أصبح التحول إلى المحركات الكهربائية والطاقة المستدامة الصيحة الأهم في قطاع النقل خلال الأعوام الماضية، ومن رحم هذه الصيحة ولد العديد من المركبات التي سخرت الطاقة الكهربائية لأسباب متنوعة، سواءً لاستعراض قوتها الرياضية الهادرة أو لتقديم تجربة أكثر رفاهية وهدوءًا من محركات الاحتراق الداخلي. وقد انطبق هذا على مختلف وسائل النقل، بدءًا من سيارات التجوال الفاخر والمركبات الرياضية الخارقة حتى الدراجات واليخوت.
في المقابل، ظل قطاع الطيران حتى وقت غير بعيد عصيًا على التحوّل الكهربائي، إذ لم نر انتشارًا مماثلاً لصيحة الطاقة المستدامة في الطائرات الخاصة وطائرات النقل التجاري.
بل إن الطرز التي تبنت هذا التوجّه لم ترتق في استخداماتها لتنافس الطائرات الكبيرة المجهّزة بمحركات الاحتراق الداخلي. ولكن الزخم إلى تحقيق هذا الحلم لم ينقطع مع توجّه عدد من الشركات إلى ابتكار مفاهيم طائرات تعمل بمنظومة دفع هجينة.
هذا ما هو عليه حال الشركة السويدية Heart Aerospace التي طوّرت طائرات تجمع منظومتها الهجينة بين بطاريات أيونات الليثيوم التي ألفناها في السيارات والدراجات الكهربائية وبين وقود الطيران المستدام، ما يعني أنها ستتسبب في نسبة أقل من الانبعاثات مقارنة بما عليه حال الطائرات التقليدية، كما أن كلفة تشغيلها ستكون أدنى.
الطائرة الهجينة ES-30.. جاهزة للتحليق في 2028
أعلنت الشركة عن طائرة ES-30 بدايةً في عام 2022، واستمرت في تطويرها حتى أتمت عددًا كبيرًا من الاختبارات. وعلى ما أفادت الشركة أخيرًا، فإن ES-30 ستكون جاهزة للتحليق في عام 2028.
تستطيع طائرة ES-30 تحقيق مدى يبلغ 124 ميلاً بالاعتماد على أربعة محركات كهربائية، مقابل 249 ميلاً تحققها في "الوضع الهجين" بمساعدة مولّدين خارقين.
يبدأ النظام الهجين الاحتياطي بالعمل عند الحاجة إلى قدر أكبر من الطاقة لقطع مسافات أطول، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطائرة ستكون أكثر هدوءًا من نظيراتها التي تعمل بالوقود التقليدي، وستكون قادرة على الإقلاع من مدارج بطول 3,609 أقدام.
فضلاً عن ذلك، توفر الطائرة مختلف وسائل الراحة التقليدية في مقصورتها الفسيحة التي تسع 30 راكبًا. وفي حال انخفض عدد الركاب إلى 25 مسافرًا، فإن مدى الطائرة يزداد إلى 497 ميلاً.
تسعى الشركة في الوقت الحالي للبدء في اختبار منظومة الطيران الكهربائية المتكاملة بحلول عام 2025 لتصبح جاهزة للحصول على التراخيص اللازمة بحلول عام 2028. ورغم هذا الجدول المزدحم، إلا أن الشركة تمشي بخطى واثقة إلى تحقيقه وذلك بفضل الدعم المالي الكبير الذي تحظى به، إذ تمكنت من جمع 145 مليون دولار من شركات طيران مهتمة بالمشروع، كما ضمنت 250 طلبًا على طائرة ES-30، إلى جانب حقوق الشراء لمجموعة من 120 نموذجًا آخر ورسائل اهتمام بشراء 191 نموذجًا إضافيًا.