في أغلب الأحيان، يُنظر إلى النخبة المختارة من أولئك الذين يسيطرون على مجالات عملهم إما من حيث كونهم نجومًا صاعدين يُحتفى بهم أو مخضرمين يُكرّمون على الإنجازات التي حققوها على مدار حياتهم.
ولكن ماتي ريماك، البالغ من العمر 34 عامًا، والذي يهز قواعد المألوف في قطاع السيارات، يستحق أن ينتمي إلى كلا الفئتين. في عام 2009، وبعد مرور نحو خمس سنوات على التقدير الكبير الذي حظي به مشروعه التقني "iGlove" في المدرسة الثانوية، أسس الكرواتي العبقري شركته الخاصة للسيارات الكهربائية.
ولم يمضِ وقت طويل حتى شرعت شركة ريماك أوتوموبيلي في تزويد صنّاع السيارات عالية الأداء - مثل بورشه وأستون مارتن وكوينيغسيغ - بمجموعات حركة بديلة. الآن، أصبح تسليم سيارة نيفيرا التي تبلغ قوتها 1,914 حصانًا، والتي تعد خيارنا لأفضل سيارة خارقة لهذا العام، حدثًا وشيكًا.
الجدير بالذكر هو أن الخلفية التي قدم منها ريماك مثيرة للإعجاب بقدر المسار الصّاعد لإنجازاته. في أغسطس الماضي، وخلال أسبوع مونتيري للسيارات الذي نظم بشمال كاليفورنيا، قال ريماك في تصريح لمجلة Robb Report: "لقد ولدت في البوسنة، أفقر دولة في أوروبا، وأنا من أفقر جزء فيها - حيث لا سيارات ولا طرقات"، مضيفًا أن عائلته انتقلت إلى ألمانيا عندما اندلعت الحرب بعد عامين من ولادته.
ولا عجب أن يكون سبب نجاحه في عالم السيارات الكهربائية احتراق محرك سيارته على نحو غير مُبرّر. وفي هذا قال ريماك: "عندما كان عمري 18 عامًا، اشتريت سيارة بي إم دبليو من طراز BMW 3 Series من عام 1984، وأردت أن أتسابق بها. لكن المحرك انفجر ولذلك قررت تحويلها إلى سيارة كهربائية.
كنت من محبي السيارات وأدرس الإلكترونيات في المدرسة وأقرأ عن نيكولا تسلا، وهكذا اتسقت المعطيات كلها".
لكن المصادفة تقف عند هذا الحد عندما يتعلق الأمر بنجاحات هذا المهندس ورائد الأعمال، إذ إن رؤيته وقدرته على الإنجاز وضعتاه في موقع قيادة حصري للغاية. ومع امتلاك بورشه حاليًا حصة 24% في شركة ريماك أوتوموبيلي، سارعت مجموعة فولكس فاغن إلى تعيين ريماك رئيسًا لشركة بوغاتي، صانع السيارات الأسطورية المتفوقة الأداء والأكثر رفاهية، حتى إنها غيرت اسم العلامة إلى بوغاتي ريماك، في خطوة تؤكد سعيها للتوقف عن استخدام المحركات التقليدية.
قال ريماك: "إنها مسؤولية ضخمة ولكنها أيضًا فرصة عظيمة"، وشبّه العلامة الجديدة بورقة بيضاء يدعمها، بالرغم من ذلك، تاريخ يمتد عبر 113 عامًا. وختم بقوله: "إن نهجنا المتمايز وتراث بوغاتي العريق يجعلاني أتحمس كثيرًا لما سينتج عن الجمع بينهما".
المحررين:
فيجو ماثيو ، وروبرت روس ، ومايكل هارلي، وبيتر جاكسون ، وبن أوليفر، وتيم بيت ، وباسم واصف .