عندما يتعلق الأمر بساعات الحِسان، يكثر الصانعون الذين يتعهدون بتقديم تصميمات متمايزة تصمد أمام اختبار الزمن. ولكن قلة منهم يتفوقون مرة تلو الأخرى، في الإتيان بابتكارات تثير الانبهار بما يجتمع فيها من تجليات إبداع يتلاقى فيه إرث من الماضي بحس ابتكار من زمن حاضر، لينبعث إيقاع الوقت في الساعات الجواهر جماليات أنثوية باذخة وتلاوين آسرة يتوثّق بها زمن لا يصلح للنسيان.
Jaeger-LeCoultre Rendez-Vous Dazzling Star
أسرار نجمية
فتنت زخات الشهب المنهمرة من السماء البشر منذ قديم الزمان، ليس لأنها ظاهرة غامضة يصعب استشرافها فحسب، ولكن لكونها تتسم أيضًا ببعد شاعري متفرّد.
إنها هذه السمة التي استعادتها ورش الحرف اليدوية النادرة Métiers Rares في دار جاجيه - لوكوتر من خلال ساعة Rendez-Vous Dazzling Star التي تحاكي هذه الظاهرة السماوية بتصميمها وتعقيدها الهندسي على حد سواء.
فقد نجح الصانع في هذا المسعى بفضل آلية جديدة تعكس براعته في الابتكار والهندسة، مطوّراً لهذه الغاية آلية الحركة الأوتوماتيكية ذاتية التعبئة Calibre 734 التي تتيح استحضار هذا التقلب النجمي بأسلوب عفوي متقن: عند تحريك المعصم، يظهر الشهاب فوق الميناء بعشوائية وفي لحظات متفرقة خلال كل ساعة. بل إن صاحبة الساعة تستطيع استحضار هذا المشهد الأخاذ بحسب الطلب عن طريق تدوير التاج مرات عدة.
تطرح الدار مأثرتها في علبة مشغولة من الذهب الوردي يزهو قرصها بضياء صفّين من الألماس ثُبّتا بتقنية الترصيع المخلبي، ويثريها ميناء من الأفنتورين باللون الأزرق الداكن يجسّد مشهدًا شاعريًا لسماء الليل المرصّعة بالنجوم.
وإذ سخّر حرفيو الدار مهاراتهم كلها لاستنساخ جماليات مشهد الشهاب المتساقط الذي يشق عتمة السماء، شكلوا الميناء في ثلاثة أقراص. تُخفي طبقة الأفنتورين البيضاوية الأولى الشهاب إلى أن يحين موعد انهماره من دون سابق إنذار، ويظهر أسفلها قرص دوّار من الأفنتورين يدور عند تفعيل الآلية ليدفع شكل الشهاب الذي نُحت في بنيته فوق مساره المنحني عبر الميناء العلوي.
وفيما يكشف النجم لحظة عبوره عن طبقة الميناء الأعمق. شُكلت هذه الطبقة في هيئة قرص ثابت من المعدن الذهبي منمّق بلمسات لامعة متدرجة لمضاعفة الإحساس بالحركة. ويكمّل الساعة حزام من جلد التمساح بلون أزرق لامع، أو سوار من الذهب الوردي رُصّعت حلقاته المصممة على شكل المعيّن بما مجموعة 436 ألماسة زنة 4.88 قيراط.
Jaeger-LeCoultre
تستحضر الساعة المشغولة من الذهب الوردي مشهد شهاب يتساقط عشوائيًا أو عند الطلب عبر المشهد السماوي الذي نُحتت معالمه فوق الميناء المشغول من الأفنتورين الأزرق في بنية من ثلاثة أقراص.
Chopard IMPERIALE Flying Tourbillon
هندسة الزهر
لطالما حرصت دار شوبارد على ترك بصمة متفردة في فضاءات الإبداع، سواء تعلق الأمر بالجواهر أم بالساعات. وتأكد هذا مرة أخرى في طراز IMPERIALE Flying Tourbillon الذي كان ذا إصدار محدود. وتُعد هذه الساعة، التي تتباهى بتصميم يعكس أرقى معاني الأنوثة، أول إصدار يُزوّد بآلية توربيون في السلسلة الأنيقة التي أطلقتها الدار بداية في عام 1994 مستلهمة عصر الإمبراطوريات.
ولابتكار هذه التحفة، استعانت شوبارد بخبرتها الممتدة في المجالين اللذين اكتسبت فيهما شهرتها، فجاء ترصيع الأحجار البديع دليلاً على مهارة حرفييها في صياغة الجواهر، فيما أتت آلية الحركة متقنة الصنع، التي جرى تطويرها بالكامل في مصنع الدار، شاهدًا على براعتها الهندسية.
Chopard
صيغت الساعة في علبة من الذهب الأبيض الخلقي المرصّع بالألماس تكاملت مع ميناء من الأفينتورين الأزرق تثريه زهرة لوتس منحوتة من عرق اللؤلؤ تكشف تفاصيلها عن آلية توربيون.
تحتضن علبة الساعة المشغولة من الذهب الأبيض الخلقي ميناءً من الأفينتورين الأزرق يحاكي لونه زرقة السماء الليلية المرصعة بالنجوم، وتثريه زهرة لوتس نُحتت من عرق اللؤلؤ وتفتحت بتلاتها الرقيقة لتكشف عن زهرة ثانية مرصعة بالألماس تحتجب آلية التوربيون المحلق في مركزها.
أما ذروة الإبداع في الهندسة والتصميم، فتختزلها أربع بتلات تنثر هالة من الألق الشاعري على كل دورة من دورات الآلية الدقيقة. رُصع قرص الساعة ووصلاتها بأحجار ألماسية يبرز ضياؤها المشهد الليلي المتمدد على مساحة الميناء، فيما غطاء الوجه الخلفي للعلبة، المشغول من البلور الياقوتي، يكشف عن دوّار التعبئة المصنوع من البلاتين والمرصع بالألماس، وعن دمغة جنيف للجودة المميّزة.
Chopard
تشهد تفاصيل الميناء، بما في ذلك التشكلات العذبة لبتلات الزهرة والترصيع البديع للأحجار على مهارة شوبارد في صياغة الجواهر.
Arnold & Son Perpetual Moon 38 Eclipse I
قمر وضّاء
بعلبة مشغولة من الذهب الأبيض وأحجار وضّاءة وملامح تصميم أخاذ، تكتب دار أرنولد آند صن فصلاً جديدًا في تاريخها مطلقة أول ساعة نسائية تحمل توقيعها. وتتجسد في هذا الطراز أبهى صور الدقة والأناقة التي لطالما استحدثها الصانع في إبداعاته، إذ رُصع القرص والتاج والوصلات بثمانين حجرًا ألماسيًا بالقطع البراق يتوزّع ضياؤها من حول غطاء البلور الياقوتي المقبب.
أما الميناء المشغول من طبقة بلورية دقيقة من الأفينتورين الأزرق، فيتباهى بمظهر متعدد المستويات تذكر فتحاته المحشوة بالكريستال بمطرزات من الدانتيل فيما تتيح إطلالة على القمر المشغول من الروثينيوم بين مؤشر الساعة 10 ومؤشر الساعة 2، والذي يتجلى عند أطراف سماء نُحتت من عرق اللؤلؤ بتدرجات لونية تراوح بين الأبيض والأزرق، وتناثرت في كبدها نجوم منقوشة يدويًا.
كما تثري تخاريم الميناء 35 ألماسة بالقطع البراق، وثلاث ألماسات على هيئة ثمار الكمثرى، وحجارة من الياقوت الوردي والأزرق تتناغم كلها عند مؤشر الساعة 8 كأنها نجم تشرد عنه هالة وضّاءة.
يحتضن هذا الإصدار الجديد، الذي يقتصر إنتاجه المحدود على 18 نموذجًا، المعيار الحركي يدوي التعبئة A&S1612 الذي طُوّر خصوصًا لهذا الطراز. تتيح هذه الآلية دقة في أداء تعقيد أطوار القمر طيلة 122 عامًا، فيما توفّر احتياطيًا للطاقة يدوم 90 ساعة.
Arnold & Son
تستوطن ساعة أطوار القمر محدودة الإصدار علبة من الذهب الأبيض مرصّعة بالألماس يكشف ميناؤها متعدد المستويات عن مشهد لسماء ليلية نُحتت من عرق اللؤلؤ يشعّ أسفلها قمر مشغول من الروثينيوم.
Bvlgari Blooming Beauty
حديقة العجائب
صار تداول اسم بولغري في أوساط هواة الساعات يرتبط في الآونة الأخيرة بابتكارها الساعات الأشد رقة في العالم، على ما يشهد تسجيلها في هذا المجال ثمانية أرقام قياسية لساعة Octo Finissimo.
لكنّ لبولغري إرثًا مستمرًا أيضًا من التفوّق في إبداع جواهر وساعات للنساء تستأثر بالأبصار والأفئدة بالقدر نفسه، وهذا ما أبانت عنه في مجموعتها الجديدة من الجواهر التي حملت اسم Eden, The Garden of Wonders (عدن: حديقة العجائب) وضمت خمس ساعات تحتفي بالطبيعة وتجلياتها.
فكل ساعة في هذه المجموعة، التي تُزاوج بين تقاليد صناعة الساعات، والمهارات الحرفية لصياغة الجواهر، تتجلى مأثرة تأسر الناظرين بتمايز تصميمها وثراء حجارتها الباذخة.
Bvlgari
ساعة Blooming Beauty، مشغولة في علبة من البلاتين ومرصّعة بالألماس، وبحجارة من الزمرد وتورمالين بارايبا والإسبنيل الوردي والبنفسجي.
تمايزت ضمن المجموعة ساعة Blooming Beauty التي قدّمت الترجمة الأشد رقيًا لملامح أنوثة تفيض حيوية وعذوبة. في هذه الساعة المشغولة في علبة من البلاتين، والمجهّزة بآلية كوارتز، استعرض مصممو الدار وحرفيوها قدراتهم الفائقة على المزج المتقن بين فنون صناعة الساعات والجواهر، فاستنبتوا على العلبة أزهارًا ناعمة نثروها حول ميناء أبيض مرصع بالألماس ومغطى بحجر تورمالين أخضر زنته 9.6 قيراط.
على سوارٍ مرن مشغول من البلاتين يضمن الشعور بالراحة عند ارتداء الساعة، تناغم الزمرد الكولومبي بقطع كابوشون مع أحجار تورمالين بارايبا وأحجار الإسبنيل الوردية والأرجوانية وقطع الألماس الدائرية متعددة الأوجه.
Bvlgari
وظّفت بولغري إرثها العريق في صياغة الجواهر لابتكار سوار الساعة والهيكل الحاضن لها في هيئة بتلات زهر تُختبر مواقع الأحجار الكريمة فوقها قبل تثبيتها.
Cartier Crash Tigrée
إيحاءات تجريدية
ترى كارتييه في الوقت لعبة تغوص من خلالها في بحر من الإبداعات والرؤى التي تبرزها إلى السطح مع كل إصدار جديد. ومن استكشافها المتواصل لهذا البعد الذي تحاول صياغته كل مرة في شكل مبهر، انبعثت ساعة Crash في عام 1967 ابتكارًا بميناء غير متماثل استلهم حيوية لندن في ذلك الحين وأحدث ثورة في الرموز الجمالية التي كانت شائعة في عالم صناعة الساعات.
أما في إصدارات هذا العام ضمن مجموعة الأعمال الفنية، فلجأت كارتييه إلى خبرتها الحرفية ومعجمها التصميمي الثري لتستكشف الإمكانات التي يتيحها ميناء الساعة وعلبتها، بما في ذلك توزيع الأبعاد والأحجام لتسليط الضوء على الطابع العضوي والحيوي لخطوط التصميم على نحو يوحي بحضور تجريدي لحيوان الأدغال الإفريقية الأقرب إلى وجدان الصائغ الفرنسي.
Cartier
في علبة مشغولة من الذهب الأصفر، يستحضر ميناء الساعة مجموعة من الحرف اليدوية في طليعتها الطلاء بالمينا والترصيع الألماسي.
في ساعة Crash Tigrée، التي يقتصر إنتاجها على 50 نموذجًا مرقّمًا، جاء الميناء تجسيدًا لمعاني التكيف المنشود، واختارت له الدار اللونين الأخضر والأزرق اللذين نُفذا بطلاء المينا فوق الخلفية الفضية باعتماد تقنيات لم يسبق لكارتييه توظيفها من قبل.
استلزم ذلك أكثر من عشر عمليات إشعال في الفرن للوصول إلى التدرجات اللونية المرجوّة، التي بدت تارة شفافة أو معتمة، وطورًا متدرجة أو متفردة. وتفصل بين خطوط القرص الآسرة، التي طليت بالمينا باستخدام تقنية Champlevé، أشرطة مرصعة بالألماس تحدث تباينًا بديعًا فيما تتألق ببريق لامع. ففيما رُصع تاج التعبئة بألماسة هرمية الشكل زنتها 0.09 قيراط، رُصفت عبر القرص والميناء في العلبة المشغولة من الذهب الأصفر، 242 ألماسة بالقطع البراق زنة 1.64 قيراط.
تحتضن علبة الساعة آلية الحركة الميكانيكية يدوية التعبئة 1917 MC، التي توفّر احتياطيًا للطاقة يدوم 38 ساعة، ويكمّلها حزام من جلد العجل المتقزّح.