لم تشأ أوديمار بيغيه أن تسدل الستار على عام 2022 إلا وقد أبهرت عشاق الساعات الفاخرة بإصدار يضم تعقيدًا ساعاتيًا في غاية الأصالة. ويتعلق الأمر بساعة Code 11.59 by Audemars Piguet Starwheel وتعقيد "الساعات الهائمة".
ظهر هذا التعقيد لأول مرة في منتصف القرن السابع عشر، وقد امتاز بعرض الوقت باستخدام نظام من الأقراص الدوارة التي تدور حول مقياس دقائق على هيئة قوس. وكانت طريقة العرض هذه أشبه بأحجية يتمعن فيها الناظر عن كثب حتى تدلي له بأسرارها.
بدأت شهرة هذا التعقيد الساعاتي بالتراجع خلال القرن التاسع عشر، لتتلاشى كليًا في القرن العشرين، قبل أن تتخذ دار أوديمار بيغيه قرارًا جريئًا بإعادة إحيائه في عام 1991، واختارت له اسمًا جديدًا هو "عجلة النجوم" Starwheel.
بين عامي 1991 و2001، أطلقت الدار السويسرية العريقة نحو 30 طرازًا من ساعة Starwheel، في مجموعات مختلفة تباينت من ناحية أطوال القوس والزخارف والترصيع. على أن القاسم المشترك بينها كان اعتمادها تعقيد "الساعات الهائمة"، الذي كتبت به أوديمار بيغيه فصلاً جديدًا في عالم صناعة الساعات الفخمة في القرن الحادي والعشرين.
Audemars Piguet
اليوم، يضيف الصانع السويسري ساعة Code 11.59 by Audemars Piguet Starwheel إلى هذه المجموعة المتفردة، وقد ميزها بتصميم عصري يحتضن ذلك التعقيد الساحر ويشيد في الوقت نفسه بأعجوبة كلاسيكية غابت لأمد طويل عن صناعة الساعات الفاخرة.
صيغت علبة هذه الساعة من السيراميك الأسود والذهب الأبيض بقطر 41 ملليمترًا، وتناغمت على مينائها أشكال هندسية بديعة، مثل أقراص عجلة النجوم، وحواف الميناء المائلة، والقسم الأوسط ذي الشكل الدائري ثماني الأضلاع.
فضلاً عن هذا، تبرز على الميناء خلفية متلألئة بالنجوم مشغولة من الأفينتورين، تستقر في مركزها ثلاثة أقراص يدور كل واحد منها على محوره الخاص، تمامًا مثل الكواكب السيارة. وقد صنعت الأقراص الثلاثة من الألمنيوم، وطليت باللون الأسود باستخدام تقنية الترسيب البخاري الفيزيائي، ثم أضيفت إليها طبقة غير لامعة بتقنية السفع الرملي.
بعد إتمام تلك العمليات، طبع حرفيو الدار أرقام الساعات الهائمة باللون الأبيض، ثم زينوا قوس الدقائق المائل الممتد من مؤشر الساعة 10 إلى مؤشر الساعة 2 باللون الأسود، فيما زينوا مؤشرات الدقائق باللون الأبيض. وهكذا استطاعوا إضفاء طابع جمالي عصري على الساعة ككل.
Audemars Piguet
كانت هذه هي المرة الأولى التي تجمع فيها الدار بين تعقيد "الساعات الهائمة" وآلية الحركة ذاتية التعبئة Calibre 4310، التي تجسدت فيها دراية الدار وتقاليدها الحرفية العريقة، فضلاً عن الزخارف المصقولة الباهرة التي أثرت بها مكوناتها البالغ عددها 261 مكونًا.
Audemars Piguet
تشتمل هذه الآلية على قرص مركزي دوار يُكمل دورة كل ثلاث ساعات، وعليه ثُبتت الأقراص الثلاثة التي حمل كل واحد منها أربعة أرقام من 1 إلى 12، تتناوب في الإشارة إلى قوس الدقائق المائل. وأما الإشارة إلى الثواني فتتم بوساطة عقرب الثواني المشغول من الذهب الأبيض والذي يمتاز بانحناءة خفيفة في نهايته تتكامل مع الأقراص الثلاثة.
توفر هذه الآلية احتياطيًا للطاقة يدوم نحو 70 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.
وزيادة في تعزيز الطابع الهائم والمتفرد للساعة، استعانت أوديمار بيغيه بالفنان والرسام التوضيحي الفرنسي أوغو غاتوني لرواية قصة هذه الساعة، وذلك من خلال فيديو تصويري، أبطال عالمه ثلاثة سادة زمن، يطوفون الفضاء على ثلاثة أقراص، ليجمعوا مكونات الساعة الواحد تلو الآخر، حتى تكتمل هيئتها النهائية.