أجرت المركبة الفضائية ستارشيب تجربة طيران خامسة ناجحة في سعيها للتوجه إلى القمر وفي النهاية إلى المريخ.
وقد أقلع أكبر صاروخ في العالم، يبلغ طوله 400 قدم، بنجاح من مقر شركة سبيس إكس بالقرب من براونزفيل، بولاية تكساس الأمريكية. 

استعادة معزز المرحلة الأولى للصاروخ العملاق ستارشيب إلى الأرض

انطلق معزز المرحلة الأولى سوبر هيفي للصاروخ من منصة الإطلاق التابعة لشركة سبيس إكس، ليضع صاروخ المرحلة الثانية ستارشيب في مسار في الفضاء باتجاه المحيط الهندي غربي أستراليا، حيث سيحاول إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي ثم الهبوط في الماء.

هذه المرة عاد المعزز إلى قاعدة ستاربيز Starbase، حيث التُقط بنجاح بوساطة ذراعين عملاقين يشبهان أعواد تناول الطعام المعروفة باسم ميكازيلّا Mechazilla كما تسميها سبيس إكس. 

وفقاً لشركة سبيس إكس، فإن هذا الإنجاز التقني هو دليل على إمكانية إعادة استخدام ستارشيب بشكل يشبه استخدام الطائرات النفاثة بدلاً من الصواريخ التي استخدمتها الأجيال السابقة.

وفقاً لبيان على موقع سبيس إكس: "كان لا بد من استيفاء آلاف المعايير للمركبة ومنصة الإطلاق قبل محاولة الالتقاط. وبفضل العمل الدؤوب لمهندسي سبيس إكس، نجحنا في الالتقاط من المحاولة الأولى". تضمنت عملية إعادة دخول المعزز إشعال العديد من محركاته المعززة البالغ عددها 33 محركًا لإرشاده إلى موقع الإطلاق.

قال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، على منصة إكس، بعد نجاح الرحلة: "بينما نستعد للعودة إلى القمر تحت إشراف أرتيميس Artemis، ستساعدنا الاختبارات المستمرة على الاستعداد للمهام الجريئة المقبلة، بما في ذلك منطقة القطب الجنوبي للقمر ثم إلى المريخ".  

سبيس إكس تنجح في التقاط معزز ستارشيب بعد رحلة تجريبية

SpaceX

هذا وتدفع وكالة الفضاء الأمريكية إلي سبيس إكس 4 مليارات دولار لنقل رواد الفضاء إلى القمر في مهمتين قادمتين من برنامج أرتيميس، ومن المقرر أن تنطلق المهمة الأولى في 2026.

يتمتع الصاروخ العملاق بقدرة على حمل 100 طن متري، ويُستخدم أيضًا لنقل الأقمار الصناعية إلى المدار ونقل البضائع إلى محطة الفضاء الدولية جنبًا إلى جنب مع الهياكل اللازمة لبناء محطات فضائية خصوصًا في المستقبل. 

رغم نجاح العملية، إلا أنها تضمنت بعض العيوب مثل الانفجارات الصوتية. قال جاستن ليكلير، عالم الأحياء البرية في برنامج Coastal Bend Bays and Estuaries Program، الذي يراقب إطلاقات سبيس إكس، لصحيفة نيويورك تايمز: "اهتز منزلي عند الإطلاق وعند إعادة الدخول، على بعد 40 ميلاً في هارلينغن. شعرت حقًا وكأن زلزالاً صغيرًا وقع، لولا أنني كنت أعلم أن هناك صاروخاً ينطلق".

كانت رحلة المرحلة العليا، التي تسميها سبيس إكس السفينة Ship، ناجحة أيضاً واستمرت لمدة ساعة. وأكملت عملية الانفصال "التدريجي الساخن" عن الداعم عن طريق إشعال ستة محركات رابتور والصعود إلى الفضاء.

قالت سبيس إكس: "انطلقت المركبة على طول مسارها المخطط إلى الجانب الآخر من الكوكب قبل تنفيذ إعادة الدخول الخاضعة للرقابة، مروراً بمراحل ذروة التسخين والحد الأقصى للضغط الديناميكي الهوائي، قبل تنفيذ الانقلاب والهبوط في المنطقة المستهدفة في المحيط الهندي".

وقالت كيت تايس، مديرة هندسة أنظمة الجودة في سبيس إكس، خلال التعليق المباشر في أثناء الرحلة: "كان ذلك مذهلاً. لم نكن نأمل باستعادة أي جزء من ستارشيب، لذا كانت هذه أفضل نهاية يمكن أن نأمل بها".