسيكية لفان غوخ، وإدوارد هوبر، وكلود مونيه. 

تُعد اللوحة إعادة تصوّر لعمل الفنان الاسكتلندي جاك فيتريانو The Singing Butler من عام 1992، وهي تجسد زوجين يرقصان على الشاطئ. وخلال المعرض، عُرضت اللوحة إلى جانب نسخ بانكسي المعدلة من Sunflowers لفان غوخ، وNighthawks لإدوارد هوبر، ولوحات مونيه عن حديقته في جيفرني.

أضاف بانكسي لمساته المعتادة على اللوحة، حين استبدل المشهد الرومانسي بعناصر أكثر قتامة، مثل سفينة تغرق في الخلفية. كنا استبدل بشخصية العاملة التي تحمل مظلة رجلين يرتديان بزات واقية ويحملان برميلاً يحتوي على مواد سامة.

وأوضحت دار سوذبيز في بيان أصدرته قبل المزاد أن "بانكسي استخدم روح الدعابة والسخرية التي يتميز بها لإنتاج صورة تتناول قضايا رئيسة في القرن الحادي والعشرين، مثل البيئة والتلوث والرأسمالية".

قرر هوبوس الذي امتلك اللوحة لما يزيد على عقد من الزمن تخصيص جزء من عائدات البيع لدعم ضحايا حرائق الغابات في كاليفورنيا، إذ إنه سيتبرع لمؤسسة California Fire Foundation، إلى جانب مؤسستين طبيتين في لوس أنجليس هما برنامج Child Life في مستشفى Children’s Hospital Los Angeles، ومركز Cedars Sinai لأبحاث أمراض الدم والأورام.

قال هوبوس، الذي اشترى اللوحة في عام 2011، في بيان: "أحببنا هذه اللوحة منذ اللحظة التي رأيناها فيها. إنها بلا شك من أعمال بانكسي، لكنها مختلفة. خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية، كانت معلقة فوق طاولة الإفطار في منزلنا بلندن، حيث كان ابننا ينجز واجباته المدرسية، ثم انتقلت إلى غرفة المعيشة في لوس أنجليس، حيث شهدت لحظات من الضحك والدموع، والحفلات والخلافات".

علق أوليفر باركر، رئيس مجلس إدارة سوذبيز أوروبا، في بيان:" هذه ليست مجرد لوحة أيقونية لبانكسي، بل هي عمل فني كان عزيزًا على أسطورة الموسيقى مارك هوبوس، الذي انجذب إلى هذه اللوحة بسبب روحها المتمردة. 

ومثلما كسر البانك القواعد في الموسيقى، جاء بانكسي ليعيد كتابة مفاهيم الفن. واليوم، هذه اللوحة لا تزال تلهم وتثير التساؤلات حول الفن والمجتمع".

وأضاف باركر: "فن الشارع وموسيقى البانك يشتركان في القاموس نفسه. كلا الحركتين نشأ على الهامش، لإعادة كتابة القواعد، وهي سمة جوهرية يتشاركها مارك وبانكسي. 

الآن، بمشاركته اللوحة مع العالم، سيفتح مارك أعين الآخرين على القوة الحقيقية للفن، ما يستثير النقاشات ويتحدى الطريقة التي نرى بها العالم من حولنا".

رغم أن سعر اللوحة تخطى التوقعات الأولية، إلا أن المبلغ الذي بيعت به لم يصل إلى الأسعار القياسية التي حققتها بعض أعمال بانكسي السابقة. ففي أكتوبر الأول 2021، بيعت لوحة الفتاة مع البالون بمبلغ 24 مليون دولار بعد أن تمزقت خلال المزاد، بينما بيعت لوحة Game Changer بمبلغ 21.6 مليون دولار لصالح الهيئة الصحية البريطانية.