تضم المتاحف الألمانية 40 ألف قطعة أثرية مسروقة من الكاميرون - أكثر من أي مجموعة متاحف أخرى في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المجموعات الحكومية في عاصمة الكاميرون ياوندي - وفقًا لدراسة جديدة أعدها الباحثان بينيديكت سافوي وألبرت جوافو من جامعة تكنيش في برلين وجامعة ديسجانج في الكاميرون.
أجريت الدراسة، التي تحمل عنوان أطلس دير أبو سنهاي، أو أطلس الغياب Atlas of Absence، على مدار عامين من قبل باحثين من ألمانيا والكاميرون وبدعم من القيمين على المعارض في 45 متحفًا ألمانيًا.
العدد الهائل من القطع التراثية الكاميرونية في المتاحف الألمانية يمثل رقمًا مذهلاً مقارنة بحوالي 6 آلاف قطعة في حوزة المتاحف الكاميرونية، ومعظمها مخزنة. وقد استبعدت الدراسة العناصر الموجودة في المجموعات الخاصة، ومتاحف التاريخ الطبيعي، والاكتشافات الأثرية في متاحف ما قبل التاريخ.
يُذكر أن ألمانيا احتلت الكاميرون من عام 1884 إلى عام 1920، سعيًا لتوسيع طرق التجارة، وفرضت نفوذها من خلال وسائل عنيفة. وتميزت هذه الفترة "بالحملات العقابية" الوحشية التي قامت خلالها قوات الاحتلال بنهب القرى والمزارع لتأمين الموارد الطبيعية الغنية للبلاد، وتدمير ونهب التراث الثقافي. وفقدت ألمانيا السيطرة على المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك انقسمت بين البريطانيين والفرنسيين حتى أوائل الستينيات.
أكد مسؤولو السفارة الكاميرونية، الذين تحدثوا في أثناء تقديم الدراسة في برلين، عزمهم على استعادة القطع الموجودة في المتاحف الألمانية. وقالت ماريز نسانغو نجيكام، المستشارة الثقافية لسفارة الكاميرون في ألمانيا: إن "ألمانيا ممتلئة بالآثار، والكاميرون فارغة منها. يجب أن نعيد هذه الأشياء، نحتاج إلى آثارنا لبناء المستقبل".
وأضافت نجيكام أن لجنة التعويض بدأت في الاجتماع مع مديري المتاحف في ألمانيا، على الرغم من أنها عملية استعادة الآثار ستكون طويلة على الأرجح، موضحة أن "مواجهة الأعمال الوحشية تتطلب المزيد من العمل السياسي والنفسي".
تشمل القطع الأثرية المدرجة في الدراسة أقنعة ومنسوجات ومخطوطات وعروشًا ملكية وآلات موسيقية. وعلى سبيل المثال ثمة كرسي مطرز بالخرز مأخوذ من باجام بوصفه تذكار حرب، وهو موجود الآن في متحف ليندن في شتوتغارت، وثمة قطعة أخرى نُهبت خلال رحلة استكشافية عقابية، وهي طبلة خشبية منحوتة، محفوظة في المتحف الإثنولوجي في برلين.