شكلت سيارة مخصصة لمكافحة الجرائم تعرف باسم KITT وتمتلك الوعي الذاتي الفرضية الرئيسة التي قام عليها المسلسل التلفزيوني Knight Rider الذي حقق نجاحًا باهرًا في ثمانينيات القرن الفائت. لكن ما كان يعد في زمن مضى سمة لعالم سيارات من نسج الخيال، بات اليوم حاضرًا – دون عنصري مكافحة الجرائم والهزل – في طرز جديدة تعكس التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
لنتأمل مثلاً في سيارة A8 من أودي التي جرى الترويج لها بوصفها أول نموذج من المركبات التي تخصص للإنتاج على نطاق واسع يبلغ المستوى الثالث من مستويات القيادة الذاتية. وما هذه سوى البداية على ما يشير توماس مولر، رئيس فريق القيادة المؤتمتة وتطوير الهياكل الداخلية لدى العلامة، إذ يقول: «إن رؤيتنا في ما يخص برنامج أودي للذكاء الاصطناعي Audi AI تنقسم إلى قسمين وظيفيين هما: أنظمة المساعدة الذكية – حتى الوصول إلى القيادة الذاتية بالكامل – والذكاء التفاعلي الذي يتيح للمركبة بأن تتحول إلى رفيق يتحلى بملكة التعاطف.»
توفر مرسيدس – بنز نسختها من المراحل الأولى لمثل هذا الذكاء التفاعلي من خلال نظام تعرّف الأصوات Hey Mercedes الذي تجهز به سيارات الفئة A. يقول نيلز شانز، رئيس وحدة التحكم الصوتي لدى مرسيدس: «يمكن للزبائن في الولايات المتحدة ممن يستخدمون برنامج تجربة المستخدمين من مرسيدس – بنز MBUX أن يوجهوا لنظام تعرّف الأصوات أسئلة مباشرة وطويلة ومعقدة، وأن يستطلعوا منه أيضًا معلومات عامة.»
وثمة مركبة تستشرف نواياك دون الحاجة إلى النطق بكلمة واحدة. إنها سيارة هوراكان إيفو من لامبورغيني. فخاصية «المنطق الاستشرافي» فيها ترتكز إلى معالج بيانات يحلل مدخلات السائق ليعدل أنظمة الاستجابة ومجموعة القيادة على نحو استباقي مرة كل عشرين جزء من الألف من الثانية. وفي هذا يقول موريتزيو ريجياني، رئيس القسم التقني لدى لامبورغيني: «إن الذكاء الاصطناعي هو التزامن بين الإنسان والآلة، وسبيل لكي يفهم أحدهما الآخر، وهذا ما تقدمه تحديدًا مركبة إيفو.»
وسواء أكانت سيارات اليوم توفر وسيلة للتنقل يتحكم بها الحاسوب، أم تتيح إجراء محادثات تثقيفية، أم تتميز بأداء يستشرف المستقبل، فإنها في معظمها تضع سيارة KITT الخيالية في مواجهة منافسة حقيقية.