في مزاد للساعات المهمة Important Watches يُقام في نيويورك خلال شهر ديسمبر المقبل، تعرض دار سوذبيز ساعة خاصة بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
هدية من السادات.. ساعة رولكس للرئيس جمال عبد الناصر بسعر 60 ألف دولار
الساعة التي تراوح قيمتها التقديرية بين 30 ألف دولار إلى 60 ألف دولار من طراز Day Date من رولكس، وكان الرئيس المصري يرتديها طيلة فترة رئاسته.
الساعة كانت هدية ثمينة من صديقه المقرب أنور السادات، الذي خلفه في منصب رئيس مصر، ما يرمز إلى العلاقة الوثيقة بين الزعيمين. وقد صيغت الساعة، التي تعرض اليوم والتاريخ باللغة العربية، في علبة من الذهب، وتزيّن الجزء الخلفي منها بنقش بالعربية "السيد أنور السادات 26-9-1963".
قدمت رولكس ساعة Day Date للمرة الأولى في عام 1956، فشكلت إصدارًا مميزاً مشغولاً من المعادن الثمينة فحسب. كما أنها كانت أول طراز تصدره رولكس يحمل اليوم والتاريخ على الميناء.
كانت ساعة Day Date من رولكس مفضلة لدى المشاهير والرؤساء: اقتنى الرئيس جون إف كيندي نموذجًا منها أهدته له الممثلة مارلين مونرو، كما ظهر نموذج منه على معصم الرئيسين رونالد ريغان وجيرالد فورد، حتى أن الساعة أصبحت معروفة في العديد من الأوساط باسم Rolex President (رولكس الرئاسية).
لقد كانت سمعة هذه الساعة تسبقها لدرجة أن الإعلانات الخاصة بها كانت تتضمن عبارات مثل "عندما يكون العالم بين يدي رجل، فمن المتوقع أن تجد ساعة رولكس على معصمه" و"تتحدث عنك في 26 لغة"، وأيضًا "ساعة الرئيس".
ومع ذلك، نادرًا ما نرى هذه الساعات تظهر في العلن، إذ يبقى العديد منها مع العائلات أو ينتهي بها الحال في مجموعات المتاحف، بحسب سوذبيز.
تولى ناصر رئاسة مصر عام 1954، وكان معروفاً بدوره البارز في تحقيق العدالة الاجتماعية، ودعمه للسلام بين الدول العربية، والمشاريع الوطنية الكبرى مثل السد العالي بأسوان.
كان الرئيس ناصر معروفًا دائمًا بأنه رجل الشعب، وكان قريبًا من عامة الناس، ولذلك لم يكن مهتمًا بالممتلكات المادية. وكانت هذه الساعة هدية من أنور السادات، الذي أصبح نائبًا للرئيس في 1969 ثم رئيسًا لمصر في 1970. وكان السادات قد التحق مع ناصر بالأكاديمية العسكرية المصرية، ومن ثم كانت هذه الساعة هدية من "رئيس" إلى "رئيس".
على الرغم من عدم اهتمامه بالممتلكات المادية، كانت هذه الساعة وصداقة ناصر مع السادات تعني الكثير بالنسبة له، وكان يمكن رؤيتها في العديد من اللحظات التاريخية خلال رئاسته. ظهرت الساعة في صور خلال لحظات حاسمة مثل حرب 1967 وكذلك في العديد من الاجتماعات الدبلوماسية في مساعيه لتوحيد العالم العربي.
كانت الساعة حاضرة حتى وفاته في سبتمبر 1970. وفي خطاب من جمال خالد جمال عبدالناصر، حفيد الرئيس الراحل والمالك الحالي للساعة، ذكر ظروف توارث الساعة قائلاً: "بعد فترة وجيزة من رحيل ناصر، أعطت جدتي، تحية كاظم، والدي الساعة التي كان يرتديها والده جمال عبدالناصر حتى وفاته، وقبل بضع سنوات من وفاته في سبتمبر 2011، أعطى لي والدي الساعة كما فعلت والدته معه".
بعد استضافة قمة جامعة الدول العربية، تعرض الرئيس ناصر لأزمة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته. وقد حضر جنازته حشد من الناس قُدر عددهم بأكثر من خمسة ملايين شخص، وسار الموكب الجنائزي في شوارع القاهرة، وكان معظم رؤساء الدول العربية حاضرين.
لم يكن ناصر قد امتلك منزلًا قط، ومع قلة ممتلكاته المادية التي تبرعت بها عائلة ناصر لمتحف يحمل اسمه في القاهرة، بقيت هذه الساعة هي الغرض الوحيد خارج مجموعة متاحف.
قال جيف هيس، رئيس قسم الساعات بدار سوذبيز "إن ساعة جمال عبدالناصر لها مكانة خاصة لدى الشركة المصنعة". ولا يعرف هيس الكثير عن ظروف شراء الرئيس السادات للساعة، ولكنه يرجع للتاريخ المنقوش في ظهر الساعة 1963، ويقول إنَّ الرقم التسلسلي للساعة يشير إلى أنها أنتجت في العام نفسه، وكان سعر النماذج من هذا الطراز يبلغ نحو 700 دولار في ذلك الوقت.