يشكل الإتيان بفكرة مبتكرة لم يسبق أن جرى طرحها في تاريخ صناعة الساعات الممتد عبر مئات السنين إنجازًا نادرًا. لكن ما يلفت الانتباه أكثر هو أن ينبثق واحد من أبرز التصاميم المبتكرة لعام 2020 عن دار تشتهر خصوصًا بإبداعاتها من حقائب اليد الجلدية المبطنة، والسترات التي تُحاك من نسيج التويد وتعكس إطلالة رصينة. تمثل ساعة J12 X-Ray الجديدة من شانيل، والتي تحمل هذا الاسم في إشارة إلى علبتها الشفافة مثل البلور ومعيارها الحركي الهيكلي، أول ساعة تُبنى عناصرها كافة، بما في ذلك السوار، من البلور الياقوتي. صحيح أن كبرى العلامات الناشطة في صناعة الساعات الراقية، على غرار ريتشارد ميل، وهوبلو، وبوفيه، وغروبل فورسيه، وجيرار – بيريغو وغيرها، استخدمت البلور الياقوتي في صياغة علب ساعاتها، إلا أن أيًا منها لم يعمد إلى تطوير سوار مشغول من هذه المادة.
من المعروف أن معالجة البلور الياقوتي ليست مهمة سهلة. فهذا المعدن يحتل المرتبة الثانية بعد الألماس في قائمة المعادن الأشد صلابة على كوكب الأرض، ويقتضي تشكيله استخدام أدوات برؤوس من الألماس، الأمر الذي يعكس جهدًا مكلفًا قد يجعل سعر أي ساعة مشغولة في علبة من البلور يعادل مئات آلاف من الدولارات أو أكثر. فما بالك إذًا بالجهد الذي يقتضيه بناء ساعة شانيل هذه التي صيغت عناصرها كلها من البلور الياقوتي باستثناء العقربين، والتفاصيل الألماسية، ومجموعة العجلات الناقلة للطاقة، والنابض الرئيس، وعدد ضئيل من المكونات التقنية الأخرى؟
أثبت طراز J12، منذ أن أطلقته دار شانيل عام 2000، سهولة معرفته على الفور، واشتهرت النسخ السابقة من هذا الطراز بعلبها التي صيغت في تصاميم ثورية مشغولة من السيراميك عكست مقدرة الدار الفرنسية الراقية على إثبات مهاراتها التصميمية خارج حدود مجموعات الأزياء التي تبدعها بما يتناغم مع التوجهات السائدة. يجسد الابتكار الجديد النسخة الراقية من طراز J12 إذ يعلو بتصميمه فوق النسخ الأخرى ويتوافر لعدد ضئيل من الزبائن النخبويين فحسب (سعرها 626 ألف دولار، إصدار محدود يقتصر على 12 نموذجًا).
www.chanel.com