على مدار أكثر من عقدين، بات أحد المنازل الفخمة في مدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا عنوانًا مألوفًا لشخصيات مرموقة في الأوساط السياسية والاجتماعية الأمريكية. فبين جدرانه تعالت ضحكات الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وتداول مشاهير آخرون حكايات ممزوجة بالرفاهية والسياسة. إنه منزل عائلة ستيفنز، الذي يُمثل بوابة مثالية لعالم من الأناقة والرفاهية، فيما كل زاوية منه تجسد حكاية من حكايات هذه العائلة العريقة.
على أن تردد المشاهير على هذا المنزل الفاخر، المعروض للبيع حاليًا، لم يكن وليد المصادفة. فقد عملت بيتي ستيفنز بمهارة على حفر اسمها بين أوساط النخبة في سانتا باربرا، بعد وفاة زوجها رجل الأعمال والعالم جون ستيفنز عام 1996. ظهرت بيتي في تلك الأوساط بوصفها الرئيس التنفيذي لشركة "إكسل مينيرال" Excel Mineral، التي أسسها زوجها الراحل، ويُنسب لها فضل ابتكار منتجات علامته التجارية الشهيرة "جوني كات" لحلول فضلات القطط.
بفضل ذكائها وكرمها، نسجت بيتي سريعًا علاقات وثيقة مع مجتمع المشاهير، واستضافت في منزلها شخصيات مرموقة مثل جيمي كارتر وحاكمة ولاية تكساس الراحلة آن ريتشاردز. اليوم، وبعد مرور 6 سنوات على رحيل بيتي عن عمر يُناهز 86 عامًا، يظهر منزل أحلامها للمرة الأولى على قائمة الملاذات السكنية المعروضة للبيع في كاليفورنيا، بسعر مذهل يبلغ 88 مليون دولار.
6 عقود من التاريخ
يحظى هذا المنزل الفاخر بموقع متميز على قمة تل في منطقة هوب رانش الراقية، مع إطلالة خلابة على ساحل المحيط الهادئ والجبال المجاورة، حاملاً بين جدرانه حكاية عائلة ستيفنز التي امتدت لأكثر من ستة عقود.
في عام 1957، قام ستيفنز وبيتي بشراء قطعتي أرض متجاورتين تطلان على المحيط، وبنوا منزلاً فاخرًا عام 1961، ليُصبح جنةً عائلية دافئة. لاحقًا، خلال سبعينيات القرن الماضي، أضاف الزوجان إلى ملكية المنزل قطعة أرض ثالثة تقع في الشارع نفسه، مستحدثين مجمعًا عائليًا ساحرًا يوفر منفذًا إلى شاطئ خاص.
آنذاك، اختار الزوجان لمنزلهما المكون من طابق واحد تصميمًا على الطراز المعماري المعروف "بمنتصف القرن الحديث"، وهو حركة تصميم ظهرت في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
يتميز البناء في هذا التصميم بطبيعته العملية والوظيفية، وبأشكال هندسية بسيطة مع خطوط مستقيمة وزوايا حادة، وتوفير مساحات مفتوحة وسهلة الاستخدام. إضافة إلى ذلك، يتناغم تصميم المباني مع البيئة المحيطة، ويعتمد على النوافذ الكبيرة لإدخال الضوء الطبيعي إلى الفضاء الداخلي.
اليوم، تطرح ابنة الزوجين، جوي ستيفنز، هذا الملاذ الخلاب الذي نشأت بين جنباته للبيع، مقدمة لعشاق الفخامة فرصة استثنائية لاقتناء قطعة من التاريخ.
The Agency
إطلالات بانورامية خلابة
تخفي هذه الملكية سِحرها خلف مدخل خاص يوفر لأصحابه الخصوصية. هناك تتربع على مساحة 45 ألف متر مربع من الأراضي التي تتباهى بإطلالات بانورامية على الوديان والجبال ومياه المحيط الهادئ الفيروزية.
أول ما يلفت النظر قبل الدخول إلى المنزل، الذي جُدد أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بركة هادئة لأسماك "كوي" Koi اليابانية التي تشتهر بألوانها الجميلة، فضلاً عن حدائق غناء تحيط به من كل جانب وتبعث على السكينة والراحة.
تبلغ مساحة المنزل 675 مترًا مربعًا، وعند الدخول إليه تستقبلك غرفة معيشة رحبة تتوسطها مدفأة ذات وجهين، بينما تفتح أبواب فرنسية على شرفة مُطلة على مناظر خلابة. كما يضم المنزل غرفة طعام بتصميم أنيق مع ثريا فخمة تتدلى من السقف، بينما يُضفي المطبخ العصري المفتوح على المكان لمسة عصرية.
تتوفر، كذلك، مساحات رحبة للنوم، إذ يشمل المنزل 4 غرف نوم يُطل الجناح الرئيس منها على المحيط، ويقع تحت سقف مرتفع مزين بعوارض خشبية. هناك، أيضًا، 6 حمامات فائقة الفخامة، وجناح مكتبي يوفر مساحة رحبة للعمل.
The Agency
جنة خاصة ومرافق فاخرة
يُجسد كل ركن في المنزل إبداعًا معماريًا فريدًا، فيما تضيف المساحات الخارجية مزيدًا إلى فخامته. فهو يتربع وسط حدائق خضراء مورقة أشبه بجنة خاصة، ويحتضن مجموعة من المرافق الفاخرة ووسائل الراحة المميزة.
في هذا المنزل الفاخر لن يجد الملل طريقًا إليك، إذ يُمكنك الاسترخاء في حمام السباحة المُحاط بأشجار النخيل الوارفة، أو الاستلقاء على كراسي البحر والاستمتاع بحمام شمسي دافئ.
لمزيد من الأنس، تستطيع تجربة النادي الصحي الفاخر الذي يوفره هذا الملاذ الساحر، أو أخذ استراحة داخل الكوخ المفتوح على الهواء الطلق. ومن منصة مراقبة مُخصصة، يُمكنك الاستمتاع بمشاهدة المناظر الآسرة المحيطة ولحظات غروب الشمس على أفق المحيط.
ولمحبي تربية وركوب الخيول، تقدم الملكية إسطبلًا خاصًا. كما تتوفر ساحة فسيحة لإيقاف السيارات، ومَرآب يتسع لسيارتين.
The Agency
تقول "ذي إجنسي" The Agency، الشركة العقارية التي تطرح العقار للبيع، إنه ملكية بمساحة فسيحة يمكن استغلالها حال الرغبة في التجديد واستغلال المساحات في بناء منزل رئيس على مساحة 1858 مترًا مربعًا، إضافة إلى منزلين للضيوف كل واحد منهما على مساحة 697 مترًا مربعًا.
كانت جوي ستيفنز قد تلقت العديد من العروض لبيع هذه الملكية الفاخرة، إلا أنها وزوجها تاجر المزادات فرانك كومينسكي كانا يرفضان ذلك، إذ فضلا تقسيم وقتهما بين هوب رانش وبالم بيتش بولاية فلوريدا. لكن مع توسّع أعمال زوجها في فلوريدا، قرر الزوجان الآن الانتقال بصورة نهائية إلى هناك، وبيع هذا المنزل.