كانت المرة الأولى التي يتسلم فيها أحد الزبائن طائرة Sikorsky S-76 في عام 1977، ومع ذلك فإنها تظل سيدة الطائرات المروحية الخاصة برجال الأعمال. كانت هذه الطائرة أول طراز تطوّره سيكورسكي للسوق المدنية، إذ استلهمت تكوينها الميكانيكي من شقيقتها العسكرية UH-60 Black Hawk. وأصبحت هذه الطائرة وسيلة النقل المعتمدة لرؤساء 10 دول، كما أن أكثر من 178 نموذجًا منها في ملكية العديد من الشركات الضخمة وكبار الشخصيات.
إن طائرة سيكورسكي المجهزة بمحركين توربينيين بديل مناسب لـطائرات رجال الأعمال الإقليمية، إذ يبلغ مداها الأقصى 411 ميلاً بحريًا (بدون استخدام احتياطي الوقود)، فيما تبلغ سرعتها القصوى 178 ميلاً/الساعة. وبما أن أحد الأهداف التي توخّتها الشركة في التصميم هو نقل الموظفين إلى منصات النفط البحرية، فإن هذه الطائرة تستطيع التحليق بأمان كيفما كانت الظروف الجوية.
يرأس إيلاي فلينت قسم Vertical Lift التابع لشركة فليكس جِت Flexjet، الذي يشتمل على أسطول مكوّن من 15 طائرة مروحية أغلبها من طراز Sikorsky S-76 متعدد الاستخدامات. وعن هذه الطائرة يقول: "لا أصالة تضاهي أصالتها". تتمايز مختلف طائرات سيكورسكي بمقصورة تتسع لثمانية ركاب وبمقاعد جلدية ونوافذ كبيرة، فضلاً عن تقنية عزل الأصوات.
على أن أحد النماذج يشتمل على مساحات داخلية مستلهمة من تصميم سيارة بنتلي باكالار التي يمتلكها كين ريتشي، رئيس شركة فليكس جِت، وهو ما يتوافق مع المفهوم التصوري الذي يعود إلى عام 1974، وخصوصًا لجهة مطالبته بأن تشتمل مقصورة المروحية على مزايا الراحة والهدوء المتوافرة في السيارات الفاخرة. ويقول فلينت: "لقد كانت أول طائرة مروحية مجهزة بأبواب تنغلق كما تنغلق أبواب سيارة ليموزين. كما أن شكلها الذي يعزز مزايا الديناميكية الهوائية يجذب إليه محبي السيارات".
خضعت الطائرة لستة تحديثات مختلفة على مدى أكثر من أربعة عقود، قبل أن تعلن سيكورسكي في عام 2022 عن وقف إنتاجها، وذلك على الرغم من استمرار الشركة في تقديم الخدمات التقنية وتوريد قطع الغيار. ومن جانبه، يعتقد فلينت أن طائرة Sikorsky S-76 قادرة على مواصلة التحليق لعقد آخر. وفي هذا يقول: "إنها إحدى أكثر الطائرات جاذبية في فئة الطائرات المروحية الخاصة برجال الأعمال".