افتُتنت ألكسندرا لويلين Alexandra Llewellyn بلعبة طاولة الزهر في سن التاسعة خلال رحلة إلى القاهرة مع جدها. وفي وقت لاحق من حياتها، وبعد إتمامها دراسة الفنون التشكيلية، امتهنت صناعة هذه اللعبة وسواها من الألعاب الكلاسيكية، فصممت منذ إنشاء شركتها في عام 2010 أكثر من 400 لعبة متفردة.
حاليًا، تقدّر لويلين أن نحو 70% من سائر أعمال شركتها مصدره الطلبات المخصصة، والتي تقول إنها تطلق العنان لملكتها الإبداعية. فضلاً عن ذلك، تقدم لويلين من خلال متجرها الإلكتروني مجموعة من الألعاب المختلفة التي تتمايز بجماليات راقية تعزز القيمة الترفيهية المنسوبة إليها.
تقول لويلين: "شرعت في صناعة ألواح لعبة طاولة الزهر لأنها أقدم لعبة طاولة مسجلة في التاريخ". وتتابع: "تروقني فكرة التلاعب بهيئة الطاولة، لكن ما يروقني أكثر هو أنني أستطيع استخدام العديد من المواد في تصميمها".
بتكليف من "ذي فولت" The Vault، وجهة التسوق الفاخر التابعة لمجلة Robb Report، صممت الشركة أخيرًا لعبة تجمع بين طاولة الزهر والداما والشطرنج لطرحها في إصدار محدود قابل للتخصيص ويتمايز بمسحة نَجمية.
وفي هذا تقول لويلين: "إن ممارسة هذه الألعاب ترتبط في ذهني بساعات الليل المتأخرة، لذلك جاءت هذه المسحة السماوية مناسبة تمامًا". وتتابع: "ينبثق هذا التصميم من السماوات والنجوم، ومن صميم الشعور بالكون الشاسع".
تشتهر ابتكارات لويلين بتوظيف تقنية التطعيم بالخشب، وهي تقنية تستدعي تركيب القطع الخشبية المقطوعة مثل أحجية. في هذه اللعبة، صيغت السُحب الخفيفة والنجوم اللامعة من الأخشاب والمعادن الثمينة، ثم ضُم بعضها إلى بعض يدويًا. أما النرد، فقد اشتمل على شظية نيزكية من المريخ.
تقول لويلين: "تختلف طريقة انعكاس الضوء على عناصر هذه الطاولة، والسبب في ذلك يرجع إلى أن تصميمها يستحضر نور القمر المنساب على السُحب في الليالي المتلألئة بالنجوم، بصرف النظر عن المكان الذي يتبارى فيه اللاعبون".
تستعين لويلين بالعديد من المحترفات البريطانية لصناعة ألعابها اللوحية هذه، بما في ذلك صانعو الخزائن وخبراء الجلود وحرفيو الصقل.
تقتصر مجموعة Celestial Backgammon, Chess & Draughts Set على 10 نماذج فقط، ويستغرق إنتاج كل نموذج نحو أربعة أشهر. أما سعرها فيبلغ 30,000 دولار.
في معرض الحديث عن تخصصها في صناعة الألعاب، تقول لويلين: "إن المغزى من عملي هو جمع الناس للاستمتاع بأوقاتهم وتكوين الذكريات".
تنسيق المواد
تَجمع لويلين المواد اللازمة لتصميم اللعبة قبل مباشرة العمل عليها. لصناعة قطع طاولة الزهر الثلاثين، انْتقت اللازورد وعرق اللؤلؤ، وتعاونت مع مورّدين إسكتلنديين لتحصيل الجلد الملائم لكساء لوح اللعبة.
وفي هذا تقول: "كانت البداية من المواد لأن المفهوم التصميمي للعبة يدور حول السماء الليلية. لذلك كان انتقاء المواد اللامعة المتناغمة بعضها مع بعض ضروريًا لمحاكاة لمعان النجوم".
The Vault \ Alexandra Llewellyn
التطعيم بالخشب
في محترف التطعيم بالخشب، يقطع الحرفيون خشب الجمّيز المصبوغ بالأزرق إلى قطع صغيرة. في الوقت نفسه، يعكف حرفيون آخرون على صياغة مئات النجوم الدقيقة من عرق اللؤلؤ وقواقع أذن البحر والنحاس والفضة لدمجها في الخشب.
وتقول لويلين: "يكمن جمال تقنية التطعيم بالخشب في هذه القطعة في الطريقة التي ينعكس بها الضياء على مختلف العناصر".
The Vault \ Alexandra Llewellyn
لصق وتثبيت بالضغط
بعدها، تُوزع مِحدلة المادة اللاصقة بالتساوي على لوح خشبي صلب، لتثبيت القطع الخشبية المطعّمة. تُجمع القطع فوق اللوح كأنها أحجية عملاقة، ثم يُطبّق عليها ضغط يساوي 70 رطلاً لكل بوصة مربعة على حرارة تبلغ 40 درجة مئوية لمدة ثلاثين دقيقة.
The Vault \ Alexandra Llewellyn
كسوة جلدية
بعد أخذ المقاسات، يُقطع جلد العجل إلى شرائح رقيقة لتبطين الأدراج القابلة للفصل والتي تُحفط قطع اللعبة بداخلها.
عندئذ، يركّب صانع الخزائن الألواح المضغوطة المطعّمة بالخشب لإنشاء الصندوق المشتمل على حجرتين سرّيتين أضافتهما لويلين على سبيل التسلية، ثم يستخدم ورق الصقل لتنعيم الحواف.
The Vault \ Alexandra Llewellyn
عمل مصقول
يأتي الدور بعد ذلك على الصقل، إذ يعمد الحرفي المسؤول عن هذه العملية إلى صقل القطع بمادة اللك لإظهار ألوانها.
وفي هذا تقول لويلين: "لقد جرّبنا أنواعًا مختلفة من اللك بهدف إبراز التشطيبات الحبيبية للخشب وتعزيزها بطبقة لامعة تُبيّن في الوقت نفسه جمال شجرة الجمّيز الزرقاء وبريق النجوم".
The Vault \ Alexandra Llewellyn
تناغم لوني
في ما يخص قطع الشطرنج، تواصلت لويلين مع شركة "هاوس أوف ستونتون" ومِنها وفّرت قطعًا ثقيلة يفوق وزن الواحدة منها 100 غرام.
ولتحقيق التناغم بين القطع والرقعة، عمد الحرفيون إلى صقلها بطلاء اللك الأزرق اللازوردي وطلاء اللك العاجي الكريمي.
أما قطع طاولة الزهر المستعملة أيضًا في لعبة الداما، فإنها مطلية بطبقة معدنية ذهبية ومعززة بقاعدة جلدية تحمي الأسطح المطعّمة بالخشب من الخدوش.
The Vault \ Alexandra Llewellyn
نرد نيزكي
لصناعة النرد، يجري تغليف الشظية النيزكية المريخية التي اقتنتها لويلين من تاجر ذائع الصيت بمادة الراتنج.
وفي هذا تقول لويلين: "سبق لي أن صممت قطع نرد تفيض بالألوان، بيد أن المسحة الكونية الغالبة على اللعبة أمْلت استخدام هذه الشظية النيزكية القادمة من المريخ، وهذا في نظري أمر بالغ الروعة".
The Vault \ Alexandra Llewellyn
قابلة للتخصيص
قبل شحن اللعبة إلى مالكها، تُوضّب عناصرها في غرفة التكوين التابعة لاستوديو لويلين في لندن.
The Vault \ Alexandra Llewellyn
وفي هذا تقول: "بإمكان الزبائن تكليفنا بتصميم لعبة تناسب ذائقة أي شخص، سواء اقتضى هذا استبدال الألوان أو تطعيم لوحة اللعبة بكوكبات نجمية تتوافق مع برجه". وتضيف: "هنا تتبيّن طبيعة عملنا".