وقد أعلنت تيسلا عن الروبوت الخاص بها في يوم الذكاء الاصطناعي بالعام الماضي، وكان الإعلان في مقطع دعائي مع عرض لهيكل الروبوت غير القابل للتحرك على المسرح.

وخلال هذا العام، تمكن مهندسو تيسلا من تطوير آلية عمل الروبوت وبناء نماذج جديدة من Optimus ليصل إجمالي عدد الوحدات التجريبية إلى 5 وحدات عاملة حتى الآن. 

في المقطع الجديد الذي عرضته الشركة على المستثمرين في اجتماع خاص، ظهرت 5 نماذج من روبوت Optimus وهي تتحرك بشكل يشبه الإنسان إلى جانب قدرتها على التقاط الأشياء ورفعها من على سطح الأرض واستخدام الأدوات الإضافية التي طورتها تيسلا لهذه الروبوتات. 

ركز المقطع أيضًا على قدرة Optimus على التحكم بتحركاته المختلفة وإيقاف نفسه قبل تحطيم بيضة اختبارية وضعت أمامه على الأرض، وذلك بفضل آلية الذكاء الاصطناعي التي طورتها تيسلا لمنظومة القيادة الذاتية في سياراتها ثم استخدمتها في الروبوتات التي تعتمد أيضًا على خليط من المستشعرات والعدسات المستخدمة في سيارات تيسلا. 

وانتقل المقطع بعد ذلك إلى عرض طريقة توجيه الأوامر للروبوت وآلية تعليمه، وهي تعتمد على مجموعة من المستشعرات التي يرتديها مستخدم بشري، ثم يقوم بالتحرك بالشكل الذي يرغب في أن جعل الروبوت يحاكيه تدريجيًا، حتى يلتقط Optimus هذه التحركات ثم يقوم بتكرارها. 

وتفيد هذه الآلية تحديدًا في جعل الروبوت يقوم بالوظائف المملة أو الوظائف التي لا تتطلب إبداعًا بشريًا، وربما الوظائف الخطرة التي تقتضي عادة وجود شخص يتحكم في الروبوت عن بعد للقيام بها.

ومن أجل طمأنة المستثمرين والعالم، فإن إيلون ماسك قال إن قوة الروبوت في الوقت الحالي لا تتفوق على البشر، لذلك يمكن للبشر أن يتغلبوا عليه في مواجهة مباشرة. وأكد أن الروبوت مصمم ليكون صديقًا للبشر ومرافقًا لهم وليس من أجل أن يحل محلهم يومًا ما. 

بحسب تصريحات إيلون ماسك، فإن إطلاق روبوت Optimus في الأسواق لن يكون قبل 5 أعوام من الآن، وسوف يكون سعره أقل من 20 ألف دولار. وأضاف أن الروبوت هو مستقبل أعمال تيسلا وسوف تعتمد عليه الشركة مستقبلاً أكثر من السيارات الذكية. 

في الوقت الحالي، يوجه ماسك جهوده إلى تطوير آليات الذكاء الاصطناعي والتركيز عليها بشكل كبير، وذلك من أجل مواكبة الاهتمام العالمي بهذا المجال.

وبحسب أحدث تصريحاته، فإنه يسعى لبناء نموذج الذكاء الاصطناعي لشركة X التي تجمع تحت مظلتها مختلف شركات إيلون ماسك الأخرى وترتبط معها بشكل وثيق. وقد بدأ في بناء أول مراكز البيانات التي يحتاج إليها برنامجه للذكاء الصناعي.

هذا وقد يدفع التوافق بين روبوت Optimus والذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تطوره شركة X، ماسك لربط المنتجين معًا واستخدام هذا البرنامج في الروبوت مع وضع القيود المناسبة للسيطرة عليه، إذ إن إيلون ماسك من المتخوفين من تطور الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤثر على حياة البشر، وهذا السبب الذي دفعه للانفصال عن شركة OpenAI التي أطلقت نموذج ChatGPT في العام الماضي. 

ورغم التطورات العديدة التي شهدها روبوت Optimus، إلا أن الطريق أمامه لا يزال طويلاً حتى يصبح منتجًا حقيقيًا واعدًا يستطيع البشر كلهم استخدامه والاستفادة منه، لذلك يجب علينا الانتظار حتى نرى المنتج النهائي لهذا الروبوت.