بعد عام ألغيت فيه معظم الأحداث بسبب جائحة كورونا، تتنافس يخوت ماكسي، يخوت السباق الشراعية الأصيلة الأضخم في العالم، في سلسلة من البطولات الأكثر إثارة في عالم الإبحار الشراعي. تتولى تنظيم المسابقات الأعلى تميزًا المدرجة على الروزنامة جمعية ماكسي الدولية (International Maxi Association) التي تأسست قبل 41 عامًا بهدف إدارة المنافسة المتنامية بين اليخوت الأكثر تطورًا من الناحية التقنية.
لا بد من التمييز بين يخوت ماكسي واليخوت الشراعية العملاقة الأنيقة المعروفة باسم اليخوت الفارهة والتي تتنافس عادة في سباقات راقية للقوارب تقتضي أن تحافظ اليخوت المشاركة على مسافة بينها لا تقل عن 131 قدمًا. تتفاوت أحجام يخوت ماكسي التي تتوزع على فئة يخوت ماكسي المصغّرة بطول يراوح بين 60 قدمًا إلى 79 قدمًا، ويخوت ماكسي التي تمتد بطول 79 قدمًا إلى 100 قدم، ويخوت ماكسي الفارهة التي يزيد طولها على 100 قدم. لكنها كلها تُبنى لأغراض السباق في اتجاه معاكس للريح.
كما أنها تتميّز «ماكسي» بهياكل خفيفة الوزن من ألياف الكربون وأشرعة ضخمة جدًا، الأمر الذي يجعلها أقرب إلى آلات للسرعة بُنيت لأغراض وظيفية. أما البحارة على متنها، فيجاهدون فوق الأسطح المبتلة بالماء لرفع الأشرعة العملاقة فيما يوجه الربابنة قوارب السباق المجاور بعضها بعضًا محاولين كسب منافع تكتيكية صغيرة في المنافسة.
باتت يخوت ماكسي المصغّرة الأكثر شهرة في أوساط المالكين، وذلك لسبب شاعري كونهم ملزمين بتوجيه قواربهم بأنفسهم. ولا تقتصر هذه المهمة على الوقوف خلف عجلة القيادة خلال السباق. فغالبًا ما يشرف المالكون على مسارات تصميم القوارب الجديدة وبنائها، ويشاركون في توظيف البحارة المتمرّسين في سباقات المحيط، والسباقات الأولمبية، وبطولة كأس أمريكا، والذين يحضرون للعمل على متن اليخوت باهظة الثمن. بل إن التخطيط لحملة واحدة قد يستغرق أشهرًا عدة.
باتت يخوت ماكسي المصغّرة الأكثر شهرة في أوساط المالكين، وذلك لسبب شاعري كونهم ملزمين بتوجيه قواربهم بأنفسهم.
بلغنا الآن منتصف موسم سباقات يخوت ماكسي التي تشمل جائزة كابري ليخوت ماكسي (Maxi Yacht Capri Trophy) وكان الفوز فيها في شهر مايو أيار الفائت من نصيب القارب Fra Diavolo لفينتشينزو أديسي، وسباق رولكس جيراغليا (Rolex Giraglia) الممتد عبر 241 ميلاً بحريًا والذي انعقد في شهر يونيو حزيران الفائت وانتهى بفوز اليخت Arca SGR لأدالبيرتو مياني، فضلاً عن كأس رولكس ليخوت ماكسي (Maxi Yacht Rolex Cup) الذي يُنظم في بورتو سيرفو بسردينيا مطلع شهر سبتمبر أيلول المقبل، ويليه في أواخر أكتوبر تشرين الأول سباق رولكس البحري الأوسط (Rolex Middle Sea Race) الذي يمتد عبر 606 أميال بحرية ويبدأ في مالطا وينتهي إليها، وبين بدايته ونهايته سباق من حول صقلية. (فرضت جائحة كورونا بعض التغييرات هذا العام، فبدأ سباق رولكس جيراغليا، السباق الأقدم في الجزء الشمالي من البحر الأبيض المتوسط، في سانريمو بإيطاليا بدلاً من سان تروبيز، وانتهى في جنوة. وعلى ما هو معتاد، لا يسعى البحارة إلى الفوز فحسب، ولكن أيضًا إلى نيل "شرف الوصول أولاً إلى خط النهاية".
أما الحدث الأبرز على روزنامة هذا العام، فهو كأس رولكس ليخوت ماكسي، الذي ينطوي على أسبوع من السباقات الساحلية الشرسة التي يشارك فيها نحو 50 قاربًا. يستضيف هذا الحدث نادي كوستا إسميرالدا لليخوت الذي تعود ملكيته إلى آغا خان، والذي يقع في بورتو سيرفو حيث هضاب سردينيا الآسرة وموانئها الساحرة تذكر الزائرين لماذا تبقى الواحة المثلى للإبحار. لا شك في أن مفاتن البيئة المحيطة، على ما هو عليه حال سردينيا، تشكل عنصر جذب إضافيًا لسباقات ماكسي يتجاوز الإثارة التي تولّدها المنافسة. تُنظم السباقات في عدد من المواقع الأكثر شاعرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي تُعد وجهات مثالية للعطلات بعد توزيع الجوائز.