عودة العصر الذهبي لرحلات السفن الجوية من خلال بعثة استكشافية للقطب
على متن مركبة Airlander 10 ذات المواصفات الصديقة للبيئة.
في سياق مشروع جديد يربط المستقبل بالماضي، تستحضر الشركة السويدية أوشن سكاي كروزس إلى القرن الحادي والعشرين مفهوم الرحلات على متن السفن الجوية من خلال رحلة تستغرق ستًا وثلاثين ساعة من أرخبيل سفالبارد النرويجي إلى القطب الشمالي.
تُعدّ السفينة الجوية Airlander 10 أضخم مركبة طائرة في العالم من حيث الطول (يبلغ طولها نحو ثلاث مئة قدم) ومن حيث الحجم (يساوي حجمها 1.3 مليون قدم مكعبة تقريبًا). كما أنها أكبر بخمسة أضعاف من منطاد غوديير Goodyear. مضى نحو قرن كامل مذ حلّقت مركبة من هذا النوع للمرة الأخيرة في رحلة تجارية، ويقول كارل– أوسكار لافاشيك، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، إن السفينة الجوية التي تتغذّى بالطاقة الكهربائية ووقود الديزل تحاكي بتجهيزاتها سفينة عابرة للمحيطات تسافر في السماء، وتحتضن ثماني حجرات للنوم ألحقت بها حمّامات خاصة، ومجلس، وحجرة لتناول الطعام. كما سيجري تجهيز فسحات المراقبة بنوافذ توفّر إطلالات شاملة على الأفق الخارجي، فضلاً عن أرضيات شفّافة، ما يجعلها مثالية لتأمل الشفق القطبي، أو مشاهدة الحيتان من ارتفاع منخفض.
انبثقت شركة أوشن سكاي عن شغف رجل واحد بالمناطيد ذات المحركات. وفي هذا يقول لافاشيك إن اهتمامه بالمركبة غير التقليدية انطلق بداية من «منظور لوجستي واقتصادي مرتبط بعالم الطيران.» مشددًا على أن السفن الجوية تتّسم لدى الإقلاع والهبوط بمرونة تعجز عنها الطائرة ذات الجناح الثابت. يقول لافاشيك موضحًا: «إن المناطيد ذات المحركات تحلّ مشكلة كبيرة، وتشكّل خطوة أخيرة على طريق الحل في ما يتعلق بنقل الركاب والحمولات إلى وجهات تفتقر إلى بنية تحتية.» كما أنه يلفت إلى أن السفن الجوية تستهلك نسبة ضئيلة من الوقود وتستطيع بلوغ مدى أبعد بكثير مقارنة بالطائرات المروحية التي غاليًا ما تُستخدم للغرض نفسه. ستستخدم السفينة الجوية Airlander 10 بحسب تقديراته ما نسبته %17 تقريبًا من الطاقة التي تستهلكها طائرة قوية الأداء، ما يجعل انبعاثاتها الكربونية أدنى بنسبة هائلة تساوي %83 .
«تحل المناطيد ذات المحركات مشكلة كبيرة، وتشكل خطوة أخيرة
على طريق الحل في ما يتعلق بنقل الركاب والحمولات إلى وجهات تفتقر إلى بنية تحتية»
قد يكون من المؤسف أن متطلبات الطاقة الأدنى تعني المساومة على عامل السرعة. لكن لافاشيك يرى في ذلك جزءًا من متعة التحليق بمركبة جوية من هذا الطراز. وفي هذا يقول: «احتسبنا سرعة للطيران على علو منخفض تساوي خمسين عقدة، ما يعني أننا نسافر على علو منخفض ونستمتع بالرحلة».
في ما يتعلق بالرحلة الترفيهية البكر على متن هذه السفينة الجوية إلى القطب الشمالي (على سبيل المقارنة، يمكن لطائرة عادية أن تقوم بالرحلة نفسها ذهابًا وإيابًا في غضون ساعة ونصف الساعة)، تعد أوشن سكاي ببعثة استكشافية يقودها روبرت سوان، أول رجل نجح في بلوغ القطبين الشمالي والجنوبي سيرًا على قدميه. من المخطط أن تنطلق الرحلة التجارية الأولى للسفينة في عام 2023 أو 2024، وقد بدأت الشركة بتلقي دفعة مقدمة بنسبة %5 من القيمة الإجمالية للتذكرة البالغ سعرها أربعة وتسعين ألف دولار. تودع الدفعات المقدمة في حساب ضمان ترعاه الدولة، ويمكن استرجاعها كاملة في حال فشل حرفيًا مسعى التحليق بالسفينة الجوية.