لم تتمتع المركبة الفضائية ستارلاينر برحلة سلسة لكنها عادت إلى الأرض. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء الفائت أن مركبة بوينغ عادت إلى الأرض، لتنزل بالمظلة في ميناء وايت ساندز الفضائي في نيو مكسيكو بعد ست ساعات من انفصالها عن محطة الفضاء الدولية، منهية بذلك مهمة اختبارية غير مأهولة.

تأتي رحلة العودة بعد ثلاثة أشهر كاملة من وصول ستارلاينر إلى محطة الفضاء الدولية في يونيو، لكنها تركت وراءها رواد الفضاء الذين أوصلتهم إلى المحطة.

وبعدما تضررت سمعة بوينغ جراء مشكلات كثيرة واجهتها أخيرا مع طائراتها، تلقت شركة الطيران ضربة جديدة عند اكتشاف فشل في نظام الدفع النفاث وتسرب للهيليوم في الكبسولة عند إطلاق باكورة رحلاتها المأهولة.

ورغم محاولات الشركة المصنعة إقناع ناسا بسلامة المركبة، إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية فضلت إعادة بوتش ويلمور وسوني وليامز عبر مركبة مصنعة من شركة سبيس إكس المنافسة لـبوينغ، وكبسولة كرو دراغون التابعة لها. 

ولن يعود رائدا الفضاء قبل فبراير المقبل، ما يعني أن إقامتهما في محطة الفضاء الدولية ستزيد على ثمانية أشهر، فيما كان من المقرر في البداية أن تمتد ثمانية أيام فقط.

وقالت دانا ويغل، مديرة برنامج ناسا للمحطة الفضائية، للصحيفة إن ويليامز وويلمور تدربا على مهمة أطول، وأنهما يعرفان أصول أداء عمليات السير في الفضاء وتشغيل الذراع الآلية لمحطة الفضاء الدولية.

في ظل العمل لسنوات، أقلعت ستارلاينر أخيرًا إلى محطة الفضاء الدولية مع رواد فضاء في وقت سابق من هذا الصيف، لكن عندما اقتربت المركبة من المحطة الفضائية، واجهت مشاكل في نظام الدفع، حسبما أشارت صحيفة نيويورك تايمز. وقال مسؤولو ناسا إنهم ما زالوا غير متأكدين من سبب هذه المشكلات، لكنهم لا يتوقعون تكرارها عند عودة ستارلاينر.

وقال رئيس برنامج رحلات الفضاء المأهولة التجارية في وكالة ناسا ستيف ستيتش للصحافيين هذا الأسبوع إنه على الرغم من اليقين المعلن لدى شركة بوينغ بشأن توقعاتها، إلا أن وكالة الفضاء "لم تكن مرتاحة" للمضي قدمًا في مشروع ستارلاينر "بسبب الضبابية بشأن النموذج" المستخدم في المهمة.

ومن شأن رحلة العودة التي أنجزتها بوينغ من دون مشكلات، أن تساعد الشركة الأمريكية على توجيه رسائل طمأنة بشأن مركبتها والحصول على موافقات جديدة لتسيير مهام مأهولة.