يزخر عالم السيارات الخارقة بكثير من الطُرز الفاخرة ذات الأداء المذهل والأسماء اللامعة. ولكن عشاق هذه المركبات يعرفون جيدًا أن الاسم ليس وحده ما يحدد مكانة السيارة وقوتها. وها هي شركة براغا Praga التشيكية عادت لتثبت ذلك بسيارة خارقة حصرية يصل سعرها إلى 1.28 مليون دولار.
يبدو أن الاسم المتفرد ليس وحده ما يميز سيارة بوهيما Bohema التي تحمل توقيع شركة لا يعرفها كثيرون، وتتحدر من بلد لا يمتلك تاريخًا عريقًا في صناعة السيارات عالية الأداء.
فما يزيد على معادلة التميز هو أن مأثرة Praga الجديدة لا تعتمد في أدائها المبهر على منظومة هجينة أو كهربائية بالكامل على ما بات متوقعًا في مثل هذه الطُرز، أو حتى على محرك V-12 خارق يزأر عند تشغيله. على العكس من ذلك، جُهزت المركبة بمحرك V6 من نيسان، مخصص بالكامل ومعدل إلى أقصى الدرجات الممكنة ومزود بشاحن توربيني مزدوج.
السيارة الحلم
قد نقول إن شركة Praga لم تتصدر العناوين بقدر غيرها من الصنّاع، ولكن ذلك لا ينفي تاريخها العريق في صناعة السيارات والطائرات معًا، إذ تأسست منذ 115 عامًا، وتحديدًا في عام 1930 في جمهورية التشيك، وكان إنتاجها من السيارات آنذاك يفوق ما تصنّعه شركتا سكودا وتاترا، الأشهر في تلك البلاد، مجتمعتين، وذلك إلى جانب صناعتها لـطائرات خاصة مختلفة.
ولكن الشركة تأثرت كثيرًا بالتحول إلى الشيوعية والاستحواذ على مصانعها في تلك الفترة لتتجه إلى صناعة الشاحنات ومنظومات نقل الحركة.
على أن الحلم بتطوير سيارات خارقة لم يفارق الشركة، لذا سعت مباشرة، عندما أصبحت شركة خاصة قبل 12 عامًا، إلى البدء في إنتاج سيارات السباق. لكن قلة من هذه المركبات جُهزت بلوحات مرخصّة للقيادة على الطرقات.
في المقابل، تُعد Bohema أول سيارة رياضية خارقة مصنوعة خصيصًا حسب الطلب ومجازة للقيادة على الطرقات تنتجها Praga، لتوثق بذلك عودة الشركة إلى هذا المجال بما يتيح لها أن ترسّخ مكانتها في عالم السيارات الخارقة.
يقتصر إنتاج سيارة السباق المطابقة لشروط القيادة على الطرقات العامة على 89 نموذجًا تركز الشركة في صناعتها المتقنة على الرفاهية والأداء الخارق، هذا المزيج الأكثر تأثيرًا في تصميم الهيكل الخارجي والمقصورة الداخلية على نحو يتيح تحقيق ذروة الديناميكية الهوائية.
Matus_Rendek
تمتد المقصورة بطول مترين، وتمزج بين استخدام ألياف الكربون وجلد ألكانتارا إلى جانب لمسات من الألومنيوم.
أداء مبهر
استغلت Praga تحول كثير من صناع السيارات الخارقة إلى المحركات الكهربائية وصعوبة بيعها مقارنةً باستمرار جاذبية محركات الاحتراق الداخلي من منظور الجامعين، وقررت أن تملأ هذا الفراغ بالاعتماد على محرك V6 من ست أسطوانات بسعة 3.8 لتر من نيسان، معدل بالكامل ومعزز بشاحن توربيني مزدوج، ما يتيح إنتاج قوة 700 حصان وقوة عزم دوران تصل إلى 725 نيوتن متر عند 6,000 دورة في الدقيقة.
ورغم كونه من المحركات التقليدية، إلا أن الأداء الذي تنتجه السيارة من هذا المحرك يضارع أداء محركات V12 متفوقة الأداء والمستخدمة في السيارات الرياضية الخارقة، إذ يصل المحرك إلى سرعة قصوى أعلى بقليل من 300 كيلومتر/الساعة مع قوة دفع سفلية تقارب 900 كيلوغرام عند سرعة 250 كيلومترًا/الساعة.
كما تعتمد السيارة على نظام تعليق قابل للتعديل الكامل ومجهَّز بما يناسب حلبات السباق، ونظام ناقل حركة بعلبة تروس من طراز Hewland التتابعي المعروف عبر قابض آلي يسمح باستخدام وضع القيادة شبه الآلي، ما يتيح للسيارة الانتقال بين السرعات المختلفة بشكل سلس ودون الشعور بأي تأخر في النقلات.
لكن أداء سيارة Praga Bohema المبهر لا يُعزى إلى المحرك ونظام ناقل الحركة فحسب، ولكن إلى هيكلها المتفرّد أيضًا، إلى جانب اعتمادها على منظومة متطورة للغاية لمزايا الديناميكية الهوائية.
فالهدف الأول للشركة كان الإتيان بأسرع سيارة مجازة للقيادة على الطرقات، ما حتّم على الفريق الهندسي إعطاء الأولوية لتحقيق أقل وزن ممكن وأعلى مستوى من الديناميكية الهوائية بدلاً من القوة الخارقة. ويبدو أن مهندسي الشركة نجحوا في تحقيق مبتغاهم إذ يبلغ وزن السيارة أقل من 1,000 كيلوغرام بفضل اعتمادها على هيكل أحادي من ألياف الكربون.
Matus_Rendek
عندما تصل السيارة إلى سرعة 250 كيلومترًا/الساعة، ينخفض هيكلها تدريجيًا ليبدو ملاصقًا للإطارات.
هيكل مبتكر ومقصورة فاخرة
على أن السعي وراء الوزن الخفيف لم يكن على حساب تحقيق المظهر الجمالي لمركبة Bohema التي تبدو مثل سيارة سباقات خارقة تتباهى بسمات مستقبلية، فتخالها تتحرك حتى عندما لا تكون نشطة.
ويظهر ذلك بوضوح في تصميم منافذ التهوية ومخارج الهواء من أجل تبريد المحرك وتزويده بالأكسجين إلى جانب تبريد أقراص المكابح، وأجنحة المرايا الجانبية التي لا تشكل جزءًا من هيكل السيارة الأصلي (تأتي المرايا الأمامية مثبتة على أعمدة طويلة صلبة لإضافة بعد جمالي وتعزيز مزايا الديناميكية الهوائية، وتوفير رؤية خلفية واضحة)، إلى جانب التصميم الصدفي الخلفي الذي يحوي المحرك ويمتد إلى الجناح الخلفي في السيارة.
عندما تصل السيارة إلى سرعة 250 كيلومترًا/الساعة، فإن هيكلها ينخفض تدريجيًا ليبدو ملاصقًا للإطارات وهو ما يتيح تهوية المحرك بشكل أفضل وتقليل قوة الدفع السفلية.
وأما مقصورة Bohema، فتذكر بالطائرات بفضل قبة زجاجية منحنية تعطيك إحساسًا بالاتساع داخل السيارة رغم صغر حجم المساحة الداخلية التي تتسع لحمل راكبين بالغين.
Matus_Rendek
تمتد المقصورة بطول مترين، وتستطيع الولوج إلى داخلها عبر البابين المدمجين في الهيكل. فضلاً عن ذلك، تتجلى معالم الفخامة داخل المقصورة من خلال مجموعة من اللمسات الجلدية الفاخرة الموزعة في المقعدين والمنصات الداخلية المختلفة، وهي تمزج بين استخدام ألياف الكربون وجلد ألكانتارا إلى جانب لمسات من الألمنيوم، فيما التقنيات المستقبلية تستحضرها عجلة القيادة القابلة للفصل ومن خلفها لوحة رقمية لعرض بيانات السيارة.
تسعى Praga لإطلاق مأثرتها هذا العام بحد أقصى للإنتاج يبلغ 20 نموذجًا في السنة الواحدة بسبب متطلبات صنعها يدويًا، والحرص على تقديم أفضل تجربة قيادة للسيارات الخارقة.