لا يمكننا لوم المشككين. فالمشروع التوسعي السابق الذي شهده متحف الفن الحديث في عام 2004 نجم عن مشهد يشبه برج شركة لا روح له. أما لجولة التوسع الجديدة، فقد أعلن المتحف، في سبيل توفير مساحة كافية لها، عن هدم المبنى المجاور الذي كان يشكل في ما مضى مقر متحف الفنون الشعبية الأمريكية المرموق، الأمر الذي أثار حفيظة مجتمع المعماريين. لكن عندما جرى الكشف في الخريف الماضي عن الإضافة الجديدة التي تولت أعمالها شركتا Diller Scofidio + Renfro وGensler، بدا أن الأخطاء كلها قد غُفرت. فمشروع التوسع وفر مساحة إضافية للمعارض مقدارها 40 ألف قدم مربعة ولا يقتصر تميزها على كونها وفيرة الهواء والضوء وتتزين بسلم مسور بالزجاج يبدد الحد الفاصل مع أفق المدينة. فهذه المساحة الجديدة تتيح أيضًا للمتحف أن يسرد قصة أعمق وأوسع نطاقًا.
يُعد متحف الفن الحديث الحارس الحقيقي المؤتمن على أعمال الفنانين الحداثيين، وللحكاية التي يؤثر روايتها أهمية قصوى. هنا تقبع الكتل الفولاذية الآسرة التي أبدعها ريتشارد سيرا، وكذلك آنية السيراميك غريبة التصاميم من جورج أور. وهنا تُعرض لوحة ماتيس The Red Studio، ولكن عُلقت بجوارها لوحة Fiery Sunset لألما وودسي توماس، الرسامة الأمريكية من أصل إفريقي، التي وُلدت في جورجيا سنة 1891. وقد التزم المتحف تدوير ثلث الأعمال الموزعة على أروقة عرض المجموعة مرة كل ستة أشهر. لكن ذلك لا يعني أن كل قطعة في المجموعة ستُنحى جانبًا عندما يحين دورها. من الصعب أن نتصور مثلا إقصاء لوحة The Starry Night أو لوحة One: Number 31 من عام 1951. لكن في ما خلا ذلك، لا شك في أن قلق الزائرين الجادين من احتمال إغفال رؤية عمل ما سيُترجم في زيارات متكررة إلى المتحف.