أعلنت شركة صينية عن خططها لتجربة نموذج أولي لطائرة أسرع من الصوت في النصف الثاني من هذا العام، بهدف تطوير طائرة تجارية تفوق سرعة الصوت بحلول عام 2030 فيما تسافر بسرعة 3836 ميلاً/الساعة. هذا يعني إمكانية السفر من نيويورك إلى لندن في أقل من ساعة، أو من نيويورك إلى بكين في حوالي ساعتين.

نموذج أولي لطائرة أسرع من الصوت

كشفت شركة Space Transportation، التي تتخذ من بكين مقرًا لها والتي تُعرف أيضًا باسم Lingkong Tianxing Technology، عن نوعين من الطائرات فائقة السرعة: طائرة الركاب التجارية Yunxing والطائرة الفضائية Cuantianhou (وتعني القرد الطائر أو Flying Monkey بالإنجليزية). 

سيبلغ طول النموذج الأولي لطائرة Cuantianhou حوالي 39 قدمًا، فيما يبلغ طول جناحيها 14.4 قدم، مع وزن إقلاع أقصى يقارب 10 آلاف رطل.

لم تكشف الشركة عن المواصفات التفصيلية لطائرة الركاب التجارية Yunxing، لكنها ذكرت أن نموذجًا أصغر حجمًا منها أجرى بنجاح رحلة تجريبية استغرقت 20 دقيقة في أكتوبر 2024. وتخطط Space Transportation لإطلاق نسخة غير مأهولة من طائرة Yunxing تتسع لراكبين بحلول عام 2027.

صممت الطائرة للطيران بشكل ذاتي بالكامل، وتصل سرعتها إلى 3069 ميلاً/الساعة، مع نطاق يصل إلى 1864 ميلًا وارتفاع طيران يبلغ 12.4 ميل.

صرح المدير العام للشركة فان دينغ لموقع spacenews.com أن الهدف طويل المدى هو تصنيع طائرة أكبر تتسع لما مجموعه 50 راكبًا وتمتد بطول 90 قدمًا فيما يبلغ وزنها 70 طنًا، وتستطيع الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت (3836 ميلاً/ الساعة).

واعترف فان دنغ بأن التكنولوجيا والهندسة ستكونان عقبتين رئيستين يجب التغلب عليهما قبل أن يصبح هذا المفهوم قابلاً للتطبيق. 

وأشار إلى أن التسخين الحركي الشديد لجسم الطائرة عند سرعات فائقة يتطلب مواد خارجية عالية التقنية. كما أن الدفع يشكل تحديًا تعمل العديد من الشركات المنافسة على معالجته. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن القوانين التي تحظر الطائرات الأسرع من الصوت فوق اليابسة في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعد عقبة أخرى تحتاج إلى تغييرات لتحقيق رحلات فائقة السرعة. وقال فان للموقع الإلكتروني: "في المستقبل، يجب أن نبذل المزيد من الجهود في هذا الجانب".

بسرعة تزيد أكثر من ضعفي سرعة كونكورد، صممت الطائرة Yunxing لنقل الركاب من لندن إلى نيويورك في أقل من ساعتين. لاحظ بعض محللي الصور أن طائرتي Yunxing وCuantianhou تشبهان طائرة SR-71 Blackbird، وهي طائرة استطلاع أمريكية من الستينيات تميزت بجسم طويل مدبب وأجنحة على شكل دلتا. 

كانت طائرة بلاكبيرد Blackbird، التي تقاعدت في عام 1999، أسرع طائرة نفاثة صممت على الإطلاق، إذ كانت قادرة على الوصول إلى سرعة 2193 ميلاً/ الساعة.

وإذا نجحت الطائرة الفضائية Cuantianhou، فإنها ستسمح للصين بإرسال بعثات شبه مدارية إلى محطة الفضاء الصينية تيانقونغ، ما يُكمل جهود الحكومة باستخدام طائرة الفضاء Shenlong. 

ويتزامن هذا الإعلان أيضًا مع تطوير الطائرات الفضائية من قبل شركات أمريكية مثل Virgin Galactic وSpaceX وSierra Space، بالإضافة إلى طائرة الفضاء التابعة للقوات الفضائية الأمريكية X-37B، والتي كانت في المدار منذ أكثر من عام. الهدف المشترك بين هذه المشاريع هو تطوير مركبات فضائية قابلة لإعادة الاستخدام بشكل موثوق.

يجرى تطوير الطائرات فائقة السرعة أيضًا بأشكال مختلفة، بما في ذلك مشاريع مثل Stargazer لشركة Venus Aerospace، وHermeus Quarterhorse Mk 1، وStratolaunch، وDestinus.

قال نوريس تاي، الرئيس التنفيذي لشركة Exosonic، لموقع بيزنس إنسايدر إن الطيران الأسرع من الصوت موجود منذ الأربعينيات من القرن الماضي، لذلك لا يوجد كثير من "التكنولوجيا الجديدة لتطويرها" في هذا المجال. 

وأشار إلى أن شركته، التي أغلقت أبوابها العام الماضي، كان ينبغي أن تركز بدلاً من ذلك على الطائرات فائقة السرعة. وقال: "الطائرات فائقة السرعة تحظى بشعبية حاليًا، لذلك من المنطقي السير في هذا الاتجاه. أما الطائرات الأسرع من الصوت، للأسف، فهي لم تعد تحظى بشعبية".