يتربع اليوم اليخت الفاره آرتفاكت من نوبيسكروغ على عرش اليخوت الصديقة للبيئة، ويبحر في بعض الأحيان بصمت تام.

 

في شهر أكتوبر تشرين الأول الفائت، أُخضع اليخت الفاره آرتفاكت Artefact، الصديق للبيئة والبالغ طوله 262 قدمًا، للاختبارات البحرية قبل أن يحين موعد تسليمه المرتقب الذي طال انتظاره في أواخر فصل الصيف. يشكل الإبحار الصامت وتحقيق أقصى حد ممكن من الثبات غايتين رئيستين لليخت الذي طوره حوض السفن الألماني نوبيسكروغ. وكانت هذه الشركة قد كشفت عن المفهوم التصوري لليخت في دورة العام الفائت من معرض موناكو لليخوت. يُعد الهيكل الفولاذي لليخت، وبنيته الفوقية المركبة، وكلاهما من تصميم غريغوري سي مارشال، جديرين بالملاحظة بسبب الألواح الشمسية التي جُهز بها سطح التشميس على امتداد 248 قدمًا، ونظام تخزين البطاريات الضخم، وكلها تتيح لليخت الإبحار بصمت في فترات الاندفاع القصيرة التي لا تنشط فيها محركات الاحتراق الداخلي. وما يستحق الملاحظة أيضًا هو أنظمة Azipod للدفع والتمركز الحيوي التي تحاكي السرعات المتغيرة لمجموعات الحركة المعتمدة في حافلات واشنطن والتي تجمع بين الطاقة الكهربائية ومحركات الديزل. فهذه الأنظمة تُغني عن إلقاء المرساة في قاع البحار ذي البيئة الهشة. كما أنها تضمن الكفاءة في استهلاك الوقود وانخفاض الانبعاثات. فضلاً عن ذلك، تتيح مراوح دفع من ست شفرات مطورة خصيصًا لهذا اليخت تقليص معدل الضجيج والذبذبات إلى الحد الأدنى بموازاة تعزيز الأداء إلى أكبر قدر ممكن. ويسمح نظام لإعادة تدوير المياه الملوثة بترشيح المياه وتجديدها لاستخدامها في الأنظمة التقنية. وقد أتاحت هذه التصاميم التي تراعي كلها الحفاظ على البيئة توافق اليخت المرتفع إلى خمسة أسطح مع قوانين الانبعاثات من الدرجة الثالثة Tier III المحددة من المنظمة البحرية الدولية، ما يجعل آرتفاكت من أول اليخوت الفارهة التي تنجح في تحقيق ذلك.

 

تتميز الواجهات الزجاجية بحجمها بالغ الضخامة، لكنها لا تشكل إطارات صورية لتوجيه ناظريك إلى المشهد الخارجي فحسب.

فأنت لا تنظر عبرها فقط، بل تمعن النظر من خلالها إلى الأمام، وإلى الخلف، وإلى أعلى أو أسفل    

 

بالإضافة إلى المزايا الصديقة للبيئة، يشتمل اليخت على واجهات زجاجية متعرجة تشغل مساحة 7٫965 قدمًا مربعة، ويصل وزنها تقريبًا إلى ستين طنًا، ما يشكل مأثرة مثيرة للاستحسان إذا ما وضعنا في الحسبان سعي غالب مصممي اليخوت إلى التوفير في الوزن متى كان ذلك ممكنًا، وذلك من خلال استخدام قشور بسماكة ربع بوصة من الرخام والأخشاب الفخمة فوق المواد الأخف وزنًا للإبقاء على اليخت طافيًا. أما ما يتيح تحمل الوزن الثقيل للواجهات الزجاجية، فيتمثل بالمركب خفيف الوزن الذي شُكلت منه البنية الفوقية لليخت. وبمقدورنا أن نتخيل ما سيختبره المسافرون على متنه من مشاهد خارجية تتيحها هذه الواجهات، والإضاءة التي تغمر المساحات عبرها.

 

في الحديث عن هذا المشروع تحديدًا، يقول مارشال: «تحظى الخصوصية بأهمية قصوى، لكن مقدرة المسافرين على الاستمتاع بمحيطهم تُعد مهمة بالقدر نفسه. تتميز الواجهات الزجاجية بحجمها بالغ الضخامة، لكنها لا تشكل إطارات صورية لتوجيه ناظريك إلى المشهد الخارجي فحسب. فأنت لا تنظر عبرها فقط، بل تمعن النظر من خلالها إلى الأمام، وإلى الخلف، وإلى أعلى أو أسفل. وبالرغم من ذلك، لا يسعك أن ترى مساحة ما عبر أخرى.»

 

خلافًا لما درجت عليه العادة، يحتل الجناح الرئيس الجزء الخلفي من السطح الرئيس عوضًا عن مقدمته. ويحتضن اليخت ما مجموعه ثماني حجرات كاملة التجهيز ومقصورات تتسع لطاقم من اثني عشر فردًا. أما المساحات المخصصة للتفاعل الاجتماعي بين الضيوف، فأقيمت كلها في المواقع حيث ذبذبات التسارع تبقى متدنية لضمان تجربة إبحار هادئة. فالغاية من هذا اليخت هي توفير الراحة في سياق رحلة انسيابية، وقد أخضع هيكل اليخت لاختبارات مكثفة لضمان تحقيق هذه الغاية.

 

www.nobiskrug.com