تتوفر العديد من الكتب التي تفرد صفحاتها للحديث عن أبرز دور الساعات الفاخرة. بل إن ثمة كتبًا تضيء أيضًا على هواة الجمع الذين يتباهون بطرز قلّ نظيرها.
ولكن من النادر أن يجد المرء كتابًا يخصّ بالذكر جامعي الساعات في الشرق الأوسط، لا سيما كتابًا باللغة العربية. بفضل التعاون بين حسّان الأخرس، مؤسس نادي Arab Watch Club، وكاتيا الجندي، مؤسسة صفحة Katsbling، خرج كتاب "حكايات الإبداع ترويها دقات الزمن" إلى النور، ليكون بهذا من المؤلفات العربية القليلة التي تسبر عمق ثقافة الجمع في المنطقة وتضع هواة جمع الساعات في الشرق الأوسط على الخارطة العالمية.
وفي هذا يقول الأخرس في افتتاحية الكتاب: "لطالما تميّزت منطقة الشرق الأوسط بتاريخها الغني وتقديرها للمهارة الحرفية، وهي اليوم موطنٌ للعديد من هواة جمع الساعات الذين نجحوا في اقتناء مجموعات استثنائية. وخلال مسيرتي التي امتدت لعشر سنوات منذ تأسيس منصتي الخاصة، حظيت بشرف مقابلة العديد من هؤلاء".
كتاب "حكايات الإبداع ترويها دقات الزمن"
Gustavo Kuri
يسلط الكتاب الضوء على القيمة التي تحظى بها ساعات نادرة تحمل توقيع دور رائدة في هذه الصناعة.
يغوص الكتاب في ثنايا 36 مجموعة متفردة تعود إلى بعض أبرز هواة الجمع في المنطقة، ويتعمق في عالم الساعات الفاخرة من منظور كل واحد منهم، مع استعراض ما يمتلكونه من ساعات نادرة تحمل توقيع دور رائدة، من باتيك فيليب وأوديمار بيغيه وفاشرون كونستانتين إلى بولغري وكارتييه وبوفيه وريتشارد ميل وغيرها.
يتطرّق هذا الكتاب أيضًا إلى القيمة التي تحظى بها الساعات المتفرّدة، الأمر الذي يُبيّن أن الجمع نشاط لا يتوقف على الاقتناء فحسب، بل يحمل دلالات شخصية ترافق هواة الجمع كلما طالعوا معاصمهم، لدرجة أن الأمر قد يبلغ حد توريث هذه الساعات إلى الأجيال اللاحقة.
جدير بالذكر أيضًا أن الكتاب "يحتفي بتفاني السيدات من هواة جمع الساعات في شغفهن هذا، ويسلط الضوء على تأثيرهن المتزايد في هذا المجال" على ما تقول كاتيا الجندي.
استغرق العمل على كتاب "حكايات الإبداع ترويها دقات الزمن" أكثر من عام كامل، وهو غير متاح للبيع، بل هو هدية يتلقاها نخبة هواة جمع الساعات الفاخرة في الشرق الأوسط.