مدينة أخرى تكافح لوقف السياحة المفرطة، إذ تدرس روما فرض رسوم على السياح مقابل الوصول إلى نافورة تريفي الشهيرة لمواجهة تدفق الزوار المتزايد، وفقًا لما أوردته بلومبرغ.

أصبح المعلم التاريخي الذي يعود إلى عصر الباروك، والذي أكمله جوزيبي بانيني في عام 1769، مقصدًا للسياح الذين يزورون العاصمة الإيطالية. 

ويرمي الزوار عادةً العملات المعدنية في حوض النافورة لضمان عودتهم إلى المدينة، ومن ثم تُجمع العملات ويجري التبرع بها لجمعية خيرية تدعم المحتاجين في روما. ومع ذلك، أصبح هذا العمل الرمزي شائعًا إلى حد أن السياح يغمرون الساحة المحيطة، ما يؤدي إلى تعطيل حي تريفي، وإزعاج السكان.

ونتيجة لذلك، اقترح مفوض السياحة في روما، أليساندرو أونوراتو، على المدينة تطبيق نظام دخول محدد التوقيت إلى ساحة النافورة مع وضع حد أقصى لعدد الزوار في الساعة. 

اقتراح تطبيق رسوم وتوقيت محدد عند دخول ساحة نافورة تريفي

ستكون التذاكر مجانية للمقيمين، في حين سيدفع غير الرومان رسومًا قدرها يورو واحد (1.11 دولار). ويرى أونوراتو أن "اليورو الرمزي" وسيلة لإبطاء تدفق السياح وليس مصدرًا لزيادة دخل المدينة. 

وتشير بلومبرغ إلى أن وزير السياحة الوطني الإيطالي أعرب عن دعمه لهذا الاقتراح، ما يعني أنه يمكن تنفيذ الإجراء الجديد العام المقبل بمناسبة يوبيل المدينة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تضيف فيها روما رسومًا إلى مناطق الجذب التي كانت مجانية في السابق. في العام الماضي، بدأت المدينة في فرض رسوم على الوافدين من الخارج بقيمة 5 يورو لزيارة البانثيون، على سبيل المثال. 

ومع ذلك، فإن اقتراح نافورة تريفي مختلف، لأنه لن يفرض رسومًا على الدخول إلى المبنى، بل إلى الفضاء العام الذي يتردد عليه الناس منذ العصور القديمة. 

وتشير بلومبرغ إلى أن السياح يتجمعون عند النافورة منذ القرن الثامن عشر. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتدفق فيه أعداد قياسية على المدينة، التي زارها حوالي 35 مليون شخص في عام 2023، ومن المتوقع أن يزورها المزيد في عام 2024.

يُذكر أن روما ليست المدينة الوحيدة ذات الكثافة السياحية العالية التي تعمل على إيجاد طرق لإدارة عدد غير مسبوق من الزوار. فقد سنت العديد من الوجهات الشعبية سياسات مناهضة للسياحة لقمع الحشود المتزايدة: حظرت أمستردام بناء فنادق جديدة، وفرضت البندقية رسومًا على الرحلات اليومية. 

كما بدأ السكان المحليون في الاحتجاج على السياحة المفرطة، إذ رش بعض سكان برشلونة الزوار بمسدسات المياه للتعبير عن موقفهم.