يتربع آسبن أوينو على عرش صناعة الأحلام في عالم اليخوت. فخبير التصاميم الهندسية البحرية، الذي شرع يرسم القوارب في النرويج وهو لم يتجاوز الرابعة من العمر، يمتلك اليوم استديو مزدهرًا في موناكو تحتضن مساحته 24 خبيرًا في التصاميم الهندسية البحرية، واختصاصيًا في الهندسة التصميمية (غير البحرية)، ومصممًا، ومهندسًا. وضع أوينو حتى الآن توقيعه على 47 يختًا فارهًا يندرج كثير منها ضمن قائمة اليخوت الأكبر حجمًا والأعلى تميزًا. لا يشكّل يخت Dilbar، ويخت Al Said، ويخت Octopus، ويخت Kismet، سوى أمثلة قليلة عن اليخوت الأكبر حجمًا التي ابتكرها أوينو. لكن قد يصح القول إن قائمة إبداعاته تبقى الأكثر إثارة للانبهار في أوساط مصممي اليخوت المعاصرين. يكشف أوينو فيما يأتي عن مقاربته الخاصة لتحويل أحلام زبائنه إلى حقيقة.
ما الذي اجتذبك إلى عالم تصميم اليخوت؟
ترعرعت في النرويج، وعلى الرغم من أننا لم نكن نشاهد هناك يخوتًا كتلك التي تجوب المتوسط، إلا أن السفن التجارية كانت تملأ الموانئ. مع بلوغي الخامسة من العمر، كنت أرسم كل ما يطفو على وجه الماء. في النهاية امتهنت التصاميم الهندسية البحرية والتحقت سنة 1986 بشركة مارتن فرانسيس للتصاميم. كانت الشركة تُعنى في الأصل بتصميم القوارب الشراعية. لكن بعد انضمامي إليها، فزنا بعطاء لمشروع تصميم يخت بمحرك. كان تصميم الخطوط الخارجية لليخت Eco (الذي يحمل اليوم اسم Zeus) يُعد، آنذاك، مثيرًا للجدل. لكن ثبت أن ذاك المشروع حدد انطلاقتي المهنية في مجال التصميم.
ما أبرز مشاريعك التي أعقبت ذاك اليخت؟
كان القدر الأكبر من الاهتمام من نصيب اليخت Octupus الذي ابتكرته لصالح المستثمر الأمريكي بول آلن، ومثله اليخت Skat لرجل الأعمال الهنغاري الأصل شارلز سيمونيي. فيما يتعلق باليخت Skat، كان التصميم إما يلقى الاستحسان وإما يثير النفور. لكن المثير للاهتمام أن اليختين باتا اليوم، أي بعد مرور 20 عامًا على ابتكارهما، يلقيان القبول، وحتى الاستحسان. إنه لشعور جميل أن أرى إبداعاتنا الكثيرة تتهادى فوق سطح الماء في أنحاء مختلفة من العالم.
هل من سمة تصميمية مشتركة تتكرر في اليخوت التي تبدعها شركتك؟
إننا في الشركة لا نتبنى أسلوبًا تصميميًا خاصًا. فالمسار الذي نعتمده يقتضي الاجتماع بزبائننا والإصغاء باهتمام إلى ما يجول في خواطرهم عن اليخوت التي يريدونها.
ما الذي يميز مقاربتك للتصميم الحقيقي؟
يقوم التصميم بنسبة %90 على الحس المنطقي وبنسبة 10% على الحس الجمالي. نحن نعمل على تحقيق هذا التوازن بموازاة الحرص على أن يتميز كل يخت بمظهر خارجي يخدم الغرض منه. فهدفنا هو الإتيان بيخوت تحقق الغاية منها بحسب التصميم الأصلي.
هل لديك تصميم تؤثره على غيره؟
إن التصميم المفضل لدي هو ذاك الذي يكون معلقًا على ألواح الرسم. وإذ أقول هذا، ألفت إلى أني أعد نفسي محظوظًا بفرصة العمل على مشروع اليخت Eco، ومن ثم اليخت Octopus لتميزه بحجم مهيب وتفاصيل معقدة. كما أني استمتعت بالعمل على تصميم طراز اليخوت الفارهة الجديدة Silver من شركة سيلفر لليخوت في أستراليا. هذه اليخوت تشكّل قوارب خفيفة الوزن على نحو غير اعتيادي، وتتميز بكفاءة استهلاك الوقود. أضف إلى ذلك أني وضعت تصاميم مشروع اليخت Rev، وهو يخت استكشافي بطول 183 مترًا تعود ملكيته إلى ملياردير من النرويج. يمكن لهذا اليخت أن ينقل على متنه 60 عالمًا وخبيرًا تقنيًا، كما أنه يشتمل على مساحات كافية لاحتضان مختبرات ومعدات تُستخدم في استكشاف أعماق البحار. إن لهذا اليخت هدفًا نبيلاً، ما يجعله، على الأرجح، المشروع الأهم في مسيرتي المهنية.
هل وضعت تصورًا ليختك الخاص؟
وضعت على ألواح الرسم تصورًا ليخت بطول 50 قدمًا سيتيح لي لدى بنائه الإبحار والتزلج عبر المياه المقابلة للسواحل النرويجية. سواحلنا تمتد تقريبًا بطول 1٫700 ميل، ولكن المسافة المتاحة للإبحار ستقارب 16 ألف ميل إن أضفنا المضايق. أخطط للقيام بهذه الرحلات صيفًا وشتاء على مدى أعوام عدة. إن هذه التجربة تشكّل عندي حلم حياتي.