التحول إلى الطاقة النظيفة هي الصيحة الأحدث في عالم وسائل النقل. وبالرغم من أن معدل تبني الوقود النظيف والابتعاد عن الوقود الأحفوري يختلف باختلاف وسائل النقل، إلا أن الصناع في قطاعات النقل كافة يسيرون بجدية على هذا الدرب.
كان الانتقال إلى الطاقة النظيفة سريعًا للغاية في عالم السيارات الفاخرة والرياضية، وقد شهدت الأسواق طرح مجموعة متنوعة من المركبات المتميزة والرائدة التي تعتمد على المحركات الكهربائية فقط أو تمزج بين المنظومة الكهربائية ومحركات الاحتراق الداخلي التقليدية. وقد شهدنا خطوات مشابهة في عالم الدراجات الرياضية وفي بعض القوارب والزوارق الرياضية، فيما ظل إيقاع التحول إلى الطاقة النظيفة أبطأ في قطاع الطائرات.
لكن وكالة ناسا وشركة بوينغ قررتا أخيرًا ضم جهودهما لإنتاج الوقود النظيف والعمل معًا على تقليل الانبعاثات الناتجة من محركات الطائرات بمختلف الطرق الممكنة، لذلك بدأتا في مشروع تعاون لتطوير طائرة تجريبية تستهلك وقودًا أقل مقارنة بالطائرات الحالية، وذلك بهدف إطلاقها تجاريًا قبل نهاية العقد الحالي.
تحمل الطائرة الجديدة اسم Transonic Truss-Braced Wing، وهي لا تزال حتى الآن مفهومًا تجريبيًا مزودًا بأجنحة نحيفة وطويلة تساعد على تثبيت الهيكل المصمم في شكل يجعل مقاومة الهواء له أقل من المعتاد، ومن ثم الوصول إلى خفض استهلاك الوقود.
على مستوى الأداء، يتكامل الهيكل، المصنوع من مواد مستدامة من أجل تقليل البصمة الكربونية للطائرة وجعلها صديقة للبيئة، مع أحدث منظومة دفع نفاثة طورها الشريكان.
ترى ناسا أن التقنية الجديدة التي تعمل عليها لإنتاج الطاقة بشكل مستدام قد تخفض استهلاك الطائرة للوقود بنسبة تزيد على 30٪ في الرحلة الواحدة، لتصبح بذلك الطائرة الأقل استهلاكًا للوقود بين مختلف طائرات العصر الحديث.
يُذكر أن تحوّل الطائرات إلى الوقود النظيف يعني تقليل الانبعاثات الكربونية عالميًا بنسبة كبيرة للغاية، إذ إن طائرات بوينغ وإيرباص تتسبب في أكثر من 50٪ من إجمالي الانبعاثات الكربونية الجوية.
وفيما رصدت ناسا لهذا المشروع 425 مليون دولار، ستؤمن بوينغ وشركات صناعية أخرى القيمة المتبقية من التمويل اللازم والمقدرة بأكثر من 700 مليون دولار، وستحظى في المقابل بمدخل إلى منشآت ناسا للهندسة الجوية وعلم الطيران.