نجحت سوق الساعات السويسرية في تعويض بعض خسائرها خلال الجائحة حين سجلت أعلى صادرات على الإطلاق في 2021، بإجمالي 24 مليار دولار. وقد ساعدت الجائحة إلى حد ما في تسريع نمو الصناعة داخل سوق التجارة الإلكترونية وسوق الساعات المستعملة في مختلف أنحاء العالم، باستثناء الصين التي عجزت عن التعافي من الأزمة الصحية وتواصل فرض الإغلاقات.

ويبدو أن صناعة الساعات السويسرية تتحرك إلى الأفضل بخطوات ثابتة منذ تراجع حدة جائحة كوفيد-19، حيث ارتفعت صادراتها 7% تقريبًا في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، و19% في سبتمبر/أيلول، و15% في أغسطس/آب، ليرتفع إجمالي صادراتها خلال أول 11 شهرًا في هذا العام 12% أي ما يعادل 24.5 مليار دولار.

أما في شهر نوفمبر الماضي، فارتفعت صادرات الساعات السويسرية بنسبة 11%، وبما يعادل 2.4 مليار فرانك سويسري (2.6 مليار دولار)، مسجلة أعلى صادرات شهرية على الإطلاق بحسب اتحاد صناعة الساعات السويسرية.

ما زالت سوق الولايات المتحدة متصدرة لقائمة أكبر المستوردين للساعات السويسرية، بإجمالي 3.86 مليار دولار خلال هذا العام حتى الآن، وهو ما يزيد بنسبة 27.7% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

هل تحقق مبيعات الساعات السويسرية رقمًا قياسيًا في عام 2022؟

على أن أسواق عدة شهدت الاتجاه نفسه، وأبرزها الأسواق العربية، حيث رفعت قطر وارداتها من الساعات السويسرية بأكثر من 60% وبما يعادل 285 مليون دولار هذا العام حتى الآن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وأكثر من 90% مقارنة بالفترة نفسها من 2020، فيما تصدرت سوق الإمارات الأسواق العربية من حيث قيمة الواردات التي ارتفعت بأكثر من 11% بإجمالي مليار دولار خلال هذا العام حتى الآن.

يرجع ارتفاع واردات قطر من الساعات السويسرية إلى استضافة البلاد لبطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام، وفقًا لبلومبيرغ، وهو ما دفع العديد من تجار التجزئة إلى رفع وارداتهم من الساعات الراقية خلال نوفمبر/تشرين الثاني بأكثر من 112% بإجمالي 38 مليون دولار، لبيعها للجماهير التي قدمت من مختلف أنحاء العالم.

كما تصدرت المملكة المتحدة الاتجاه نفسه في الأسواق الأوروبية، حيث أتت في المرتبة الخامسة بإجمالي 1.5 مليار دولار وزيادة بأكثر من 21%. ورغم قدومها في المركز الثاني والثالث في القائمة، تراجعت واردات الصين وهونغ كونغ من الساعات السويسرية بنسبة 12.8% و9.7% على التوالي نتيجة الإغلاقات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والتي قيدت اقتصادات هذه المنطقة من العالم.

يُذكر أن الطلب ارتفع على الساعات السويسرية الغالية والرخيصة على حد سواء، إذ ارتفعت صادرات الفئة الأغلى (التي يزيد سعرها على 3200 دولار) خلال نوفمبر بنسبة 15.7% تقريبًا مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت صادرات الفئة الأرخص (بأسعار تقل عن 215 دولارًا) بالقوة نفسها. في المقابل، تراجع الطلب على الساعات ذات الأسعار المتوسطة (530 دولارًا) إذ سجلت مبيعاتها انخفاضًا بأكثر من 30%.