ما هو الزمن؟ وكيف يمكن قياسه؟ حاول الناس من مختلف الثقافات الإجابة عن هذين السؤالين على مر العصور، فمنهم من اختار رصد النجوم لتتبع مرور الأعوام، ومنهم من ابتدع ساعات شمسية ورملية، فيما وضع آخرون تقويمات قمرية ليترك هؤلاء لنا في النهاية شهاداتهم على مرور الدقائق والأيام. هذا العام، اختارت شركة الساعات السويسرية الراقية أورويرك Urwerk تكريم هذا المسعى البطولي، الذي ولدت من رحمه لغة الزمن العالمية، عبر إطلاق خط ساعتها الجديد UR-100V Time and Culture الذي تتوقف محطته الأولى في أمريكا الوسطى في عام 1479 ليكون الإصدار الأول له مستوحى من الحضارة النابضة بالحياة هناك.
يتزين الجزء العلوي من علبة الساعة الجديدة بالزخارف نفسها التي تعلو العمل الفني البارع "حجر الشمس" Sun Stone الموجود في متحف الأنثروبولوجيا الوطني بمدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك، وهو أحد أكثر الأعمال الفنية لحضارة الأزتك رمزية، فهو عبارة عن قرص منحوت يبلغ قطره 3.6 متر تقريبًا يشير إلى تقويم شعب الأزتك ويتسم بالمهابة والضخامة حيث تمثل الدائرة الثالثة التي يصورها النحت عدد أيام الشهر البالغة 20 يومًا بينما تمثل الدائرة الرابعة عدد أيام السنة البالغ عددها 260 يومًا.
لهذا لا يفوت عشاق الأصالة والتفرد الذين يتطلعون لاقتناء الساعات المميزة أن يستعينوا بعدسة مكبرة لمشاهدة الزخارف التي تزين القبة نحاسية اللون أعلى الساعة، والاستمتاع بتفاصيلها البديعة التي نُفّذت باستخدام أداة لقطع السبك ذات طرف سمكه 0.05 ملليمتر. جاءت خطوط نتوءات هذه الزخارف بتشطيب الحفّ اللامع في حين جرى تشطيب التجاويف بالنفث الرملي المجهري للحصول على لمسة نهائية مخملية، وإبراز حجم الزخارف الموجودة في هذا العمل الفني، وتكريم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن.
يأتي الإصدار المحدود من Urwerk UR-100V Time and Culture I المكون من 20 نموذجا فقط في علبة مصنوعة من الفولاذ والتيتانيوم بقطر 41 ملليمترًا وطول 49.7 ملليمتر وسماكة 14 ملليمترًا. كما تتميز الساعة بحزام بالتيمورا أخضر ومشبك دبوسي ونظام تعبئة أوتوماتيكية يجري ضبطه بوساطة نظام توربينات Winfänger ذات المراوح الانسيابية.
أما مؤشرات الساعة المدارية فمصنوعة من الألومنيوم ومركبة فوق زخارف تقاطعلت جنيف المصنوعة من برونز البريليوم. وتتكون قبة الساعة من سبيكة ARCAP، كما أن علامات الساعات والدقائق مطلية بمادة الإضاءة الفائقة سوبر لومينوفا.
ساعة URWERK UR-100V Time and Culture
وبجانب مؤشرات الساعات والدقائق، يحمل ميناء ساعة UR-100V الجديدة جانبا آخر من المعلومات: عندما يتجاوز عقرب الدقائق علامة الستين دقيقة يختفي هذا العقرب ليعود إلى الظهور كعداد للكيلومترات، إذ يوضح مسافة 524.89 كيلومتر التي يقطعها كل 20 دقيقة شخص موجود في المكسيك، وهذا هو متوسط سرعة دوران الأرض كما يجري حسابه في مدينة مكسيكو سيتي. وعلى الجهة المقابلة لنطاق مؤشرات الزمن، يشار إلى سرعة دوران الأرض حول الشمس أي 35.742 كيلو متر في زمن قدره 20 دقيقة، لتلتحم الساعات والكيلومترات في مكان واحد على سطح معصمك، وهذه الوحدات تضاء باللون الأزرق المتوهج عند قراءة الساعات.
أيضًا تخفي هذه الساعة الفريدة أسرارا وإشارات أخرى كاختصار لاسم ما أو نظام ترقيم خاص بحضارة المايا التي قامت وازدهرت على أراضي أمريكا الوسطى. لكن سيكون بإمكان العين البصيرة العثور عليها وفك شفرتها ليتأكد صاحبها بنفسه أنه يحمل بين يديه كنزًا أثريًا حقيقيًا.
ساعة URWERK UR-100V Time and Culture
ولأن الساعات الاستثنائية لا تُستَحدَث من العدم بل يتشابك في إنتاجها الجمال والتاريخ وغيرهما، تعد سنغافورة هي مصدر الإلهام الأول لساعة URWERK UR-100V Time and Culture الجديدة، حيث قدم خبير الساعات الرائد في قارة آسيا سو جيا شيان لآباء العلامة التجارية فيليكس بومغارتنر ومارتن فراي اقتراحًا ذهبيًا بإضافة جذور ثقافية متنوعة إلى ساعة UR-100V، وهكذا انطلقت الساعة في رحلاتها بين الثقافات وكانت محطتها الأولى هي أمريكا الوسطى لنرى أمامنا في النهاية قطعة فنية عالمية مستوحاة من ثقافة الأزتك صُنعت في سويسرا بناء على فكرة من سنغافورة لتُعرض في مناطق مختلفة من العالم وتجتذب عشاق الساعات الراقية.