نظام هجين عالي السرعة وهيكل أنيق يستلهم شكل سيارات الكوبيه يكرسان

مكانة باناميرا بوصفها طرازا يجسد ذروة الأداء المتفوق والطابع العملي.

عندما طُرح طراز باناميرا قبل ثماني سنوات، سخر أولئك المتحفظون الذين يؤثرون التصاميم التقليدية من فكرة ابتكار سيارة بورشه بمحرك أمامي وأربعة أبواب (وهم في الغالب الأشخاص أنفسهم الذين اعترضوا قبل ذلك ببضع سنوات على إطلاق السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات كايان). لكن سرعان ما تجاوزت أرقام مبيعات باناميرا تلك التي كانت تحققها مجتمعة مركبات السيدان الكبيرة الفاخرة التي تصنّعها شركات مازيراتي، وبنتلي، وأستون مارتن. كما هو عليه الحال في مركبة كايان، أدركت بورشه هذه المرة أيضًا أن ثمة سوقًا لسيارة رياضية عالية الأداء وفسيحة في الوقت نفسه بما يكفي لاستخدامها مركبة عائلية. تكشف الدار اليوم عن سيارتها الأسرع على الإطلاق ضمن طراز باناميرا، فتطرحها في نموذج كهربائي هجين يزهو بهيكل جديد أضفى عليه المهندسون مزايا عملية جديدة دون تقويض جماليات المظهر. تستلهم هذه السيارة (التي يبدأ سعرها من 184 ألف دولار) تصميمها وزخمها من المركبة 918 سبايدر. جرى تجهيزها بمحرك V-8 من ثماني أسطوانات بسعة 4.4 لتر معزز بشاحن توربيني مزدوج، إلى جانب محرك كهربائي بقوة 100 كيلو واط، ما يتيح لها إنتاج قوة مقدارها 680 حصانًا، وعزم دوران يساوي 848.74 نيوتن متر. تعمل المكونات كلها بشكل متناغم لكي تتسارع المركبة من صفر إلى 60 ميلاً/ الساعة في غضون 3.2 ثانية، وهي مدة تعادل تلك التي تحتاج إليها للتسارع المركبات الأحدث من طراز Vanquish S من أستون مارتن، وطراز Continental GT Supersports من بنتلي، وطراز E63 S Wagon من مرسيدس – إيه أم جي.

فيما عدا عدادات مجموعة الحركة البديلة، تشابه تفاصيل المقصورة في طراز Turbo S E-Hybrid ما يميز المقصورات الداخلية لغيرها من مركبات باناميرا.

Porsche Panamera Turbo Sport Tourismo

إذا كان اسم السيارة التي نصّبتها بورشه مركبة رئيسة في أسطول باناميرا طويلاً، فإن قيادتها تفرض بالمثل اختبار إمكاناتها الكثيرة. اختبرنا مزايا هذه السيارة على حلبة سباقات جزيرة فانكوفر، وهي حلبة خاصة تحتجب في خفاء غابة تبعد مسافة ساعة عن شمال غربي فيكتوريا في كولومبيا البريطانية. يتميز مسار الحلبة المتراص والمجهز بأحدث التقنيات باشتماله على 19 منعطفًا، وبتغير مستوى ارتفاع الطريق بشكل جذري بعد تجاوز 1.4 ميل فقط، ما يعني أن تصميمه أكثر ملاءمة لسيارة من طراز 911 بأربعة أبواب وزنة 5٫100 رطل. لكن سيارة باناميرا نجحت في تجاوز المنعطفات بأنظمة مثل نظام بورشه لإدارة قوة الجر Porsche Traction Management (PTS)، ونظام بورشه لإدارة مزايا الثبات Porsche Stability Management (PSM) الذي أطلق عليه مدرب القيادة الذي كان يرافقنا اسم «نظام الإنقاذ». حافظت المركبة على ثباتها عند المنحدرات الخفية والمنعطفات المفاجئة. كانت عملية التبديل بين التروس دقيقة ومحكمة وذلك يعود إلى نسخة جديدة من نظام ناقل الحركة المزدوج الخاص ببورشه من طراز PDK والمكون من ثماني سرعات، والذي تكامل مع مشغّل كهربائي للقابض. أما المكابح، المستوحاة هي الأخرى من سيارة 918 سبايدر، والمجهزة بدوّارات من السيراميك والكربون وأفكاك بلون الليمون الأخضر، فكان أداؤها متينًا ومنضبطًا.

" جهز طراز Panamera Turbo S E-Hybrid بمحرك V-8 معزز بشاحن توربيني مزدوج،

إلى جانب محرك كهربائي بقوة مقدارها 100 كيلو واط "

لا شك في أن الوقت الذي تستغرقه المركبة الكهربائية الهجينة للتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة يثير الانبهار. لكنك لن تتسمر حقيقة في مقعدك إلا لدى الانطلاق بسرعات عالية. فتقنية تعزيز الزخم المعتمدة هنا تساعد على التسارع من 62 ميلاً إلى 125 ميلاً/ساعة في مهلة تكاد تكون أسرع بمقدار بضع ثوان من تلك التي تحققها سيارة باناميرا تيربو النموذجية (على الرغم من أننا لم نستطع اختبار هذه الميزة بحق في ظل غياب خط مستقيم طويل عبر الحلبة وكثرة المنعطفات).

جُهِّزت السيارة أيضًا بأنماط قيادة مختلفة تتيح تحويلها من مركبة كهربائية تصلح للتنقلات اليومية على الطرقات العادية إلى أخرى مثالية للحلبة. لدى تشغيل المركبة، ينشط نمط القيادة الكهربائي المحض تلقائيًا لكن الحياة تدب في محرك الوقود عند الضغط بقوة على دواسة السرعة، أو لدى تناقص احتياطي طاقة البطارية إلى مستوى متدن. (لدى استخدام الطاقة الكهربائية وحدها، يمكن للمركبة أن تقطع مسافة مقدارها 30 ميلاً تقريبًا). وإن أدار السائق مفتاح تعديل نمط القيادة المثبّت إلى المقود، يمكنه اختيار نمط القيادة الهجين Hybrid Auto الذي يتيح التبديل أوتوماتيكيًا بين الوقود والطاقة الكهربائية لتعزيز أفضل مستوى من الكفاءة. أما نمط القيادة الكهربائية E-Charge، فيعطي الأولوية لمحرك الوقود للمساعدة على شحن البطارية، بينما يعتمد خيارا القيادة الرياضية Sport والقيادة الرياضية المتفوقة Sport Plus باستمرار على محرك الوقود بموازاة استخدام الزخم الكهربائي عند الحاجة.

صحيح أن بورشه تشتهر بتوفيرها قائمة طويلة من الخيارات التي تفرض زيادة على السعر الأساسي للمركبة بمقدار عشرات آلاف الدولارات، إلا أن طراز Turbo S E-Hybrid مجهز في نسخته النموذجية بحزمة مزايا الأداء الرياضي المحسّن Sport Chrono، ونظام التحكم الديناميكي بالهيكل الداخلي، والمكابح المصنوعة من السيراميك، ونظام Torque Vectoring Plus لتعزيز الثبات وديناميكيات القيادة، ونظام إدارة التعليق النشط Active Suspension Management، فضلاً عن العجلات الخاصة بطراز تيربو بحجم 21 بوصة. كما تشمل مزايا السيارة نظامًا مساعدًا للتحكم بدرجة حرارة المقصورة يتيح تشغيل خاصية التبريد أو التدفئة باستخدام جهاز توقيت أو عن بُعد من خلال تطبيق خاص على الهواتف الذكية (يتوافق أيضًا مع ساعة آبل). تشبه مقصورة القيادة في الجزء الأكبر منها المقصورات في مركبات باناميرا الأخرى ولا تختلف عنها إلا بما تشتمل عليه من عدادات خاصة بالنسخة الكهربائية.

Porsche Panamera Turbo Sport Turismo

تتمثل النماذج الأخرى التي تندرج ضمن الأسطول نفسه مع طراز Turbo S E-Hybrid بأربع سيارات جديدة من طراز Panamera Sport Turismo (تبدأ أسعارها من 96٫200 دولار). بحكم أن هذه السيارات تُعرف في أوساط الأوروبيين بالمركبات من طراز Shooting Brakes (أي المركبات التي تحتجب أبعادها الضخمة في تصميم يشابه إلى حد كبير شكل سيارة كوبيه أنيقة)، قد يصح نظريًا وصفها بالعربات، على الرغم من أن هذا التوصيف يبدو مبتذلاً في حالة تصميم أنيق كذلك الذي تزهو به. يبدو مظهر طراز Sport Turismo مشابهًا في نواح كثيرة لذاك الذي تميزت به دومًا أي سيارة باناميرا. فجزؤها الخلفي الضخم يضمن تناسق أبعادها ويتكامل مع قاعدة العجلات الطويلة.

صرّح مؤسس الشركة، فرديناند بورشه، ذات مرة قائلاً: «ينبغي أن يخدم التصميم المزايا الوظيفية، كما ينبغي للطابع الوظيفي العملي أن يُترجم في جماليات بصرية دون الاستعانة بحيل تصميمية تستدعي التفسير». في طراز Sport Turismo، يبدو الطابع الوظيفي العملي جليًا، وتشهد عليه المساحة الرحبة في الصندوق الذي جُعلت أرضيته أكثر انخفاضًا من المعتاد لتسهيل عملية ترتيب الحقائب وإنزالها. لكن مبدأ فرديناند لم يحل دون إثراء المركبة بمؤثرات تصميمية تستوجب إيضاحًا. فهي تتميز على سبيل المثال بجزء خلفي يختلف بعض الشيء في تصميمه عمّا هو عليه في أحدث سيارات السيدان، وبحواجز واقية جديدة للعجلات أطول من المعتاد، وبجناح معوق للهواء مدمج في السقف تثريه مزايا الديناميكية الهوائية النشطة مع إمكانية تعديله في ثلاث وضعيات مختلفة لضبط القوة السفلية بحسب الحاجة.

في سياق الالتزام بالمعايير التصميمية الأساسية التي تحكم مختلف مركبات بورشه، جُعل الخط المركزي في هيكل طراز Sport Turismo أكثر انخفاضًا مقارنة بالحواجز المعوّقة للهواء، فيما أبرز محيطه الضيق جانبي الهيكل. أما زيادة نسبة ترتيب لوح العدادات إلى المحور، فتذكّر بمركبة 928 التي شكّل ابتكارها علامة فارقة في تاريخ بورشه. تدعم السقف الأطول من المعتاد دعامة ديناميكية خلفية تجعل كتلة الجزء الخلفي أخف وزنًا. فضلاً عن ذلك، تتسم السيارة بعدد من العناصر التي تحتفي بالطراز 911، ومن بينها العجلتان الخلفيتان، والمصباح الخلفي المستلهم من طراز 911 G الذي أنتج بين عام 1974 وعام 1988.

يحتجب تحت الغطاء كثير من عناصر محركات مشابهة تُجهز بها سيارات السيدان، باستثناء المركبة Panamera Turbo S E-Hybrid. استمتعنا باختبار طراز Turbo Sport Turismo عبر الطرقات الخلفية المتعرجة لجزيرة فانكوفر، حيث كنا ننطلق مثيرين زوبعة من الغبار ومنصتين إلى صوت العادم الرائع. في العادة، تترافق زيادة المساحة المفتوحة في الجزء الخلفي من السيارة مع ارتفاع الضجيج في المقصورة الداخلية. لكنّ المهندسين أحسنوا عملهم في هذه الحالة إذ نجحوا في خفض مستوى الصوت المحيط أكثر من المعتاد.

يوفر طراز Sport Turismo مساحة رحبة للركاب في المقعدين الخلفيين. خلافًا لسيارة السيدان من طراز باناميرا، حيث لا ترتيب للمقاعد إلا في صيغة مقعدين أماميين وآخرين خلفيين، يمكن تجهيز هذه السيارات بمقعد خلفي طويل يتسع لجلوس ثلاثة ركاب.

باختصار، يشكّل طراز Panamera Turbo S E-Hybrid وطراز Sport Turismo مكمّلين مثاليين لأسطول بورشه الحالي والمتنوع. كما أنهما لا يتسمان بالطابع العملي المحسّن فحسب، بل يتيحان أيضًا قيادة سيارة غير اعتيادية في عالم يغص بالمركبات الرياضية متعددة الاستعمالات الرصينة والمملة. وفي هذا تحذير إلى المتحفظين المشاكسين.

Porsche Panamera Turbo S E-Hybrid 

www.porsche.com