إن أول ما تلاحظه لدى دخولك محترف كيتون، مترامي الأطراف، هو الضوضاء. لا يوجد ضجيج للآلات، لكن مزاح هادئ من رجال التفوا حول طاولات على نحو إيقاعي يحيكون سترات نيبوليتان Neapolitan المتقنة من قطع أقمشة قشدية اللون. من المستحيل أن تؤدي الآلة هذا النوع من الإتقان اليدوي، إذ يجري تفصيل كل نموذج مصنوع بحسب الطلب وحياكته ليناسب التفاصيل الجسدية الدقيقة لصاحبه وأسلوب تحركاته. اليوم، فإن العلامة التي أسسها سيرو باوني في نابولي عام 1956 توظف أكثر من 350 حائكًا ماهرًا، وتدير مدرسة لتدريب الجيل القادم. يقول أنطونيو باوني، ابن أخي سيرو ورئيس محترف كيتون في الولايات المتحدة الأمريكية: «حائكونا فنانون. إنهم يحتلون موقع الصدارة فيما يقومون به، سترة متقنة الصنع لا يبليها كر الأيام.»
1. نموذج ورقي
ليس هناك قياس واحد، قد يكون الكتف اليمنى لرجل أعلى قليلاً من كتفه اليسرى، أو قد تكون ذراع أطول من الأخرى. تشتمل القياسات المعتادة لحائك على كل تفاصيل الجسم وتمثل خارطة طريق للنموذج الورقي لشخص. يختار الزبائن من بين مجموعة واسعة من الأقمشة الحصرية، مثل قماش الصوف Super 180s فائق الخفة، والكشمير الثقيل، وصوف فيكونا فائق النعومة، وأقمشة من اختيارهم يجري قصها بحسب النموذج الورقي.
2. غرز في الوقت المناسب
تحاك قطع قماش السترة معًا قبل أن يتم تسليمها بالكامل إلى الحائكين الأكثر براعة لحياكة الياقة والكتف، إنها مهارة تتطلب 8 سنوات إلى 10 سنوات من التدريب لإتقانها. عقب قيام الزبون بتجربة النموذج، يُجري الحائك تعديلات قبل إنجاز معطف البذلة النهائي.
3. ناد ثقافي
إن ما يميز سترة نيبوليتان عن السترات البريطانية والأمريكية أو الأنماط المحيكة الأخرى هو الكتف المستديرة برقة، التي لا تبدو أكثر استرخاء فحسب، وإنما تجعل الحركة أكثر سهولة على نحو رائع. لتحقيق هذا الشكل الفريد، فإن الحائكين الأكثر كفاءة (الذين تراوح أعمارهم عادة بين 40 عامًا و50 عامًا) يحيكون الكم في فتحة ذراع معايرة بدقة، يحتاج الأمر إلى معرفة لتشكيل الكتف مع المقدار المناسب من الغرز للسماح بسهولة الحركة.
4. شق فتحة العروة
يحتاج الأمر إلى يد ثابتة، ومطرقة، وشفرة حادة لشق العروة، إذا ارتكب خطأ واحد فإن السترة ستتلف. تحيك النساء العاملات، بأياديهن الأكثر حساسية عادة، عراوي سترات كيتون المطرزة المميزة، كل عروة تحتاج إلى 137 غرزة على وجه التحديد.
5. قيم عائلية
ينفذ المحترف الواسع كل شيء بداية من القمصان والسترات حتى الأحذية وربطات العنق، ومثل السترات المحيكة بحسب الطلب، فإن كل شيء تقريبًا محيك يدويًا بوساطة سكان نابولي المحليين. كثير من آبائهم حتى بعض أجدادهم عملوا لدى أسرة باوني. إن القيام بهذا العمل هو أكثر من مهنة فقط، إنه أسلوب حياة. عندما يدق جرس موعد تناول الغداء، يخلي الحائكون المكان ويجتمعون في غرفة تناول الطعام حيث يقوم الطاهي بإعداد معكرونة طازجة وأطباق محلية، ما يضمن استمرار التقاليد الإيطالية نفسها. الطعام مثل السترة، طقوس لا يجب التضحية بها، بل تكريمها.
