فيما يتطلع قطاع السفر إلى المستقبل، ويبدو أكثر حرصًا من القطاعات الأخرى على نسيان الماضي القريب، سيعتمد على مقاربات فكرية حديثة ومواهب تهز قواعد المألوف للدفع به قدمًا.
ويساعد اليوم كل من لوكا فرانكو، وبهزاد لاري، وبايرون توماس على رسم هذا المسار واضعين نصب أعينهم الحد قدر الإمكان من التأثير البيئي وتعزيز التأثير على المجتمعات المحلية إلى أقصى حد ممكن.
يمتعض فرانكو، مؤسس شركة Luxury Frontiers ورئيسها التنفيذي، من مصطلح Glamping (التخييم الفاخر)، مؤثرًا وصف المخيمات التي تطوّرها شركته، والهادفة إلى إعادة ابتكار تجربة السفاري الإفريقية في العالم، من حيث كونها "ملاذات اختبارية".
تشمل مشاريع فرانكو مخيم نايارا Nayara Tented Camp في كوستا ريكا، ومخيم ساريكا Camp Sarika من علامة أمانجيري الفندقية في يوتاه، ومخيم Naviva المتوقع افتتاحه قريبًا والذي سيشغل موقعًا في منتجع فورسيزونز بونتا ميتا في المكسيك.
وتستخدم الشركة في هذه المشاريع مواد من مصادر محلية، كما تستعين بشركاء محليين، وتبتكر تصاميم تتماهى مع المناظر الطبيعية المحيطة. صُممت خيم نافيفا مثلاً لتبدو مثل فراشات تطير فوق ظلة الأشجار في الأدغال.
وفي هذا يقول فرانكو: "إن القوة المحفزة لشركتي هي استحداث روابط مع الطبيعة والمجتمع والثقافة المحلية".
Illustration By Paola Wiciak
تُعد فهود الثلج من أبرز الحيوانات التي يصعب رصدها في البراري، لكنك ستشاهد حتمًا واحدًا منها إذا ما سافرت مع Voygr، الشركة التي أسسها لاري، المتخصصة في تنظيم رحلات السفر في آسيا الوسطى، والتي يبلغ معدل نجاحها فيما يتعلق بهذه المشاهدة 100%. فالتزام الشركة تجاه السنوريات لا يتعلق بالتقاط الصور العابرة فحسب.
بل إن غايتها هي أن تثبت للسكان المحليين، الذين غالبًا ما يقتلون فهود الثلج التي تهاجم قطعانهم، أن هذه الحيوانات قد توفّر "قيمة" إذ تسهم في استحداث وظائف في قطاع السياحة إلى جانب العائد المالي. تدير الشركة مخيّمات متنقلة لا تتسبب بأي ضرر للأرض ولكنها تخلف تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا على المجتمعات البشرية في محيطها.
يقول لاري: "عندما تبني نموذج أعمال سياحيًا في بقعة نائية موظفًا السكان المحليين ومبديًا حرصًا على تحقيق منافع واضحة على مستوى حماية البيئة، فإنك تحقق إنجازًا مبهرًا".
عندما أُطلقت شركة السفر نيارا Niarra، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، في عام 2020 المضطرب، كانت تسعى دومًا إلى إعطاء الأولوية للهدف.
Illustration By Paola Wiciak
فعلى غير ما هو عليه حال شركات التشغيل الأخرى في مجال السفر، والتي تتقاضى عمولة على الحجوزات بنسبة 20% على الأقل، التزمت نيارا بعمولة تقتصر على 10% مصرّحة أن الغاية من ذلك المساعدة على تمويل مشاريع حماية البراري والمجتمعات المحلية فيها.
يقول توماس، الذي ترعرع في جنوب إفريقيا وجعل من القارة محور تركيز خاص للمرحلة الأولى من شركته: "يساعدنا ذلك على توفير عائدات إضافية للوجهات التي تحتاج بشدة إلى هذا التمويل، وعلى الاهتمام بالأماكن المتدهورة باستمرار والتي نحب زيارتها".
ضمنت هذه المقاربة لتوماس الفوز بدعم مجموعة Oppenheimer Generations (أجيال أوبنهايمر) التي تركّز على الاستدامة، والتي تنضوي تحت مظلتها شركات استثمارية تديرها شركة أوبنهايمر العملاقة في قطاع الألماس.
ويأمل توماس أن يلهم شركات أخرى لتحذو حذوه، قائلاً إن اقتطاع ما نسبته 5% فقط من العمولة قد يوفّر تمويلاً مهمًا يُضخ لدعم الحياة اليومية في الوجهات القصية التي تسلط رحلاته الفاخرة الضوء عليها.
المحررين:
مارك إيلوود، وساندرا راماني، وماري هولاند، وجين مورفي، ونِك سكوت، وأندرو سيسّا، وجيمايما سيسونز.