منذ أن أبصر طراز 911 GT3 من بورشه النور سنة 1999، تحوّلت المركبة المجهّزة بمحرك عالي الدوران يعمل بالسحب الطبيعي إلى سيارة ينشدها الهواة. يكفي أن يلقي المرء نظرة عاجلة على مركبة الجيل الجديد من هذا الطراز ليكتشف أنها باتت أطول قليلاً، وأعلى ارتفاعًا، وأكثر عرضًا مقارنة بسلفها الأحدث، وإن كانت تتشارك معه الوزن نفسه وقدره 1,435 كيلوغرامًا. يرجع السبب في هذه الميزة خصوصًا إلى المكونات الأخف وزنًا، بما في ذلك الزجاج، والعادم، والعجلات، وإلى الاستخدام المكثف للمواد المركبة.
Robb Rice
Porsche 992 GT3
تتجلى مزايا الديناميكية الهوائية المحسنة في جزأي السيارة الأمامي والخلفي، اللذين أخضعت الشركة تصميمهما لتعديلات جذرية. لكن التغيير الأبرز يتمثل بنظام تعليق أمامي مزدوج الشعبة يحل محل نظام MacPherson – strut الذي أثبت موثوقيته سابقًا. ضمن هذا التغيير للمركبة مستوى أعلى من الرشاقة التي يعززها أيضًا نظام توجيه المحور الخلفي القادر عمليًا على جعل قاعدة العجلات أقصر أو أطول بحسب الحاجة. كما جرى تحديث المقصورة الداخلية لتشمل أحدث تفاصيل الجيل 992، بما في ذلك اللوح الرقمي المسطح. لكن المقعدين المقعرين المعتمدين في النسخة السابقة من طراز جي تي 3 يشكلان خيارًا مستحسنًا للجولات المطوّلة.
أما ما يضخ الحيوية في السيارة، فهو المحرك المكون من ست أسطوانات بسعة أربعة لترات تنتظم في خط مستقيم، والقادر على إنتاج قوة تساوي 502 حصان، وقوة عزم دوران تقارب 470 نيوتن متر. يتمايز هذا المحرك من حيث كونه الوحيد الذي يعمل بالسحب الطبيعي في فئة مركبات 911، ويتفرّد بالهدير الماتع الذي ينبعث منه مع دورانه إلى الحد الأقصى عند 8,400 دورة/الدقيقة. تتيح بورشه الاختيار بين ناقل حركة طراز PDK من سبع سرعات، ونظام ناقل للحركة يدوي من ست سرعات. صحيح أن ناقل الحركة الآلي المعزز بجهاز تعشيق مزدوج الذي يُطور في شتوتغارت يُعد سريعًا ومتينًا إلى حد بالغ – ويترافق مع خاصية التحكم بالانطلاق Launch Control التي تتيح الاندفاع بالسيارة بقوة ــ إلا أنه من الصعب التشكيك في التفاعل الدقيق والسلس لذراع تبديل يدوي من بورشه. إذا ما سألت أندرياس برونينغر، مدير خط إنتاج طرز جي تي عن خياره المفضل، فإنه سيجيب قائلاً: "يختار الأفراد ناقل حركة يدوي لسبب، وقد أحذو حذوهم" (سعرها 161,100 دولار).