في المساء، قد يسود الهدوء جزيرة موسكيتو Moskito Island، والسبب في ذلك يُعزى بجزء منه إلى الطبيعة الجغرافية المميزة لهذه الجزيرة الخاصة الصغيرة التي تنبسط على مساحة 125 فداناً في جزر فيرجن البريطانية الوادعة. لكنها أيضًا سكينة متعمّدة. خلال ليلتي الأولى في مجمّع برانسون إستايت Branson Estate، وبعد أن تناولت وجبة عشاء من سمك ماهي ماهي الطازج، ولحم الضأن المطهو، والتونة النيئة، تنزّهت عبر المسار المتعرّج المعتم عائدة إلى فسحة الإقامة المخصصة لي.
دفعت الباب لأفتحه (لا حاجة للمفاتيح هنا، فالمكان أشبه بمنزل بعيد عن المنزل)، وكان يعمّ الأجواء سكون لا يخترقه سوى تلاطم الأجواء برفق مباشرة خارج النافذة.
لكن هذه السكينة ليست سوى تجربة مهيبة واحدة من التجارب التي تتيحها جزيرة موسكيتو، هذه الملكية التي استحدثها ريتشارد برانسون، الملياردير المحب للمغامرات في الفضاء الخارجي ومؤسس مجموعة فيرجن.
ما يميّز هذا المنتجع الأحدث عن الوجهات الأخرى في جزر فيرجن البريطانية والتي تصلح المناظر الآسرة فيها صورًا تزيّن البطاقات البريدية – بما في ذلك جزيرة نيكر المجاورة التي يمتلكها برانسون، والمتاحة للإيجار بالكامل مقابل 105 آلاف دولار في الليلة الواحدة – ما يميزه هو خيارات الضيافة التي يوفّرها للضيوف. في ظل توافر ثلاثة مشاريع مختلفة على أرض الملكية، تبدو Moskito Island أقرب إلى واحة فردوسية ابتكرت بعناية بما يتيح لك اختبار تجربة ضيافة من اختيارك.
Moskito Island / جزيرة موسكيتو
كان الاسترخاء عنوان أمسيتي الأولى في مجمّع برانسون إستايت، المكوّن من ثلاث فيلات تميزها شرفات خارجية ذات إطلالات أخاذة، وأسقف مقببة تدعمها عوارض خشبية، ومساحات عامة فسيحة. هناك استمتعت بجلسة في حوض الجاكوزي، ثم الاستحمام في الكوخ الخارجي المخصص لهذه الغاية تحت السماء الصافية المتلألئة بالنجوم. أما في ملاذ الواحة Oasis Estate الرابض فوق تلة، فأمضيت الوقت في تبادل القصص مع الضيوف الآخرين.
Moskito Island / جزيرة موسكيتو
يحتضن ملاذ الواحة منزلًا عصريًا مهيبًا يذكر بمنزل لأحد العازبين في هوليوود هيلز. وقد صُممت تجربة الواحة على ما يبدو خصوصًا لأولئك الذين تستهويهم حفلات السمر من حول موقد النار، أو السباحة في الحوض غير المتناهي. هنا يستمر صخب الساهرين حتى وقت متأخر، ما يشكل تناقضًا صارخًا مع صوت الموج الذي هدهدني حتى استسلمت للنوم في برانسون إستايت.
أما الخيار الثالث المتاح، فهو مجمّع بوينت إستايت Point Estate الذي يشكل مشروعًا هجينًا يزاوج بين الخيارين الأول والثاني. تتناثر مساكن بوينت إستايت فوق جرف عند حافة الجزيرة موفرة إطلالات خلابة على المياه، فضلاً عن كونها الوحيدة التي تضم مهاجع خاصة للأطفال. وما يزيد في كون هذا المجمّع مثاليًا للعائلات هو أنه يتيح وصولاً مباشرًا إلى الشاطئ. وعلى ما هو عليه حال فسحات الإقامة كافة هنا، يُعيّن لك مدير خاص يهتم بمختلف تفاصيل إقامتك، بدءًا من توفير صنف الكافيار المفضل لديك للعشاء وليس انتهاء بمرافقة أطفالك لاستكشاف المواقع القصية فوق جزيرة موسكيتو على متن عربة غولف.
Moskito Island / جزيرة موسكيتو
بغض النظر عن الخيار الذي تؤثره، فإن الجزيرة توفّر للضيوف مجموعة متنوعة من المرافق التي تلبي توقعات المسافرين المختلفة. تحتضن الجزيرة ملعبين لكرة المضرب، فضلاً عن ألواح للجدف وقوارب كاياك تتيح استكشاف الساحل. يمكنك أيضًا أن تجرّب الطوف الشراعي الصغير Hobie Cat الذي يميّزه هيكل شبكي سيجعلك حتمًا تبتل بالماء.
وجدتُ في ذلك استراحة مستحبّة من حرارة منتصف النهار وواحدة من أفضل التجارب لتثمين الجزيرة من بعيد. جرّب الانطلاق بالطوف إلى شاطئ مانشيونيل Manchioneel Beach حيث المياه الدافئة والصافية تزهو بأفضل تدرجات اللون اللازوردي. أما إذا قررت استئجار أحد اليخوت بمساعدة طاقم العمل على الجزيرة، فإن جزر فيرجن البريطانية الأخرى ستكون بانتظارك.
قبل مغادرتي، وافى ريتشارد برانسون جزيرة نيكر وكان في حالة مزاجية رائعة، على ما هو معتاد، بالرغم من أنه كان قد سقط عن دراجته قبل بضعة أيام في سياق سباق خيري في تورتولا. في جزيرة نيكر، زرنا مستعمرة قرود الليمور ذات الذيول الحلقية، التي راحت تتقافز فوقنا، ثم جلسنا إلى طاولة ضخمة حُفرت من الخشب في هيئة تمساح لتناول وجبة غداء في الهواء الطلق. إن القيم التي يرتكز إليها برانسون في جزيرة موسكيتو وغيرها من منتجعات فيرجن واضحة ويختزلها قوله: "من الضروري تشارك الأماكن الجميلة". في Moskito Island، لك مطلق الحرية في اختيار طريقة استمتاعك بهذا المكان الأخاذ.