عرضت صالة سوذبيز للمزادات في لندن قطعة مهمة من الآثار الآشورية لحضارة بلاد الرافدين، وحددت يوم السادس من شهر ديسمبر المقبل لإنهاء المزايدة على القطعة، التي قُدرت من قبل خبرائها بقيمة تراوح بين 1,500,000 و 2,500,000 جنيه إسترليني.

القطعة المعروضة عبارة عن لوحة مؤسسة مرمرية من الجبس الآشوري، تعود لعهد الملك توكولتي نينورتا الأول، الذي امتد حكمه لبلاد الرافدين بين عامي 1233 حتى 1197 قبل الميلاد، والمعروف من حيث كونه أحد أبرز الحكام في تلك الفترة التاريخية من الحضارة الآشورية. وقد أخرجت القطعة من المعبد الذي بناه الملك للإله عشتار في مدينة آشور العاصمة الدينية والثقافية لمملكته.

أما قصة وصول القطعة إلى صالة المزاد، فتبدأ أحداثها من الحرب العالمية الأولى، عندما كان الدكتور إدي تشارلز شاخت يعمل طبيبًا في الطاقم الطبي لقوة استكشافية عسكرية ألمانية ذهبت إلى غرب فارس وبلاد ما بين النهرين، وهي البعثة التي سميت على اسم قائدها الرائد فريدريك كلاين عام 1914، بهدف تأمين مساعدة القبائل العربية ضد أعداء ألمانيا آنذاك أو القيام بعمليات ضد مصالح الأعداء في المنطقة.

وقد حصل إدي على القطعة في صيف عام 1917، من رجل يدعى الشيخ سليم، بينما كان في رحلة من آشور إلى الحضر. وبعد رحيل إدي بسنوات عُرضت القطعة في ألمانيا عام 1960، ثم عُرضت مرة أخرى عام 1988 كمجموعة خاصة من تركته، حتى آلت ملكيتها في النهاية إلى مالكها الحالي، حسب سوذبيز.

سوذبيز تعرض قطعة مهمة من الآثار الآشورية

Sotheby’s

اللوحة الثرية المعروضة تتخذ شكلاً مستطيلاً محدبًا قليلاً، بقياس 37 × 27 سنتيمترًا، حُفر على جانبٍ واحدٍ منها بدقة كبيرة عمودان من الكتابة المسمارية الخاصة بحضارة بلاد الرافدين: العمود الأول يتكون من واحد وثلاثين سطراً، والثاني من ثمانية وعشرين سطراً، وعلى الظهر عمود واحد من ستة أسطر.

سوذبيز تعرض قطعة مهمة من الآثار الآشورية

Sotheby’s

وكما يبدو في نقش اللوحة، يتذكر الملك أولاً مآثره العسكرية وصفاته الملكية العديدة، حسب ما هو متعارف عليه في مثل هذه النوعية من النصوص، ثم يحتفل بترميمه الكامل لمعبد الإلهة عشتار في آشور، وأخيراً يبارك أولئك الذين سيرغبون في المستقبل في الاعتناء بهذا المعبد ونقوشه.