لم تبرح دار شوميه مكانها في ساحة فاندوم الباريسية منذ عام 1812، وهي منذ تلك الحقبة توظّف خبرتها العميقة وكل ما أوتيت من حرفية وقدرة على الإبداع لصياغة قطع جواهر مميّزة برّاقة، تزهو بالألماس والأحجار الكريمة التي تتركز على قواعد من الذهب لتعكس الأنوار من حولها، و تتماهى مع بريق العيون الناظرة إليها، وتوثّق المناسبات الجميلة واللحظات التي لا تُنسى.
لأكثر من قرنين من الزمن، اتّخذت الدار الطبيعة ومشاهدها الخلابة مصدرًا أساسيًا لتصميم جواهرها مستقية منها الأشكال والألوان بالتدرّجات الزاهية للأزهار أحيانًا، والبريق الذي يشبه انعكاس أشعة الشمس على المساحات الجليدية في أحيان أخرى. كما برز إبداع فنّاني شوميه من خلال مجموعة الجواهر الجديدة "ديفرلانت" Déferlante التي استطاعت تجسيد حركة الأمواج وتكسّرها على الشاطئ، كما تدل تسميتها، فرُسمت الخطوط التصميمية الرائعة للقطع الثماني التي تضمنتها المجموعة بالذهب الأبيض المشغول بإتقان تام، وفيض من أحجار الألماس البرّاقة.
أقراط أذن بالذهب الأبيض المرصع بالماس من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
تتميّز مجموعة "ديفرلانت" بخطوطها المتموّجة، المتعرّجة والمتداخلة، ومن خلال أساليب الترصيع المتنوّعة التي اعتمدتها الدار لتزيينها، والزوايا المحددة والأحجام المتنوّعة للقطع وللأحجار، استطاعت تصوير حركة المياه بأجمل أشكالها، تمامًا كما سبق لها وصوّرت حركة انحناء سنابل القمح بسبب الرياح في مجموعة "لو بليه دو شوميه" Le Blé de Chaumet، أو حركة النجوم في السماء، ورفرفة أجنحة الطيور في مجموعة "ليه سييل دو شوميه" Les Ciels de Chaumet. مرّة أخرى، تمعن الدار النظر في أسرار الطبيعة وحركتها، وتجسّدها بأسلوبها الأنيق في قطع خلابة من الجواهر الفخمة.
أقراط أذن بالذهب الأبيض مرصعة بحجرين من الماس زنة 3.2 قيراطًا من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
التاج على رأس مجموعة Déferlante de Chaumet
هذه المرة أيضًا لم يغب التاج عن الإصدارات الجديدة التي تحمل توقيع شوميه، التاج الذي هو أحد رموز الدار الأساسية كونها بدأت بصياغة التيجان منذ نشأتها وافتتحت مسيرتها بالتاج الذي صنعه مؤسسها نيتو في عام 1812 للإمبراطورة جوزفين. وما زالت الدار حتى اليوم تصمّم تيجانًا لسيدات القرن الحادي والعشرين.
تاج بالذهب الأبيض من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه مرصّع بما مجموعه 4.81 قيراطًا من الماس
فمن رسم قديم لنافورة تطلق المياه في الجو، استوحت الدار خطوط التاج الألماسي ضمن مجموعة "ديفرلانت" وصاغت هذه القطعة من الذهب الأبيض المشغول بأسلوب لا يتقنه إلا قليلون. فالخطوط المتداخلة التي يتألف منها التصميم المفرّغ الرائع، رُصّعت بما يزيد على 1,600 حجر من الألماس اللامع بأشكال قطع وأحجام متنوّعة لتصوير حركة المياه وقوة تدفّقها وتكسّرها على الشاطئ.
تاج ماسي بالذهب الأبيض من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه مرصّع بما مجموعه 4.81 قيراطًا من الماس
الأمواج تنساب على العنق بأناقة
تطغى حركة المياه أيضًا على العقد المؤلف من ثلاثة خطوط متوازية ومجدولة من الألماس من مجموعة Déferlante de Chaumet، تلقي بأنوارها على العنق بانسيابية يعز نظيرها، فتضيء حبّات الألماس العقد على طول خطوطه وتموّجاته، وتنثر البريق من حوله، لتذكرنا بقطرات المياه المتطايرة من موجة تتكسّر على الشاطئ.
عقد ماسي بالذهب الأبيض من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه مرصّع بما مجموعه 5.48 قيراطًا من الماس
وفي وسط هذا الوابل من الأحجار والبريق، برزت ألماسة إجاصية القطع زنتها 3.57 قيراط تتمتع بقدر عالٍ من النقاوة والشفافية. وقد اختارت الدار الألماس الإجاصي القطع كأحد رموزها الدائمة، لأنه كان المفضّل للملكة جوزفين، يذكرها بقطرات الندى المتلألئة على بتلات الأزهار في حديقتها في الصباح الباكر.
بروش بالذهب الأبيض مرصّع بالماس زنة 1.57 قيراطًا من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
ألق برّاق في الخواتم والأقراط
وضعت دار شوميه حجرًا ألماسيًا آخر لا يقل تميّزًا وبريقًا ونقاوة، زنته 6.05 قيراط، على خاتم عشوائي التصميم، خطوطه غير المتماثلة تتداخل بفن لترسم مشهد المياه المتطايرة من الأمواج المتكسّرة على رمال شاطئ المحيط أو صخوره الجوفاء.
خاتم بالذهب الأبيض المرصع بالماس من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
أما الأقراط التي تضمّنتها مجموعة Déferlante de Chaumet، فهي تجسّد بدورها حركة الأمواج والمياه، وتشارك في لعبة الأضواء ونثر القطرات. وقد رُصّعت بأحجار الألماس المختلفة القياسات والقطع، فاجتمعت الألماسات المستديرة مع تلك المربعة والمستطيلة على قاعدة من الذهب الأبيض المؤلفة من حلقات متداخلة تتدلى بكامل بريقها من الأذن فتبدو أنيقة تزيد جمالًا على إطلالة المرأة العصرية التي تتزيّن بها.
خاتم ماسي بالذهب الأبيض من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه تتوسّطه ماسة زنتها 6.05 قيراطًا
سبع أمواج تعتلي المشبك الألماسي
وتتابع الدار سكب مياهها الألماسية المتدفّقة على المشبك (البروش) الرائع الذي يرسم سبع أمواج تتسابق لتنثر بريقها على الشاطئ، أو على رداء فاخر ترتديه امرأة أنيقة عاشقة للفخامة، في مناسبة خاصة جدًا حيث تلفت الأنظار وتجذب القلوب. أما طرق الترصيع المعتمدة في هذا البروش، فليست سهلة أو تقليدي: عمل الصائغ ببراعة على تركيز الأحجار المختلفة الأحجام والقطع بطريقة جعلت كل ألماسة تبرز وحدها بين مجموعة الأحجار، وتسهم بطريقتها الخاصة في تعزيز البريق ونشر الأنوار من حولها.4
الوقت الألماسي بلغة شوميه السرّية
عمدت شوميه أيضًا إلى سكب بريق ألماساتها البرّاقة على ساعة سرّية أتت ضمن مجموعة "ديفرلانت" الجديدة، فأشرقت هذه الساعة ببريق الأمواج الألماسية االتي تخبّئ خلفها وجه الساعة الجميل المصوغ من الذهب الأسود المنحوت يدويًا. صيغت علبة الساعة من الذهب الأبيض المرصع بالألماس بقطع مستدير ومربّع ومستطيل، وهي تعمل بوساطة حركة أوتوماتيكية ذاتية التعبئة، وتنتهي بحزام من الجلد الرمادي الفاتح مع مشبك من الذهب الأبيض المرصّع بالألماس.
ساعة سرية مرصّعة بالماس من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
تمتد علاقة شوميه بالشلالات والأمواج وحركة المياه إلى بدايات القرن العشرين، حين قام جوزيف شوميه بعرض قطعة فاخرة للزينة، أتت على شكل مجسّم شلال، في المعرض العالمي الباريسي عام 1900. وقد دفعت الروعة التي تميّز بها هذا المجسّم وقتئذٍ بالناقد الفني روجيه ماركس للكتابة عن هذه القطعة الفنية، واصفًا إياها بقطعة الجواهر الأضخم، والأكثر جمالًا وسحرًا بين كل قطع الجواهر الراقية التي عُرضت في ذلك الحدث.
من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه ساعة سرية مرصّعة بالماس
وأشار ماركس إلى أن هذه القطعة لم تستمد قيمتها فقط من عدد الألماسات التي تزيّنها، بل أيضًا من حجم تلك الأحجار والتنوّع في تقطيعها، وطرق الترصيع التي استطاعت من خلالها رسم المشهد الطبيعي لمياه الشلال المتألقة اللامعة تحت أشعة الشمس.
خاتم ماسي بالذهب الأبيض من مجموعة ديفرلنت لدار شوميه
واليوم، بعد 122 عامًا، تلعب دار شوميه مجددًا على الوتر نفسه، وتعاود تجسيد حركة المياه التي لا تهدأ، لتثير من جديد الدهشة والإعجاب منذ النظرة الأولى، حين تلتقي عيناك بإحدى قطع مجموعة Déferlante de Chaumet الفخمة الجديدة.