إن ما يفصل بين سينا الرجل وسيارة سينا هو مسيرة الزمن والزحف الحتمي للتطور التقني. صحيح أن شركة ماكلارين لا تتأخر في تذكيرنا بأن الرابط بينهما فلسفي أكثر منه حرفي، إلا أن السائق البرازيلي الأسطوري حقق مع هذه العلامة 35 انتصارًا في سباقات الفورمولا 1، وفاز معها أيضًا بلقب أفضل سائق في هذه البطولة ثلاث مرات، وهذه إنجازات مهيبة تشهد على تلك التوليفة الناجحة التي ميزت الشراكة بين الجهتين وزاوجت بين العزم والكفاءة.
قال سينا ذات مرة: «إنك تُظهر أقصى درجات الالتزام إلى حد أنك لا تُبقي أي حيز للمساومة. أنت تعطي حقيقة جل ما لديك». تُرجمت هذه الروح الراسخة حقًا في الوزن بالغ الخفة للسيارة وفي سلوكها الذي يدور حول الأداء في السباقات.
لكن بينما قد يجادل المتحمسون للسيارة فيما إذا كان آيرتون ليوافق على دمغ مركبة غير تقليدية وباهظة الثمن باسمه دون أن يكون له أي مشاركة في تطويرها (وذلك خلافًا لمساهمته المباشرة والشهيرة في أعمال تطوير سيارة Acura NSX في عام 1989)، يمكن على الأقل للمشككين أن يطمئنوا لمعرفة أن ماكلارين قد عرضت النموذج الأخير من سيارات سينا للبيع في المزاد محققة 2.67 مليون دولار تبرعت بها لمعهد آيرتون سينا الذي ينشط في مجال مساعدة الأطفال المعوزين في وطن السائق الأم.