لطالما استُخدمت حركات اليد للتعبير عن معانٍ عديدة، تختلف باختلاف الثقافات والأعراف الاجتماعية. لكن بعض هذه الحركات تكتسب بمرور الوقت رمزية عالمية تتجاوز الأمكنة والأزمنة التي انبعثت منها، وهذا تمامًا ما حدث مع إشارة القرنين، إذ باتت ترمز إلى التقارب والتشارك والتمرد. وقد يكون ارتباطها بهذا السلوك الأخير هو ما حضّ الدار السويسرية على الاستلهام منها وابتكار ساعة تتمرد هي الأخرى على ما درجت عليه تقاليد صناعة الساعات الفاخرة.

 يعلم عشاق ساعات ريتشارد ميل أن هذا التوجه الثوري هو ما تبنّته الدار في طرزها منذ تأسيسها في عام 2001 ولا تحيد ساعة التوربيون الجديدة عن هذا الدرب. أما أول ما يجذب الأنظار في هذه الساعة، فهو اليد المُخرّمة المشغولة من الذهب الأحمر، والتي تقبض على آلية الحركة بين أصابعها.

ولمحاكاة الطابع الواقعي لعظام الأصابع، استعانت ريتشارد ميل بخبرة النقّاش الشهير أوليفييه فوشر، الذي أودع كامل خبرته في الصقل والتشطيب والتلميع في هذا التصميم، حتى يبرز في هيئة تبهر الأبصار. وقد استقرت اليد الذهبية في علبة مشغولة من مادة Carbon TPT المتينة، وتعززت بتاج قادر على كبح عزم الدوران، يحول دون إتلاف الآلية بكثرة اللف. وقد استغرق إكمال هذا التاج المصنوع من التيتانيوم المصقول أكثر من مائتي ساعة، وجاء على هيئة عنكبوت بمخالب ناتئة، في تصميم يستحضر أحد رموز عالم موسيقى الروك.

 كما احتضنت العلبة الثلاثية الطبقات، التي تقاوم ضغط الماء حتى عمق 50 مترًا، آلية حركة هيكلية ذاتية التعبئة من التيتانيوم، توفّر احتياطيًا للطاقة يدوم حتى 72 ساعة. وقد جهزت الساعة أيضًا ببرميل سريع التعبئة عند مؤشر الساعة 6، فضلاً عن آلية توربيون تمتاز بقصور ذاتي مُتغير عند مؤشر الساعة 12، وتُعد أول آلية من هذا النوع تصدرها الدار. 

تطلّب استحضار عناصر من عالم الروك وتجسيدها بأدق التفاصيل من قبل مصممي ريتشارد ميل وحرفييها أشهرًا من العمل المتواصل، ولهذا فإن هذه الساعة التي يقتصر إنتاجها على 50 نموذجًا، تُعد مأثرة متفردة تعكس روح الابتكار التي تمثلها الدار خير تمثيل.