ورغم ندرة التفاصيل الدقيقة حتى الآن، إلا أن التسريبات الأولية ترسم ملامح مشروع استثنائي. فقد نقلت أوتوكار عن مسؤول رفيع في مرسيدس - إيه إم جي قوله إن هذا النموذج "سيُعيد تعريف مفهوم الأداء الكهربائي من أساسه". 

ومن المتوقع أن يمثل هذا الطراز الرد الحاسم من العلامة على مشروع مرسيدس الاختباري EQXX، الذي ركز على تحقيق مدى قيادة كهربائي طويل بأعلى كفاءة ممكنة. 

أما الطراز الجديد الذي تحضره إيه إم جي، فسيركز على الجانب الآخر تمامًا ألا وهو تحقيق سرعة استثنائية وأداء غير مسبوق في التسارع والقدرة الحصانية، مع تركيز أقل على مدى القيادة.

وبحسب المصدر نفسه: "بينما كان الهدف من EQXX هو قطع أطول مسافة بشحنة واحدة، فإن هذه السيارة ستكون مكرسة لتحطيم الأرقام القياسية في السرعة والتسارع. 

ببساطة، نحن نتحدث عن أسرع سيارة إيه إم جي من حيث التسارع في تاريخ العلامة". وبالنظر إلى السمعة التي اكتسبتها العلامة على مدى العقود الماضية كونها مصنعًا لأقوى السيارات الرياضية، فإن مجرد التصريحات وحدها كفيل بإثارة حماس عشاق السرعة والأداء في مختلف أنحاء العالم.

ماذا عن الناحية التقنية؟

تشير التوقعات إلى أن هذه السيارة الجديدة ستعتمد على محرك كهربائي متطور بتقنية "Axial Flux"، والذي حدثته شركة يازا Yasa البريطانية المملوكة لمرسيدس. يُعرف هذا النوع من المحركات بكفاءته العالية في إنتاج القوة مقارنة بحجمه الصغير ووزنه الخفيف، ما يجعله مثاليًا للسيارات عالية الأداء التي تحتاج إلى قوة هائلة، مع الحفاظ على وزن خفيف وتوزيع مثالي. 

ومن المحتمل أيضًا أن تزود السيارة ببطارية من الجيل الجديد، وهنا ربما تعتمد على تقنية بطاريات الحالة الصلبة (Solid-State)، التي توفر كثافة طاقة أعلى، واستقرارًا حراريًا أفضل، وعمرًا أطول مقارنة بالبطاريات التقليدية.

أما التصميم الخارجي، فمن المنتظر أن يعكس روحًا مستقبلية جريئة، مع استلهام واضح من المفهوم التصوري لسيارة مرسيدس One-Eleven الذي ظهر في عام 2023. 

وقد لاقى هذا المفهوم حينها اهتمامًا واسعًا بسبب دمجه بين عناصر تصميم مستوحاة من تراث سيارات السباق مثل C111 وبين لمسات عصرية مستقبلية تعكس رؤية مرسيدس لعصر السيارات الكهربائية. لهذا، يمكننا أن نتوقع  أن يجمع التصميم المقبل بين الأصالة والابتكار، ليحافظ على هوية إيه إم جي التاريخية، مع تهيئتها لمتطلبات العصر الكهربائي.

فصل جديد في تاريخ الأداء الرياضي

مجرد التفكير في سيارة كهربائية خارقة تحمل شعار AMG يُعد حدثًا مثيرًا بحد ذاته، خصوصاً مع الأخذ في الحسبان أن آخر دخول للعلامة في هذا القطاع أسفر عن إطلاق واحدة من أعظم السيارات الخارقة في العصر الحديث، وهي Mercedes - AMG One. تلك السيارة، التي قُدّر سعرها بنحو 2.7 مليون دولار، جمعت بين تقنيات الفورمولا 1 والهندسة المتطورة لتقدم تجربة قيادة مدهشة على الطرق العادية. تعتمد AMG One على محرك V6 صغير بسعة 1.6 لتر مدعوم بنظام كهربائي، لتوليد قوة تفوق 1000 حصان. هذا المزيج الفريد يمكنها من الانطلاق من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة في أقل من ثلاث ثوانٍ، مع تحقيق سرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومترًا في الساعة.

ورغم المكانة الأسطورية التي حققتها AMG One، فإن إنتاجها اقتصر على عدد محدود جدًا. ومع هذا المفهوم الكهربائي الجديد، تأمل إيه إم جي في إنتاج سيارة كهربائية خارقة مخصصة للأسواق العالمية.

ما تفعله إيه إم جي اليوم هو أكثر من مجرد تلبية لمتطلبات التحول الكهربائي العالمي. إنها تعمل على كتابة فصل جديد بالكامل في تاريخ الأداء الرياضي، فصل يمزج بين الابتكار التقني والأداء الجامح الذي طالما عُرفت به سيارات العلامة. من خلال المزج بين أحدث تقنيات المحركات الكهربائية، وتصميم يخطف الأنظار، وقدرات أداء تنافس أفضل السيارات الخارقة، فإن إيه إم جي تستعد لتقديم أيقونة جديدة قد تعيد رسم حدود الأداء الكهربائي العالمي.