طراز طائرات رجال الأعمال 600G من غلفستريم يدخل حيز الخدمة ويحقق أرقاما قياسية للسرعة.
في مايو أيار من عام 2018، أعلنت شركة غلفستريم عن أن طائرتها الجديدة من طراز G600، التي كانت قد انطلقت في رحلتها الأولى بتاريخ السابع عشر من ديسمبر كانون الأول من سنة 2016، باتت في طور الحصول على التراخيص المطلوبة. لكن ما خيب آمال أولئك الذين كانوا يرتقبون إطلاق هذا الطراز هو أنه لم يحظ حتى بالمصادقة على النوع إلا بحلول أواخر شهر يونيو حزيران من عام 2019.
لكن بات بمقدور المتحمسين لعلامة غلفستريم الابتهاج بخبر تسليم أول طائرة لرجال الأعمال من طراز G600. أعلنت الشركة عن هذا الخبر السار في الثامن من شهر أغسطس آب الفائت، أي بعد مرور شهر واحد تقريبًا على منح إدارة الطيران الاتحادية هذا الطراز تراخيص المصادقة على النوع والإنتاج، ومن ثم رفع العائق الأخير أمام بدء عمليات التسليم. تمنح إدارة الطيران الاتحادية تراخيص المصادقة على النوع لأي طائرة عندما يتبين أن تصميمها يتوافق مع القوانين التنظيمية للطيران في الولايات المتحدة الأمريكية. أما تراخيص الإنتاج، فتُمنح عندما يصبح بمقدور الجهة المصنعة أن تضمن توافق منشآتها التصنيعية وأنظمة إدارة الجودة لديها مع متطلبات الموثوقية والسلامة بالغة الصرامة التي تفرضها إدارة الطيران الاتحادية. استلزم هذا الأمر برنامجًا اختباريًا تضمَّن «الطيران» لنحو مئة ألف ساعة في مختبرات غلفستريم، وما يزيد على 3,200 ساعة في الجو، لكن طائرة G600 نجحت في الحصول على التراخيص المطلوبة، فسُمح لها بتسليم أول نموذج من طائرة رجال الأعمال إلى زبون أمريكي في المقر الرئيس لشركته في سافانا بولاية جورجيا.
تتسع مقصورة الطائرة من طراز G600 لتسعة عشر مسافرًا قعودًا، وتسعة ركاب نياما. وفي الصورة بالأسفل قسم من المقصورة الداخلية.
تستطيع الطائرة من طراز G600 السفر لمسافة 6,500 ميل بحري بسرعة 0.85 ماخ، ما يتيح لها أن تقطع مسافة 5,500 ميل بحري بسرعة 0.9 ماخ، لتنقل الركاب في رحلة مباشرة من باريس إلى لوس أنجليس أو هونغ كونغ. أما سرعتها القصوى، فتساوي 0.925 ماخ، على ما هو عليه أيضًا حال الطراز الرئيس الآخر لدى الشركة Gulfstream G650ER. صحيح أن طائرة G600 قد دخلت حيز الخدمة حالاً، إلا أنها نجحت إلى الآن في تحقيق أرقام قياسية للسرعة في رحلات عشر مجموعات ثنائية من المدن. وسيكون من المثير للاهتمام تتبع ما ستحققه بعد ذلك.
سيكون من السهل أن ينصب حماس الطيارين في أوساطنا على نظام قمرة القيادة Symmetry Flight Deck من غلفستريم الذي يشتمل على أذرع جانبية للتحكم النشط، وعشر شاشات تعمل بتقنية اللمس، فضلاً عن نظام الشركة للرؤية المحسنة في أثناء الطيران Enhanced Flight Vision System المعزز بشاشات عرض مثبتة في مواقع علوية، وغير ذلك من الأنظمة المرتبطة بالسلامة.
تستطيع الطائرة من طراز G600 أن تقطع مسافة 5٫500 ميل بحري بسرعة 0.9 ماخ، لتنقل الركاب في رحلة مباشرة من باريس إلى لوس أنجليس أو هونغ كونغ
أما في ما يخص أولئك الذين يستريحون أو يتابعون أعمالهم في مقصورة الطائرة فيما يتولى شخص آخر المهمة الصعبة، فبالإمكان ترتيب المساحات الداخلية للمقصورة بما يتيح اشتمالها على ثلاث مناطق معيشية تتسع مقاعدها لتسعة عشر راكبًا. كما تتضمن الطائرة مساحة خاصة لاستراحة طاقمها، وتتميز بمعدلات الضجيج المنخفضة للغاية في المقصورة، وبمعدل منخفض (على ما هو متوقع) للضغط الجوي الداخلي منضبط على ارتفاع 4,850 قدمًا، فضلاً عن توفير هواء منعش بنسبة 100% كل دقيقتين، لتسهم هذه المزايا كلها في الحد من الشعور بالإجهاد وتعزيز اليقظة في سياق التصدي لاضطرابات ما بعد السفر. وعلى ما هو عليه الحال في مختلف طائرات غلفستريم، تشكل النوافذ بيضاوية الشكل العريضة المميزة لمقصورة طائرة من طراز G600 منفذًا لدفق الضوء الطبيعي إلى الداخل. أما إذا كنت مهتمًا بهذه الطائرة بسبب مداها الطويل، فإن بوسعنا أن نفترض بكل ثقة أن الضوء الطبيعي ليس مهما نوعًا ما بقدر عدد الأشخاص الذين يستطيعون الخلود إلى النوم على متنها، وهو تسعة مسافرين في الحد الأقصى. لكن الركاب التسعة عشر كلهم سينعمون بخاصية التحكم عبر الشاشات التي تعمل بتقنية اللمس بالإضاءة المدمجة في المقاعد، والستائر، ودرجة الحرارة، والوسائط الترفيهية.
فضلاً عن ذلك، لا يخيب طراز G600 الآمال في ما يتعلق باحترام المعايير البيئية. فتصميم الأجنحة في طائرات هذا الطراز، ومحركاتها من نوع Pratt & Whitney Canada تجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من طائرات الطرز الأخرى ضمن فئتها بنسبة %23. يمكن لمحركات هذه الطائرات أن تستمر بالعمل لعشرة آلاف ساعة قبل أن يحين موعد إخضاعها للفحص والصيانة، كما أنها توفر معدلات منخفضة من الضجيج والانبعاثات الغازية، وطريقًا آمنًا إلى خفض تكاليف التشغيل على مدى عمر الطائرة.
