تتجه كبرى شركات تصنيع الطائرات حول العالم عادة إلى تصميم طائرات كبيرة ذات تقنيات عالية لزيادة قدرتها التنافسية، ولكن شركة تصنيع الطائرات الأسترالية "آمفيبيان أيروسبيس إنداستريز" Amphibian Aerospace Industries وجدت فرصة مميزة، وهي تطوير طائرات غرومان المائية "جي – 111 ألباتروس" التي توقف إنتاجها عام 1961، وإعادتها إلى السماء مجددًا.
تُعد "ألباتروس جي – 111" Albatross G-111 التي بدأ تصنيعها في 1947 في مصانع غرومان الأميركية النسخة المدنية من الطائرة المائية العسكرية "اتش يو – 6" التي جرى تصنيع 460 نسخة منها للقوات الجوية والبحرية الأميركية وخفر السواحل، وجيوش أخرى مثل سلاح الجو الكندي والبحرية الألمانية.
توقفت النسخة الحربية من الطائرة عن العمل في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، وبيع البعض لشركات تجارية طورتها حتى ظهرت لنا "ألباتروس جي – 111" التي استُخدمت لأغراض البحث والإنقاذ حتى توقف معظمها في عام 1995.
تتمتع طائرة "جي – 111" بموقع فريد في سوق الطائرات المائية، وذلك لكونها معتمدة من إدارة الطيران الفيدرالية ويمكنها حمل حتى 28 شخصًا، فيما أقرب الطُرز الأخرى لا يمكنها حمل أكثر من 19 شخصًا، ومعظمها غير معتمد من إدارة الطيران الفيدرالية.
Amphibian Aerospace Industries
أوضح رئيس مجلس إدارة شركة آمفيبيان، خوا هوانغ، عقب استلام نسخة من الطائرة في مطار داروين الأسترالي أواخر العام الفائت أن فريق الشركة يعمل على عدد من الخطط لتطوير الطائرة، أبرزها تصميم طائرة عديمة الانبعاثات ونموذج أطول يتسع لنحو 44 مقعدًا. وقد بررت الشركة إعادة تصميم الطائرة لكونها أقوى من النسخ التي لا تزال تُصنع حتى الآن، إذ تتميز بأنها قارب طائر وليس مجرد طائرة يمكنها الحط على البحر أو الأرض، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على تحمل الأمواج العالية وغيرها من الظروف المائية القاسية.
سيجري بناء النسخة الجديدة "جي – 111 تي" G-111T من الألف إلى الياء في مركز البحث والتطوير التابع لشركة آمفيبيان في مطار داروين، ومن المتوقع أن تتضمن إلكترونيات طيران رقمية عالية التقنية تساعد في وظائف البحث والإنقاذ، إلى جانب محركات توربينية من شركة "برات آند ويتني". ولكن الرئيس التنفيذي للشركة، دان ويبستر، أكد ضرورة الاحتفاظ بصلابة التصميم الأصلي ومتانته، ما يعني الحفاظ على هيكل الطائرة المصنوع من الألمنيوم وعدم استخدام المركبات الحديثة.