لن تعود محادثات الفيديو إلى شكلها القديم الممل مع طرح جهاز M by Proto الجديد الذي يسمح لك بإجراء محادثات الفيديو باستخدام تقنية الهولوجرام ثلاثية الأبعاد حتى ترى الشخص الذي تتحدث معه بشكل واضح وكأنه يجلس أمامك.

لا يعتمد الجهاز الجديد على تقنيات الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي، لذلك لن تحتاج لارتداء أي نظارات خاصة في أثناء استخدامه. بل إن جل ما يقتضيه الأمر وضع الجهاز على الطاولة التي ستجري المحادثات من عليها والنظر إليه مباشرةً.

عملت شركة Portl الناشئة في لوس أنجلوس، والتي تغير اسمها في شهر مارس الفائت إلى Proto، على تطوير هذا الجهاز عندما طرأت جائحة كورونا وتزايد الاهتمام عالميًا بمحادثات الفيديو والمحادثات عن بعد، لا سيما أن الأزمة كرّست أهمية تطبيقات مثل "فايستايم" و "زوم" وغيرهما من تطبيقات محادثات الفيديو التي ما زلنا نعتمد عليها اليوم بالرغم من انحسار الأزمة وعودة الأمور إلى طبيعتها تدريجيًا.

يقوم جهاز Proto M بعرض الصور ثلاثية الأبعاد داخل بنية الجهاز صغير الحجم بدلاً من الاعتماد على بث الصورة مكبرة خارج الجهاز على ما عليه الحال في منتج سامسونج، ما يسمح بعرض مختلف أبعاد الصورة بدقة مرتفعة، لتشعر بأنك تجلس أمام الشخص الذي تجري المحادثة معه، وذلك عبر مجموعة الصمامات الثنائية الباعثة للضوء LED الموزعة بشكل متساو داخل بنية الجهاز من أجل عرض الانعكاسات والظلال بشكل أكثر دقة ولتبدو الصور واقعية للغاية.

يقوم الجهاز بالتقاط الصور عبر مجموعة من العدسات الموجودة أعلاه، إذ تلتقط هذه العدسات الصور وتسجل الأبعاد المختلفة للصورة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ووحدة العمق الموجودة بها. ويمتلك الجهاز أيضًا مجموعة من مكبرات الصوت الموجهة ناحية المستخدم لتتمكن من التقاط الصوت ونقله بدقة كبيرة.

يجري التحكم في الجهاز عبر شاشة لمس موجودة أمام الصورة ثلاثية الأبعاد، وتأتي هذه الشاشة بدقة 4K لتتمكن من التحكم في الجهاز والمحادثات واستخدام ميزاته الأخرى. ويعمل الجهاز عبر توصيله بمنفذ كهرباء معتاد دون أي تجهيزات خاصة لتشغيله.

مستقبل محادثات الفيديو ثلاثية الأبعاد مع جهاز M by Proto

Proto

فضلاً عن ذلك، يتيح الجهاز مجموعة متنوعة من الاستخدامات، إذ تستطيع الاستعانة به لعرض مقاطع الفيديو بشكل معتاد أو عرض ممتلكاتك من الرموز غير قابلة للاستبدال NFT بشكل ثلاثي الأبعاد. ويمكنك وضع الجهاز في اتجاه أفقي أو عرضي كما ترغب، وذلك بسبب حجم الجهاز الصغير وتصميم الحامل المثبت به.

يأتي جهاز M مزودًا بذاكرة عشوائية بمساحة 16 جيجابايت مع مساحة تخزين داخلية تصل إلى 1 تيرابايت، وهو يتيح إجراء المحادثات مع الهواتف المحمولة بسهولة عبر استخدام تطبيق Proto Beam، ولكن هذه المحادثات توجه فقط إلى جهاز M وليس إلى أجهزة الشركة الأخرى.

كما تحاول الشركة تقديم جهاز M بوصفه بوابة للدخول إلى عالم ميتافيرس دون ارتداء نظارات الواقع الافتراضي أو المعزز، إذ تستطيع استخدامه في التسوق أيضًا أو حتى التمارين الرياضية المعززة ومشاهدة المحتوى والمقاطع المصممة خصيصًا للميتافيرس.

كما يمكن للأطباء استخدامه لعرض المعلومات الطبية وصور العظام والأعضاء المختلفة بشكل واقعي أمامهم ليتمكنوا من التفاعل معها بسهولة.

يتوافر جهاز Proto M في أكثر من لون ليناسب مختلف الأذواق وتصميمات المنازل، كما أنه متاح في نموذجين أحدهما مصمم خصيصًا للشركات والآخر للاستخدام المنزلي.تجدر الإشارة إلى أن جهاز M لا يُعد أول إنتاج للشركة، إذ إنها قدمت في السابق جهازًا باسم Proto Epic يعمل على عرض الصور ومقاطع الفيديو باستخدام تقنية الهولوجرام أيضًا، ولكن الفارق الوحيد بينهما هو الحجم، إذ يأتي جهاز Epic لعرض الهولوجرام بالحجم الطبيعي والطول الطبيعي، لذلك تجد حجمه كبيرًا للغاية ولا يمكن وضعه في المنازل بسهولة مثل جهاز Proto M.

إنفوجراف جهاز M by Proto

تأسست الشركة في عام 2019 في مدينة نيويورك على يد المهندس ديفيد نوسباوم الذي يمتلك خبرة سابقة من عمله مع تقنيات الهولوجرام لعرض الحفلات وعروض الأزياء العملاقة في مختلف المدن حول العالم، وقد أطلقت الشركة جهاز Epic في أغسطس الماضي، وباعت مئات الوحدات منه حول العالم على ما تقول.

وبينما لم تكشف الشركة بعد عن التقنيات التي تستخدمها لعرض المقاطع والمحادثات بشكل ثلاثي الأبعاد، إلا أنها تعد بتطوير التجربة وإضافة المزيد من الاستخدامات إليها حتى تقترب من تجارب الخيال العلمي التي لطالما اعتدنا رؤيتها.

يمكنك طلب جهاز Proto M مسبقًا مقابل 2000 دولار، ولكن الشركة لم تعلن عن موعد توافر الأجهزة وتقديمها حول العالم، إذ ما زالت في المراحل النهائية من التجارب، وذلك بعكس جهاز Proto Epic الذي يمكنك الحصول عليه الآن واستخدامه مباشرةً.

ولم تعلن الشركة عن تفاصيل شبكتها الخاصة التي تطلق عليها اسم Proto Beam، ولكن من المتوقع أن تكون عالمًا افتراضيًا خاصًا بالشركة، ويعني ذلك أن استخداماتها قد تتطور لتصبح شبكة افتراضية تنافس عالم ميتا وفيسبوك.