صناع الطائرات يحدثون إجراءات التعقيم والتنظيف باعتماد أنظمة تقنية متطورة لمواجهة فيروس كورونا.  

 

في الصراع ضد جائحة فيروس كورونا، حشد قطاع الطيران الخاص قدراته كافة للمواجهة من خلال تطوير أنظمة لتأيين الهواء بالبلازما، ومواد لصقل الأسطح مضادة للفيروسات، وبرامج لتشارك البيانات، وإجراءات محسّنة للتنظيف، وحتى جهاز كشف اختباري يعمل بالأشعة الضوئية فوق البنفسجية.

يقول تايلر هاربر، مدير وحدة المناسبات وتطبيق الزخارف الفنية على الطائرات في شركة AEM Logistics ومؤلف دليل إجراءات تطهير الطائرات وتنظيفها Aircraft Disinfection and Cleaning Procedures الصادر عن الاتحاد الوطني لطيران رجال الأعمال NBAA: "عمدت الجهات كافة، من شركات الطيران إلى صغار مشغلي الطائرات ومالكيها، إلى تغيير مقاربتها للتعقيم". يندرج تطهير الطائرة بالكامل ضمن أعلى مستويات التنظيف وأكثرها كلفة، لكن "الجهات المعنية لم تعد تتحاشى تطبيقه" على ما يقول هاربر. تحول التطهير بدلاً من ذلك إلى ضرورة وميزة.

فيما شملت إجراءات الاستجابة المبكرة للجائحة بعض المعالجات بالتقنية النووية التي قيل إنها ألحقت ضررًا بالأنظمة الإلكترونية في قمرة القيادة، وتسببت في تلوث الأقسام المخصصة لإعداد الطعام، اضطلع صنّاع الطائرات مؤخرًا بدور ريادي في مجال تطوير تقنيات جديدة للتعقيم معتمدين لذلك أسلوبًا تعاضديًا غير مألوف. يقول براديب فيرنانديز، مدير عام استراتيجية الشركة في بوينغ: "إن هذه المسألة تطالنا جميعًا. لذا سنتعاون معًا متى كان ذلك ممكنًا."
باتت مواد الصقل القاتلة للفيروسات الأداة الأكثر شيوعًا. يُزعم أن معظم هذه المواد العلاجية تبقى مدة ثلاثين يومًا. لكن فيرنانديز يقول إنها في غالب الأحيان "لا تحافظ على كفاءتها طيلة هذه المدة إذا ما أخذنا في الحسبان الاستخدام المسرف للأسطح"، الأمر الذي دفع بشركة بوينغ إلى تطوير مادة صقل خاصة بها يمكن رصدها باستخدام ضوء فوق البنفسجي يتيح لطاقم الطائرة التحقق من بقاء المادة فوق الأسطح.

يشيع أيضًا استخدام أنظمة تأيين الهواء أكثر فأكثر بوصفها سلاحًا ناجحًا في خطوط المواجهة الأمامية. فهذه الأنظمة مجهّزة بمجسات للتحقق من جودة الهواء وبث أيونات الأكسجين التي تبطل مفعول الجسيمات الغريبة على اختلافها، من الجزيئات التي تنقل الروائح في الحمام إلى قطرات الرذاذ الحاملة لفيروس كورونا. أطلقت شركة غلفستريم مؤخرًا نظامًا لتأيين الهواء بالبلازما كرّسته جزءًا من إجراءات التعقيم التي تعتمدها.

فضلاً عن ذلك، طوّرت بوينغ جهاز كشف محمولاً يبث أشعة فوق بنفسجية قاتلة للفيروسات ويضمن تعقيم قمرة القيادة كاملة في أقل من 15 دقيقة. يقول فيرنانديز: "يمكن استخدام هذا الجهاز في مقصورة القيادة، وفي المطار، وفي أي مكان آخر."

تكمّل هذه التقنيات الجديدة أنظمة التهوية المدمجة في بنية الطائرات بمعظمها، والتي تعمل على توجيه الهواء من أعلى إلى أسفل بحيث لا ينتشر عبر أرجاء المقصورة الداخلية، فضلاً عن ضخ الهواء النقي بانتظام. يمر الهواء المعاد تدويره عبر مصفاة من طراز HEPA قادرة على التقاط ما نسبته 99.9% من المواد الجرثومية، بما في ذلك الفيروسات.

لا يقدّم قطاع الطيران الخاص أي إشارات توحي بأنه قد يبطئ من وتيرة مقاربته الهجومية. يقول مايكل سيلفيسترو، الرئيس التنفيذي لشركة Flexjet: "إن هذه الجائحة أدت إلى توسيع نطاق مفهوم السلامة. كان الزبائن، في السابق، يهتمون دومًا بعمر الطائرة وتاريخها الميكانيكي. لكن الحوار اليوم يتركز على رفاه الزبون الصحي والطائرة في الوقت نفسه".