أطلقت شركة الساعات السويسرية الشهيرة رولكس برنامجًا جديدًا تسعى من خلاله إلى إدارة عمليات تبادل ساعاتها المستعملة في السوق، وسيشارك في البرنامج متاجر التجزئة الفاخرة بوخرير قبل انضمام وكلاء معتمدين آخرين.
تستعد علامة الساعات الفاخرة لتقديم تجربة شراء مختلفة عن تلك المتاحة حاليًا، إذ يتضمن برنامجها حصول المشتري على شهادة أصالة وبطاقة ضمان جديدة لمدة عامين، إضافة إلى ختم الشمع الشهير من رولكس. كما أن البرنامج يهدف إلى الحد من صفقات التبادل السريع لطُرز رولكس الأحدث في السوق الرمادية. لذا لن يشمل البرنامج سوى الساعات التي مر على شرائها 3 سنوات، وبالطبع لا بد أن يكون المشتري قد حصل عليها من الوكلاء المعتمدين.
تطلق رولكس برنامجها للساعات المستعملة هذا الشهر في 6 أسواق فقط وهي سويسرا والنمسا وألمانيا وفرنسا والدنمارك والمملكة المتحدة. وبداية من العام المقبل ستبدأ الشركة في توسيع دائرة وكلائها المعتمدين في الأسواق الأخرى.
رغم أن الأمر قد يبدو مفاجئًا، إلا أن دخول رولكس هذا السوق كان متوقعًا، لا سيما بعد فراغ متاجرها من الساعات نتيجة زيادة الطلب وتحولها إلى منصات للعرض فقط. وقد اتخذت العلامة قرارات مهمة استجابة لهذا الإقبال، وكان أهمها بناء مصنع جديد في سويسرا بتكلفة مليار دولار، ولكنه بالطبع لن يبدأ الإنتاج بهذه السرعة، لذا كان دخول رولكس سوق الساعات المستعملة النشط منتظرًا لسد الفجوة الهائلة بين العرض والطلب. ولكن تنظيم برنامج لهذه الخطوة كان يحتاج إلى دراسة جيدة.
الجدير بالذكر هو أن رولكس ليست دار الساعات الوحيدة التي تطلق برنامجًا خاصًا لساعاتها المستعملة. في عام 2018 مثلاً، استحوذت مجموعة ريتشمونت Richemont على منصة Watchfinder للساعات المستعملة. واليوم يدير كثير من الصناع الآخرين، مثل أوديمار بيغيه وإم بي أند إف، وإتش موزر أند سي، برامجهم الخاصة للساعات المستعملة.
قدرت دراسة جديدة نشرتها شركة الاستشارات الإدارية ديلوات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن القيمة السوقية للساعات المستعملة في الوقت الحالي تساوي 21.5 مليار دولار، وأنها قد تصل بحلول عام 2030 إلى أكثر من نصف قيمة سوق الساعات الجديدة. وكانت شركة ماكنزي قد نشرت في تقرير لها أن مبيعات الساعات المستعملة بلغت 18 مليار دولار في عام 2019، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز 30 مليار دولار بحلول عام 2025.
تكمن أهم أسباب الإقبال على سوق الساعات المستعملة في كونها تتيح الوصول إلى طُرز نادرة ولم تعد متاحة في المتاجر، فضلاً عن طول قوائم الانتظار عند طلب ساعات جديدة من العلامات الفاخرة وصعوبة الوصول إلى طُرز منشودة من صنّاع مثل رولكس وباتيك فيليب وأوديمار بيغيه.
ليس من المنطقي أن تنتج دور الساعات الفاخرة أعدادًا كبيرة من ساعاتها، رغم الطلب الكبير، وذلك لأن جزءًا كبيرًا من قيمتها يكمن في التفرد والجودة العالية. وفقًا لتقرير صادر عن مورغان ستانلي، باعت رولكس 810 آلاف ساعة في 2020، في حين باعت باتيك فيليب 53 ألف ساعة، وأوديمار بيغيه 40 ألف ساعة، وريتشارد ميل 4300.
ويوضح أغلب المسؤولين التنفيذيين في قطاع الساعات أن ارتفاع الثروات نتيجة قفزات أسهم التكنولوجيا والرعاية الصحية خلال فترة كوفيد-19، والعملات المشفرة، جنبًا إلى جنب مع انتشار مواقع بيع الساعات المستعملة، أنتج جيلاً جديدًا من هواة جمع الساعات الشباب. كما عززت وسائل التواصل الاجتماعي المبيعات، إذ أصبح المزيد من المؤثرين يحبون لمعان الساعات السويسرية على مواقع مثل إنستغرام وتيك توك.