تركز اهتمام شركات الطيران المختلفة في الآونة الأخيرة على تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن طائراتها ومنتجاتها المختلفة. وفي هذا الإطار، ظهرت الكثير من الابتكارات الجديدة مثل الانتقال إلى الوقود الهيدروجيني أو خفض وزن هيكل الطائرة. ولكن ما تعد به Euro Airship بالتعاون مع Orange يمثّل الخطوة الأهم في هذا المجال وربما مستقبل الطيران الجوي بشكل عام.
تمكنت الشركة بالتعاون مع شركائها من تطوير منطاد Solar Airship One الذي يستطيع التحليق على ارتفاعات كبيرة مدى الحياة من دون الحاجة للتزود بالوقود أو استخدام الوقود الأحفوري، ولكن بالاعتماد على طاقة هجينة مولدة من خلايا هيدروجينية إلى جانب خلايا الطاقة الشمسية.
يتيح هذا التوجه في النهاية تجربة تحليق منعدمة الانبعاثات الكربونية تقل نسبة استهلاك الوقود فيها بنسبة 80٪ عما هو عليه الحال في تجارب الطيران التقليدية، وهذا ما دفع الشركة إلى وصف المنطاد من حيث كونه "يمثل مستقبل الطيران التجاري".
تخطط الشركة لأن يقطع منطاد Solar Airship One ما يوازي 22 ألف ميل بحري في مدة تصل إلى 30 يومًا فيما يحلق على ارتفاع يصل إلى 6 آلاف متر فوق سطح البحر، وذلك من دون الحاجة إلى التزود بالوقود خلال هذه المدة أو التوقف لأي صيانة بفضل منظومة الطاقة المبتكرة المستخدمة فيه.
يعتمد المنطاد على محركات الوقود الهيدروجيني وألواح الطاقة الشمسية التي تغلف السطح العلوي المعرض للشمس طيلة الوقت، مع من أجل توليد الطاقة. وبحسب تصريحات الشركة، فإن الاعتماد على المحركات الهيدروجينية فقط يتيح للمنطاد السير لمسافة 540 ميلاً بحريًا، ولكن بفضل ألواح الطاقة الشمسية، فإن هذا المدى يمتد إلى ما لا نهاية.
ولكن رحلة المنطاد حول العالم لا تتعلق بمصدر الطاقة فحسب، إذ إن التحليق على ارتفاع كبير ولمسافات طويلة قد يولد الكثير من التحديات والعوائق أمام رحلة المنطاد، وذلك إلى جانب استخدام ألواح الطاقة الشمسية التي تولد حرارة إضافية على وحدة المنطاد الخارجية.
لهذا تعتمد الشركة على 15 كبسولة غازية منفصلة وكبيرة الحجم توضع على شكل طبقة مزدوجة تغطي الطبقة العلوية للمنطاد، وتعمل على تنظيم درجة حرارته
ومعادلة الضغط الجوي خارجه لحماية هيكله. وسوف يستخدم المنطاد منظومة ذكاء اصطناعي مطورة من أجل السيطرة على الكبسولات الغازية والتحكم فيها لزيادة سهولة المناورة.
Euro Airship
ترى شركة Euro Ship أن الكشف عن المنطاد في هذا الوقت تحديدًا جاء في حينه، لأنه يسهم في توعية النشء بأهمية الحفاظ على البيئة ودور الاستدامة في مختلف الابتكارات التقنية والسياحية، وهو ما يحث الأجيال الصغيرة من المبتكرين على التفكير في حلول جذرية لحل مشاكل التغير المناخي خوفًا من الكوارث التي قد تأتي مستقبلاً، وذلك على لسان دورين بورنتون من طاقم المركبة.
يضم طاقم قيادة المنطاد في رحلته حول العالم العديد من الأسماء اللامعة مثل بورنتون التي تعد من أهم قادة الطائرات البهلوانية في العالم ولديها تحكم كبير في مرونة وانسيابية الطائرة، وينضم إليها أيضًا ميشيل توجنيني الطيار السابق في السلاح الجوي الفرنسي ورائد الفضاء.
تمكن قطاع الطيران الأخضر كما وصفته بورنتون من جذب العديد من الشركات والمستثمرين لمحاولة ابتكار طريقة تحليق نظيفة تحافظ على البيئة ولا تضحي كثيرًا بالمستوى المعتاد في رحلات الطيران، لذلك شهدنا دخول الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الابتكار مثل سيرجي برين الذي أسهم في تأسيس شركة جوجل سابقًا.
وتسهم شركة LTA التي أسسها سيرجي بيرن في مشهد الطيران النظيف عبر تقديم سفن جوية مثل Pathfinder في محاولة منها لإيجاد مزيج من رفاهية السفر والاستدامة عبر خفض الانبعاثات بشكل كبير. ورغم أن هذا المسعى لا يزال في مرحلة الأبحاث المصنعية، إلا أن سجل سيرجي المبهر في مجال الابتكارات التقنية إلى جانب تعاونه مع قسم الهندسة الجوية في جامعة ولاية ويتشيتا يبشران بمستقبل باهر للشركة.
وعلى صعيد آخر تحاول Airship Solar One الدخول في المرحلة النهائية قريبًا، إذ تبدأ عملية بناء النماذج الأولية من المنطاد خلال عام 2024، ثم تبدأ الاختبارات للحصول على الموافقات اللازمة مع حلول عام 2026.
وبعد أن يتم المنطاد رحلته حول العالم بنجاح، فإن Euro Ship تسعى لبناء طراز أطول من هذه المركبة ثم بدء التشغيل تجاريًا عبر رحلات من مختلف أنحاء العالم.