أسرت نظارات وخوذ الواقع الافتراضي والواقع المعزز العالم منذ ظهورها للمرة الأولى، وذلك لأنها تعد بتجربة فريدة من نوعها تقترب للغاية من المستقبل. 

ورغم تنوع استخدامات هذه التقنية بين الترفيه والعمل والتواصل الاجتماعي، إلا أن الحظ لم يحالفها في الانتشار بالشكل الذي كان متوقعًا لها. وفيما يمكن إسناد هذا إلى العديد من العوامل، يظل حجم وهيئة خوذ ونظارات الواقع الافتراضي أهم أسباب محدودية التقنية.

في العام الماضي، كشفت آبل عن نظاراتها المبتكرة Vision Pro التي تأتي في حجم مناسب يتيح للمستخدمين التنقل بها واستخدامها في أثناء التنقل رغم وجود بعض الصعاب. وعبر دمج تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز معًا، استطاعت آبل جذب الملايين للنظارات لتحقق نجاحًا باهرًا في الشهور الأولى لطرحها.

بعدها توجهت أنظار العالم أجمع إلى شركة ميتا مترقبين المنتج الجديد الذي ستطلقه الشركة كرد مباشر على نظارات آبل للواقع الافتراضي. ورغم أن هذا الرد تأخر قليلًا، إلا أنه جاء صاخبًا بشكل يصعب تجاهله. 

وقد جاء الرد على شكل نظارات الواقع الافتراضي المبتكرة Orion، التي تمزج بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل ينافس آبل، فضلًا عن تصميمها الخفيف والمميز الذي يحل مشكلة جوهرية معتادة مع نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

تصميم أنيق يحاكي النظارات المعتادة

تتمايز نظارات Orion عن نظيراتها بالتصميم الأنيق للغاية الذي يحاكي النظارات التقليدية، إذ تخلت ميتا عن مفهوم خوذة الواقع الافتراضي أو المعزز لتدمجها في إطار نحيف للغاية يبدو مشابهًا لإطارات راي بان التي تتمتع ميتا بشراكة فعالة معها منذ سنوات، فضلًا عن وحدة معالجة خارجية صغيرة يجري الاتصال بها بشكل لاسلكي.

يتيح التصميم الفريد لابتكار ميتا الجديد الوصول إلى النظارات بشكل سهل، والأهم استخدامها بشكل يومي ودوري من دون الحاجة إلى تجهيزات خاصة، متفوقةً بذلك على مختلف نظارات الواقع الافتراضي والمعزز التي تقدمها ميتا أو أي شركة منافسة.

تمثل هذه النظارات قفزة عما تقدمه ميتا حاليًا في قطاع النظارات الذكية بشكل عام، وهي النظارات التي تأتي نتيجة تعاون مثمر بين ميتا وراي بان وتعمل كأجهزة تصوير والتقاط مقاطع الفيديو ومشاركتها عبر إنستغرام أو فيسبوك من دون الحاجة إلى الهاتف.

دمج الذكاء الاصطناعي

تتمثّل إحدى نقاط تميز الجيل الجديد من نظارات أوريون من ميتا بدمجها بشكل كامل مع الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنك الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا مباشرةً عبر استخدام النظارات من دون الحاجة إلى أي جهاز خارجي.

هذا الأمر يوفر وقتًا كبيرًا على المستخدمين ويعزز من استخدام النظارات في الحياة اليومية، بدءًا من الرد على المكالمات ومتابعة آخر الأخبار أو حتى ترجمة النصوص والاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي على فهم الصور وتحليلها.

نظارات اختبارية تنبئ بالمستقبل

في الوقت الحالي، تظل نظارات Orion من ميتا مجرد نظارات اختبارية ونموذجًا أوليًا لما قد تبدو عليه نظارات الواقع الافتراضي خلال المستقبل القريب. لن تطرح الشركة هذه النظارات للبيع بشكل رسمي عبر متاجرها، ولكن من المتوقع أن تجد طريقها إلى المزادات العلنية بوصفها نسخًا أولية نادرة تشير إلى المستقبل قبل حدوثه.

كما أن ميتا أعلنت نيتها طرح نظارات واقع افتراضي تعتمد على الآلية نفسها، لذا قد نراها مستقبلًا كمنتج مستقل ومنفصل من ميتا، وهو الأمر الذي يؤكد نوايا الشركة لتطوير تقنياتها بشكل أكبر في المستقبل.