يبدو أن الإرث العريق الذي تمتلكه ماكلارين بوصفها شركة بريطانية تصنع السيارات الخارقة على وشك التغير بسبب المفاوضات الجارية حاليًا مع صندوق الثروة السيادي في البحرين "ممتلكات القابضة" الذي يحاول الاستحواذ على أسهم الشركة كلها ليصبح المالك الأوحد لها. وفي حال إتمام هذا الاستحواذ، فإن ملكية فريق سباقات الفورمولا 1 التابع للشركة أيضًا سيصبح جزءًا من صندوق ممتلكات القابضة البحريني. 

بدأت هذه المفاوضات أخيرًا بين صندوق ممتلكات القابضة وشركة Woking البريطانية القابضة التي تمتلك ماكلارين وفريق السباقات في الوقت الحالي. وبحسب ما نقلته بلومبرغ، فإن هذه المفاوضات تسعى إلى إعادة توزيع أسهم الشركة المالكة بشكل يتيح الاستحواذ الكامل للصندوق البحريني ليصبح هو المالك الأوحد لأسهم شركة ماكلارين، مع الحفاظ على أرباح المالكين السابقين للشركة، وذلك في إطار هيكل تنظيمي مبسط لإدارة الشركة بشكل عام. 

يسهم الانتقال إلى هذا الهيكل المبسط في تعزيز قدرة الصندوق على اتخاذ القرارات الاستثمارية المتعلقة بالشركة ومنتجاتها وخطط التوسع إلى الأسواق العالمية المختلفة. كما أنه يعود على الصندوق بالنفع في حالة تحول ماكلارين إلى شركة عامة وطرح أسهمها في البورصة، وهو ما يتوقع الصندوق حدوثه خلال السنوات المقبلة. 

من الجدير ذكره أن حصة صندوق ممتلكات القابضة كانت قد وصلت إلى 60٪ قبل بدء المفاوضات الأخيرة، وذلك لأن الصندوق اشترى أسهم صندوق "PIF" السعودي في مطلع هذا العام مقابل 500 مليون دولار، ليصبح بذلك مالك أكبر حصة في الشركة، وهو ما يجعل كفة المفاوضات تميل لصالحه. 

يرى بول والش، المدير التنفيذي لمجموعة ماكلارين، أن إتمام الهيكلة الجديدة يتيح للشركة التوسع في خططها المستقبلية بشكل أفضل، ويعزز من جهودها لبناء منتجات جديدة واختراق أسواق جديدة، في إشارة منه إلى موافقته الضمنية على هذا الاستحواذ. 

ورغم أن مثل هذا الاستحواذ قد يبدو مفاجئًا للبعض، إلا أن أوضاع ماكلارين الاقتصادية كانت تشير إليه منذ فترة كبيرة، إذ إن الشركة اضطرت إلى جلب استثمارات من حملة الأسهم هذا العام، إذ استخدمت ما يصل إلى 339 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 وفق تقرير بلومبرغ، وذلك بدلاً من 14 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق. 

استطاعت ماكلارين خلال العام الماضي بيع ما يصل إلى 2500 سيارة، ولكن هذا لم يكن كافيًا لتغطية إنفاق الشركة وتكاليفها، إذ إن العلامة لا تزال تمتلك مخزونًا أكبر من السيارات، وربما كان هذا السبب وراء بيع 54 مركبة من مجموعة سيارات الإرث النادرة التي كانت تحتفظ بها الشركة. بالطبع، كان صندوق ممتلكات القابضة هو المشتري وفق تقرير نشرته رويترز. 

ماكلارين لم تصدر بيانًا رسميًا حول إعادة الهيكلة أو خطط الاستحواذ، وكذلك صندوق ممتلكات القابضة، ولكن تقارير بلومبرغ ورويترز تشير إلى أن الصفقة قد تتم خلال الأيام المقبلة.